عبدالله القواسمة (أبوظبي)
انتعش «الصقور» بثلاث نقاط مهمة نجحوا في خطفها باصطياد «السماوي» على ملعبه، فحقق فريق الإمارات العديد من المكاسب بالفوز على بني ياس بثلاثة أهداف لهدفين على ملعب الشامخة، ليكرر بالتالي نتيجة الفوز التي سطرها في الدور الأول.
وتمخض اللقاء عن العديد من الأحداث المثيرة والتي جاءت لتعكس رغبة الفريقين الكبيرة في الخروج بنتيجة تلبي تطلعاتها، فبني ياس كان يسعى إلى تعزيز حضوره على لائحة الترتيب العام أو التشبث بالمركز السادس على أقل تقدير، أما الإمارات فكان يتطلع إلى الهروب من دوامة الخطر التي بدأت تلوح في أفقه منذ فترة لا بأس بها، ويبدو أن دوافعه كانت أكبر بكثير من أصحاب الأرض.
ولا يستطيع المراقب المحايد لما انجلت عنه هذه المباراة، إلا أن يرجح كفة بني ياس من النواحي الفني والتكتيكية، في حين أن الإمارات وإن نجح في الخروج بفوز ثمين، إلا أنه لم يقدم الأداء المثالي في هذه الموقعة، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالفائز، وهو الواقع الذي يفترض أن يعيه السماوي بعدما أشاح عنه الحظ وجهه، دون أن يرأف بمهاجميه وفرصهم التي أهدروها أمام المرمى.
وكان باولو كاميلي المدير الفني للإمارات واقعياً، ولم يبالغ في فرحة الفوز عندما اعترف صراحة بالصعوبات الكبيرة التي واجهت فريقه في هذه المباراة والتي حصرها بعامل الريح الذي وقف إلى جانب بني ياس في الربع الساعة الأولى، حيث كانت فيها الغلبة للسماوي بعد إحكام الأخير القبض على وسط الميدان، مما سهل على الأخير الوصول إلى المرمى، مروراً بالأوراق البديلة التي أحدثت فارقاً كبيراً في المستوى، وبالأخص ورقتي عماد خليلي ودينيس الذين ضغطاً كثيراً على مرمى الإمارات في الشوط الثاني، وهو ما كان يفتقده كاميلي في هذه المباراة على حد وصفه.
المؤشر الفني للمباراة كان تصاعدياً عند النظر إلى الفرص التي لاحت للفريقين وبالأخص لبني ياس، إذ كان في الشوط الثاني الأقوى في الشق الهجومي، على عكس الشوط الأول الذي كان فيه الأداء سجالاً إلى حد ما، علماً بأن الإمارات انتهج أسلوب ذكي في هذه الموقعة تمثل في عدم المغالاة بالهجوم خاصة في الشوط الثاني، إذ كان سيدفع ثمن ذلك غالياً في ظل تقدم معظم لاعبي بني ياس داخل نصف ملعب الإمارات.
ووجد لويس جارسيا المدير الفني لبني ياس نفسه أمام تساؤلات فنية لا يستطيع الإجابة عليها بسهولة، فهو كان قد أشار قبيل مباراة الإمارات إلى أنه يواجه ظروفاً صعبة مرة أخرى، تتمثل في الإصابات التي يعاني منها عدد لا بأس به من اللاعبين، إلى جانب غياب عنصرين مهمين آخرين هما يوسف جابر ومحمد ناصر بسبب ارتباطاتهم العسكرية.
ومع ذلك يلحظ المتابع لمسيرة بني ياس المتذبذبة أن جارسيا ينجح في كل مباراة في طرح تشكيلة نموذجية، لكنها عادة ما تكون تعاني من بعض القلاقل، كحال المباراة الأخيرة أمام الإمارات والتي بدا فيها الشق الدفاعي للفريق غير متزن مما ساهم وبشكل كبير في الخروج بهذه الخسارة الموجعة.
وأكبر مثال على عدم استقرار الحالة الفنية لبني ياس وتقلبها الدائم، أنه في بعض المباريات يكون الأفضل من الناحية الدفاعية، لكنه في المقابل يعاني الأمرين من تواضع حراكه الهجومي، وهذا عائد بالدرجة الأولى إلى عدم استقرار ظروف اللاعبين على الشكل الأمثل، مع الإشارة إلى أن صفوف السماوي عانت أمام الإمارات من غياب فواز عوانه وآنخيل ديلبيرت بداعي الإيقاف إلى جانب عامر عبدالرحمن بداعي الإصابة، حيث يعتبر هذا الثلاثي من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها جارسيا عادة.
وتنتظر «الصقور» مباريات مهمة أخرى في الجولات القادمة ذلك لأن الـ (18) نقطة التي يقبض عليها الفريق في الوقت الراهن ليست كافية لتعزيز حضوره على لائحة الترتيب العام، في حين أن رصيد بني ياس الذي استقر عند (23) نقطة للجولة الثانية على التوالي دفعه إلى التخلي عن المركز السادس وهو ما جسده لويس جارسيا عندما قال إن الخسارة بمثابة خطوة أخرى إلى الوراء وتتطلب جهداً لا بأس به في المستقبل لتجاوزها.
ترويسة 6
أهدر فيردو لاعب «السماوي» ركلة الجزاء الأولى له هذا الموسم، بينما نجح بتنفيذ خمس ركلات، وظهر تركيزه بعد إهدار الركلة الأولى بتسجيل الثانية أمام الإمارات.
الشاجي: ركلة الجزاء مشكوك في صحتها
أبوظبي (الاتحاد)
أبدى إبراهيم الشاجي حارس مرمى الإمارات، سعادته الكبيرة بفوز فريقه على بني ياس رغم تحفظه على الأداء بشكل عام، وقال: «لم نكن جيدين ولم نقدم الصورة المثالية التي يتمتع بها فريق الإمارات عادة، لكن في المحصلة نجحنا في العودة من ملعب بني ياس بنتيجة الفوز وهذا هو الأهم».
في معرض رده على تساؤل «الاتحاد» بخصوص صحة ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم وجاء منها هدف بني ياس الثاني بوساطة فيردو، قال الشاجي: «ما زلت غير متيقن من مدى صحة ركلة الجزاء، فأنا كنت أهدف إلى تبديد خطورة كرة رفعت داخل منطقة الجزاء، لتنجلي محاولتي تلك عن سقوط لاعب من نادي بني ياس، وكذلك زميلي المدافع، كما أنني في الوقت نفسه نجحت بإبعاد الكرة، قبل أن أفاجأ بالحكم يحتسب ركلة جزاء ضدي ويشهر لي البطاقة الصفراء».
وأضاف: «بعد هذه الحالة صرت أتعامل مع الكرات العالية بحذر شديد خوفاً من أن يقوم الحكم باحتساب ركلة جزاء أخرى وقد يعقبها إشهار بطاقة صفراء ثانية أو حمراء مباشرة، لكننا نجحنا في الحفاظ على تقدمنا حتى النهاية».
وأنهى الشاجي حديثه قائلاً: «الفوز جاء في وقت مهم للغاية، فالجميع يعلم الترتيب المتواضع الذي يحتله فريق الإمارات ومن شأن هذه النتيجة أن تمنحنا المزيد من الثقة بالنفس في قادم المباريات لتحقيق الانتصارات، التي تكفل لا التقدم الى موقع متوسط على لائحة الترتيب».
المنهالي: سوء التوفيق يلازمنا
أبوظبي (الاتحاد)
أبدى محمد عيضة المنهالي لاعب الفريق الأول بنادي بني ياس حزنه الشديد من سوء التوفيق الذي يرافق السماوي في بطولة الدوري رغم العروض الجيدة التي يقدمها.
وقال المنهالي: «رغم الظروف الصعبة التي تواجه لويس جارسيا فيما يتعلق باللاعبين المصابين أو الغائبين، إلا أنه يملك القدرة دائما على الخروج بتشكيلة نموذجية تملك القدرة على مقارعة الفرق الأخرى، لكن في النهاية يسهم سوء الطالع في تقويض تطلعات الفريق وأكبر مثال على ذلك في مباراتنا أمام الإمارات، إذ كنا فيها الأفضل بشهادة الجميع».
وأضاف: «بني ياس يضم كوكبة من اللاعبين المميزين، ونحن على ثقة بأنهم يعدون الأفضل في بطولة الدوري، في المقابل تجد أن الغيابات الاضطرارية المتكررة تتسبب في أعباء كبيرة ننجح في تجاوزها لكن دون الوصول إلى الهدف المنشود ألا وهو الفوز».
وكشف المنهالي أن أمام بني ياس أسبوعين قبل مواجهة الشارقة يوم السابع من الشهر القادم، وهي فترة كافية لإعادة ترتيب الصفوف من جديد، حيث سيعمل الجهازان الإداري والفني على رفع الروح المعنوية للاعبين للعودة بشكل أقوى إلى جانب المسارعة في علاج المصابين.
3 أيام راحة
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن لويس جارسيا المدير الفني لبني ياس منح لاعبي الفريق راحة لمدة ثلاثة أيام قبل آن تستأنف التدريبات بعد ذلك تأهباً لمواجهة الشارقة يوم السابع من الشهر المقبل في الجولة الثامنة عشرة للبطولة.
وقال جارسيا: «أولوياتنا قبل مواجهة الشارقة تتمثل في تحسين الوضع الصحي للاعبين المصابين ذلك لأن المباراة الأخيرة شهدت إشراك بعضهم ويتقدمهم المهاجم الأرجنتيني دينيس، والذي لعب وهو يعاني الإصابة، حيث كان الدفع به بمثابة المغامرة».
باروت: لا نزال بحاجة إلى المزيد من النقاط
أبوظبي (الاتحاد)
قال خليفة باروت مدير فريق الإمارات إن الصقور قدموا أداءً جيداً أمام بني ياس رغم الصعوبات التي واجهوها، مثنياً على أداء اللاعبين الذين كانوا متفائلين بتحقيق النتيجة الإيجابية قبل المباراة وهذا ما كان، على حد وصفه. مضيفاً: «رغم الفوز إلا أننا ما زلنا في المركز العاشر وهو بالتأكيد مركز لا يرضي فريق الإمارات الذي ما زالت أمامه (27) نقطة ممكنة سيسعى إلى غنم أكبر عدد منها لضمان تحقيق تقدم ملموس على لائحة الترتيب العام». وشدد خليفة على ضرورة الفوز في المباراة القادمة أمام الظفرة، والتي اعتبرها بمثابة منعطف مهم في مسيرة الفريق بالبطولة إذ أن الفوز بها سيمنح الصقور دفعة معنوية لا بأس بها في المباريات القادمة.
عدد اليوم
