الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التوك توك» وسيلة نقل متهمة بتلويث البيئة وإشاعة الفوضى

«التوك توك» وسيلة نقل متهمة بتلويث البيئة وإشاعة الفوضى
3 ابريل 2010 20:00
يعد التوك توك أحدث وسيلة مواصلات شعبية أجازتها بعض المحافظات وفق شروط أمنية للتخفيف من ضغط أزمة النقل في الشوارع الجانبية بالمدن المغاربية الكبيرة وفي الأسواق الشعبية وضواحي المدن الرئيسية إضافة إلى الشوارع في المدن الصغيرة والقرى، لكنها خلقت أزمة بسبب الحوادث التي تتسبب فيها ما جعلها موضع خلاف. يثير انتشار التوك توك “الدراجة النارية” التي تم تحويلها إلى سيارة نقل، حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض، فقد انقسم المغاربة حول هذه الوسيلة التي انتشرت بسرعة في شوارع وحارات المغرب، وبينما انتقد البعض ترخيص استخدام هذه الدراجة النارية في نقل الأشخاص والبضائع والسماح للمراهقين بقيادتها مما يهدد بارتفاع حصيلة ضحايا حوادث السير التي تصل حالياً في المغرب إلى عشرة قتلى يومياً، أثنى محدودو الدخل على الترخيص لهذه العربة لأنها تمكنهم من الوصول إلى منازلهم في الحارات الشعبية الضيقة وتنقلهم إلى الأسواق والمناطق العشوائية التي كان يصعب الوصول إليها مقابل مبالغ مالية زهيدة. صغيرة ومتسللة تتحرك هذه المركبات في الشوارع الشعبية متســللة بين السيارات ومتجاوزة وسائل النقل الأخرى في أوقات الذروة مما دفع البعض إلى تفضيل ركوبها على الحافلات وسيارات الأجرة كما هو حالة فاطمة ربة البيت التي تنتقل يومياً من بيتها إلى سوق شعبي لشراء لوازم البيت وتقول:”أفضل ركوب هذه الدراجة لأنها تجد طريقها في زحمة السير وتصل إلى عمق الحارات الضيقة والأزقة التي لا تستطيع الحافلات الوصول إليها كما أن تذكرتها بسيطة وفي متناول الجميع عكس سيارة الأجرة”. وتضيف فاطمة:”في السابق كنت استقل الحافلة واضطر للنزول بعيداً عن بيتي وأمشي مسافة طويلة حاملة مشتريات البيت، أما اليوم وبفضل هذه الدراجة أصل إلى عتبة البيت وبتكلفة أقل من باقي المواصلات العامة”. وتتفاوت سعة هذه الدراجة النارية الهندية الأصل حسب هيئتها فبعضها يستطيع أن ينقل عشرة أشخاص وأخرى لا تتسع سوى لثلاثة أشخاص، ويتم تحويل هذه الدراجة إلى هيئة سيارة صغيرة بإلحاق عربة صغيرة خلفها بأربع عجلات وغطاء بلاستيكي ومقاعد للركاب وبذلك تتحول الدراجة النارية إلى حافلة صغيرة تستطيع نقل الأشخاص والبضائع. سهولة القيادة أدى انتشار نقل البضائع والأشخاص بحمولة كبيرة على هذه الدراجات إلى حوادث خطيرة ومميتة حيث يدفع الجشع أصحاب هذه الدراجات إلى نقل أكبر عدد من الأشخاص وتحميل بضائع ثقيلة تفوق مقدرة الدراجة ذات الماكينة العادية التي لا تستطيع جر مقطورة حديدية محملة بالبضائع والأشخاص وتجاوز المنحنيات بسرعة كبيرة. ويقول محمد بنعلي سائق توك توك إن من يهاجم هذه العربة هو لا يحتاج إليها، ومن يزعجه وجودها في الشارع لأنه يملك سيارة خاصة يتنقل بها غير آبه بالآخرين الذين يملكون سيارة ولا يقدرون على ركوب سيارة الأجرة ومنازل توجد في حارات ضيقة لا يمكن الوصول إليها إلا بواسطة التوك توك. ويوضح هذا السائق أن سبب انتشار هذه الدراجة يعود إلى حاجة البسطاء إليها حيث إنها فرصة عمل مناسب للشباب العاطل عن العمل ووسيلة نقل ضرورية للفقراء الذين يسكنون في الأحياء الشعبية. ويشير إلى أن صغر حجم هذه الدراجة وانخفاض تكلفتها وخفة حركتها وسهولة قيادتها عوامل جعلت الناس يفضلونها على باقي وسائل المواصلات لاسيما في الأحياء المزدحمة والضيقة التي تصعب فيها حركة سير السيارات. وعلى الرغم من أن هذه الدراجات تلبي رغبات البسطاء في الوصول إلى منازلهم بأقل تكلفة وتتيح فرص عمل جديدة أمام الشباب من سائقي ومصنعي هذه العربات،فإنها تواجه معارضة شديدة في المجتمع بسبب عدم تدريب سائقيها على قانون السير وتسببهم في حوادث كثيرة وقاتلة. كابوس مفزع تمثل هذه العربات مصدراً مقلقاً وإزعاجاً كبيراً بالنسبة للمارة وسائقي السيارات وتشكل عبئاً جديداً يضاف إلى هموم رجال المرور، كما أنها أصبحت تشكل العدو الأول لسائقي سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة حيث إنها بدأت تسحب البساط من تحتهم وتستقطب زبائنهم يوماً بعد آخر، وتظهر هذه العداوة في مواقف السيارات وفي ازدحامات المرور حيث تحدث مصادمات عنيفة بين السائقين وتنشب العديد من المشاجرات بينهم بسبب سرقة الزبائن. ويقول رشيد بيهوض سائق سيارة أجرة إن وجود وافد جديد وبأعداد كبيرة يتسبب في ازدحام المرور وخنق الشوارع ويؤدي إلى تأخر المواطنين عن أعمالهم وأشغالهم ويتسبب في حوادث السير وتلوث البيئة، ويعتبر السائق أن هذه الدراجات لا تسهم في حل أزمة النقل حتى في الشوارع الضيقة ذات الكثافة السكانية العالية بقدر ما تبث الرعب في نفوس وقلوب السائقين والمارة والأطفال وتخلق حالة من الخوف والقلق والفوضى في الشارع العام، ويؤكد أن انتشار التوك توك تسبب في أزمة لدى أصحاب سيارات الأجرة لأنه أثر سلباً في إيرادهم اليومي. ويضيف أن هذه الدراجات ملوثة للبيئة كما أن شكلها غير حضاري ومعظم سائقيها مراهقون ومتشردون لا يحترمون إشارات السير ويتسببون في العديد من المخالفات، من ضمنها السير في الاتجاه المعاكس والقيادة بسرعة جنونية وعدم الانتباه للراجلين، وقطع الإشارة والتجاوز والوقوف في الممنوع والسرعة المفرطة وعدم احترام أسبقية اليمين، وتغيير الاتجاه دون إشارة.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©