الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدد الزوار يفوق التوقعات.. والفعاليات تسدل الستار ليستأنف الترميم

عدد الزوار يفوق التوقعات.. والفعاليات تسدل الستار ليستأنف الترميم
1 مارس 2014 22:31
أبوظبي (الاتحاد) - شهد مهرجان قصر الحصن إقبالاً كبيراً على زيارة فعالياته، تجاوز 52 ألف زائر حتى مساء أمس الأول، منهم أكثر من 15 ألف شخص خلال الثلاثة أيام الأولى، و8200 ليلة الخميس الماضي في حين حضره أكثر من 7300 شخص من الصباح حتى التاسعة من اليوم التالي «الجمعة». ونجحت الدورة الثانية من المهرجان في الاحتفاء بتاريخ جزيرة أبوظبي والثقافة الإماراتية وتقاليدها الأصيلة في تعزيز مكانة أبوظبي التي تزخر بمؤهلات تاريخية كعاصمة للثقافة والتراث، وشد المهرجان رحاله إلى السنة المقبلة ليترك المجال لأعمال الترميم والصيانة التي يشهدها قصر الحصن، الذي يعد رمزاً تاريخياً وحدثاً سنوياً مهماً وشاهداً على النقلة الحضارية التي تعاصرها الدولة منذ رحلة التأسيس. تراث الأجداد ونظراً للنجاح الكبير الذي حققه مهرجان قصر الحصن هذه السنة، فإن العديد من الزوار طالبوا باستدامته والإبقاء عليه لما يمثله من أصالة، ونظراً لإسهامه في صون تراث الأجداد والآباء والحفاظ على منجزات الماضي وترسيخها بوجدان الأجيال في الحاضر، وتعريف المجتمع بقيمة وأثر هذا التاريخ، وتأكيداً على أهمية هذا التفاعل الذي شكله المهرجان، حيث قالت زكية شبيرة حرم السفير الجزائري في الإمارات التي كانت تزور القصر بمرافقة ابنتها نسرين شبيرة: إن المهرجان يوضح النقلة الحضارية التي تعاصرها الدولة منذ رحلة التأسيس وصولاً لعهد التقدم والازدهار، لافتة إلى أن المهرجان عرف اختلافاً كبيراً على مستوى التنظم وزيادة الفعاليات التراثية عن دورته الأولى، وأضافت: «لقد اختصر المهرجان تراث الإمارات في هذه الساحة الواسعة التي قدمت كرنفالاً رائعاً، كما أنَّ موقع قصر الحصن الذي تحتضنه المباني الحديثة يبين امتداد الحضارة، وأظن أن هذا الجيل في حاجة ماسة إلى ذلك»، وأشارت نسرين شبيرة إلى أن الفعالية تضمنت العديد من الرسائل لهذا الجيل للحفاظ على موروثه، كما تحدث عن مجموعة من القيم من خلال بيت الخراريف الذي عزز قيمة طاعة الوالدين، وغيرها في نفوس هذا الجيل. «المهرجان غير» من جهته قال محمد خالد الذي جلس بجانب أولاده الأربعة: خالد، وذياب، ومثرف، وخليفة الذين تقاسموا الحديث عن التراث، وهم يتناولون الأكلات الشعبية إن الظروف لم تسمح له في السابق بزيارة المهرجان، وعبر عن ندمه كونه لم يمنح أطفاله فرصة الاستمتاع أكثر من مرة بفعاليات المهرجان التي أبهرته على حد قوله،. مؤكداً أنها مسؤولية الآباء في تعريف هذا الجيل بتراثه وتاريخ أجداده، حيث تعرف خلال الفعاليات على الشرطة قديماً والمباني التراثية وبيت العريش، وغيرها من المفردات التي أسعدت الكبار والصغار. وأضاف محمد خالد: مهرجان قصر الحصن يختلف عن باقي المهرجانات، خاصة أنه يقع في قلب العاصمة أبوظبي، لأنه يعبر عن تراث الإمارات ببساطة وعفوية ليجعله حقيقة أمام أعين الزوار. من جهته يرى عقيل أحمد عقيل مهندس معماري ترميم بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن إمكانية فتح المهرجان بصورة دائمة للجمهور لن يتحقق قبل استكمال عمليات الترميم الجارية على قصر الحصن، موضحاً أن سلامة الـناس تأتي في المقام الأول، ولذا فإن العديد من الأقسام من القصر لم يسمح للزوار بالاضطلاع عليها خلال المهرجان وتم فتح جزئي لإجراءات السلامة والأمان. اهتمام كبير وقال: في السنوات المقبلة من المهرجان سنفتح مساحات أوسع، ليتم إشراك الناس في مجال الترميم والبحث العلمي وإطلاعهم على مراحله، وكون المهرجان عرف نجاحا وأبدى زواره اهتماما كبيرا بفعالياته وبأعمال الترميم، فإن هذا يمدنا بقوة ويعطينا حافزاً كبيراً لنجعل المعلم التاريخي مستعداً لاستقبال الجماهير مستقبلاً، لكن الآن، فإن الأمر يبدو صعباً نظراً لكونه موقعاً إنشائياً ويتطلب إجراءات احترازية. ومن جهة أخرى، فإن قصر الحصن موقع تاريخي، والزيارات المفتوحة قد تدعي تدخلات بعض الأطراف مما يؤثر على المادة الأصلية، إلا من بعض الزيارات المعدة سابقاً وللضرورة، موضحاً أن المهرجان غطى مساحة واسعة شملت المربع العمراني الذي امتد من المجمع الثقافي بالجنوب الشرقي إلى قصر الحصن بالشمال الغربي، مؤكداً أن المعرض سيظل مستمراً، بينما سيدل الستار عن باقي الفعاليات. أعمال الصيانة الجارية رداً على تساؤلات الجماهير العريضة التي طالبت بالإبقاء على المهرجان، أشارت ريم المنصوري مبرمجة مشاركة مجتمعية في مهرجان قصر الحصن، إلى أن المهرجان سيقام في السنوات المقبلة في التوقيت نفسه على أن تتاح الفرصة لأعمال الصيانة الجارية على المجمع الثقافي. وكذا أعمال الترميم التي يشهدها قصر الحصن، وأوقفتها الفعاليات، مؤكدة أن هناك مطالبة مباشرة باستمرار جوانب من المهرجان كمبادرة «قهوة» بالمجمع الثقافي التي شهدت إقبالاً كبيراً،. لكن قرار ديمومة هذه الأماكن مرهون بعدة عناصر من أهمها إتمام عملية الصيانة والترميم، ثم التفكير من جديد في فتح السوق أو غيره من الفعاليات التي أبدى الجمهور رغبة مؤكدة في ديمومتها، ويتم التفكير فيها مستقبلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©