الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة مهرجان قصر الحصن للجيل الجديد: المستقبل امـــــتداد للماضي

رسالة مهرجان قصر الحصن للجيل الجديد: المستقبل امـــــتداد للماضي
2 مارس 2014 14:38
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - اختلط صخب الأطفال بسكون المكان الذي زاده دفء حرارة الشمس التي أرخت أشعتها توهجاً، احتمى الصغار بظلال أشجار النخيل وبيوت العريش التي تسكنها ورش العمل الهادفة إلى الإضاءة على الموروث الثقافي الإماراتي، ضمن فعاليات مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية، وشهدت فعاليات أمس «السبت» مشاركة واسعة من طلاب المدارس، وذلك احتفاءً بأقدم معلم تاريخي في جزيرة أبوظبي، ذلك الاحتفال السنوي الذي يقام في رحاب قصر الحصن بالتاريخ العريق، والثقافة الإماراتية وتقاليدها الأصيلة والهادف إلى تعزيز مكانة الهوية الإماراتية والقيم التي يمثلها تراث الإمارات، وتعريف المجتمع أيضاً بأعمال الترميم الجارية في المبنى، الذي يزيد عمره على 250 سنة، حيث قدم المهرجان مجموعة واسعة من المعارض وورش العمل والفعاليات التاريخية والثقافية لتعريف أبناء الدولة والمقيمين، وطلاب المدارس على تراث الإمارات بشقيه الثقافي والفكري. وزارت 50 مدرسة قصر الحصن واستفاد 1985 طالباً من مختلف الجنسيات من فعالياته ومناشطه عبر مشاركتهم في ورش العمل والاطلاع على المعلومات التاريخية وتجربة ترميم قصر الحصن، التي أثرت تجربتهم أثناء زيارتهم للمهرجان. وتعد هذه الفرصة بالغة الأهمية للطلاب الذين حصلوا على خبرة واسعة وفرصة لتطوير مهاراتهم من خلال التجول في أركان المهرجان والذي يتضمن الصحراء والواحة والبحر وجزيرة أبوظبي، والاستفادة من مختلف الأنشطة وحضور الورش التعليمية كصناعة القوارب الخشبية، وحياكة سعف النخيل، وتسلق الأشجار، وتقديم الأناشيد البحرية، وعروض الصقارة، وتحضير القهوة الإماراتية التقليدية، وصناعة الفخار، والألعاب الشعبية، وصناعة العطور، والبخور، وتجربة الملابس التقليدية، والسدو، وغيرها من الأنشطة ذات الطابع الإماراتي التقليدي. سواعد الماضي وتوزع برنامج الزيارات المدرسية التي تمَّ القيام بها إلى رحاب قصر الحصن على مدى أيام المهرجان، وفق جدول تضمن في بداية المهرجان المدارس الحكومية بزيارة مجموعتين من المدارس كل صباح، ومن المدارس الحكومية التي استفادت من الزيارة مدرسة مبارك بن محمد، والتقدم، ومدرسة دار العلوم، ومدرسة خليفة، ومدرسة الريم، ومدرسة فاطمة بنت مبارك، ومدرسة مدينة خليفة، ومدرسة الدانة، ومدرسة الريف، أما المدارس الخاصة، فمنها مدرسة الورود، والياسات، والمشرف، والمنهل، والإمارات الوطنية، ومدرسة أبوظبي الأسترالية، والبريطانية الدولية، ومدرسة أبوظبي الهندية، ويستقبل الطلاب من قبل طاقم مدرب من قصر الحصن بوجبة فطور أو غداء بعدها يدخلون إلى بيت عريش لمشاهدة فيديو، يبث عبر شاشة ضخمة سمحت للطلاب بالسفر عبر حقب زمنية سبق لهم التعرف بأبطالها، فظل قصر الحصن شاهداً على بطولاتهم، وذكائهم الذي تمثل في استغلال الأحجار المرجانية في تشييد هذا البناء، حيث بني الحصن على أيدي حرفيين مهرة فهموا الطريقة المثلى لوضع الأحجار المرجانية لبناء جدران قوية، كما تضمنت الزيارة إطلاع جيل الطلاب على الأهمية التاريخية لقصر الحصن، وعلى عملية الترميم والمراحل التي تستغرقها، وشملت الجولة أيضاً الدخول إلى المجلس الاستشاري ومشاهدة مقاطع فيديو تضمنت خطابات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وغيرها من الخطابات التي تعبر عن الحياة في تلك الحقبة، وتوثق جلسات المجلس الاستشاري التي كانت تعقد في هذا المقر الذي بناه الشيخ زايد رحمه الله، بجانب قصر الحصن وبقي إلى اليوم شاهداً على انطلاقة مسيرة الخير بروح التشاور بين أبناء الوطن الواحد والأسرة الواحدة، وتم إطلاعهم على أن أول جلسة للمجلس الوطني الاستشاري كانت بتاريخ 3 أكتوبر 1971، ليلتقي جمع الطلاب من جديد في ساحات المهرجان للتعرف على مراحل التنقيب عن الآثار وممارسة بعض المهن التي كانت مصدر رزق في السابق، ويعكسها مهرجان قصر الحصن الذي يحتفي بالهوية الثقافية الأصيلة. خط الماضي والحاضر ضمن هذه المهمة تكلف بإرشاد الطلاب، مجموعة من الموظفين بمهرجان قصر الحصن الذين رافقوا الطلاب في جولاتهم وفق جدول مدروس، إلى جانب المعلمين المشرفين عليهم، في تعاقب كل مدرسة على نشاط معين لتحل محلها مجموعة أخرى على أن تشمل الزيارة جميع الورش والاطلاع على سير عملية الترميم والخطة المرسومة لها، في هذا قالت نورة محمود بعبع من مدرسة المنهل الدولية الخاصة، التي كانت ترافق طالبات الصف السابع والثامن، إن الهدف من الزيارة هو توثيق تلك العلاقة بين الطلاب وماضيهم، وإخبارهم بأن الحاضر والتطور والطفرة العمرانية التي تعرفها أبوظبي لم تأت من فراغ، وإنما جاءت بعد معانات وعمل وجهد، كما تهدف الزيارة وفق بعبع إلى رسم ذلك الخط الرابط بين الماضي والحاضر، مؤكدة: «كأن هذا المهرجان يقول سأسلم الأمانة لهذا الجيل للحفاظ عليها والاعتزاز بها، وذلك لجعل ذلك الخط الرابط بين القديم والجديد مستمراً، لأن الصبر والتدرج هما اللذان جعلا هذا المجد موجوداً ولم يأت من فراغ». وأضافت: كما تضمنت الجولات ورش العمل والأنشطة الثقافية، والتجارب التفاعلية المتنوعة لتقديم تصور واضح أمام الطلاب وتعزيز ما يتم تدريسه في المناهج الدراسية. رحلة إلى واقع الأجداد قالت إسراء حسين مسؤولة عن تنظيم زيارات المدارس ومرشدة للطلبة في قصر الحصن إن المهرجان شهد زيارتين يومياً للمدارس، الأولى من الساعة التاسعة صباحاً إلى الثانية عشرة ظهراً، بينما الثانية من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً إلى الثالثة عصراً،. وتم استقبال ثماني مجموعات يومياً، وقد زاد العدد في أيام أخرى نظراً للإقبال الكبير على المهرجان، بينما حملت الجولة الطلاب إلى واقع الأجداد وسافرت بهم عبر شاشة عملاقة مثبتة وسط بيت من العريش لتروي لهم قصة بناء قصر الحصن بالصوت والصورة، وتعطي نبذة تاريخية عن تدرج بناء الحصن، ثم تم أخذهم في جولة عبر مباني القصر لتوضيح عملية الترميم والهدف منها،. كما زاروا المجلس الاستشاري، إلى جانب استفادتهم من عمليات التنقيب عن الآثار والترميم وورش البناء بالطريقة التقليدية والتي تتم بجذوع النخيل وسعفه والطين، وغيرها من المواد، بالإضافة إلى ورش السدو، والألعاب الشعبية، وغيرها من الورش ذات الطابع الإماراتي،. كما زار الطلاب أركان المهرجان الذي تضمَّن الصحراء والواحة والبحر وجزيرة أبوظبي والتقطوا صوراً للاحتفاظ بها ضمن ألومات ذكرياتهم. إيماناً بأن زيارة قصر الحصن لها دورها في نشر التوعية بين جيل الشباب في أبوظبي وتعريفهم بالتاريخ والثقافة والتقاليد التي تتميَّز بها الإمارة، إلى جانب توزيع كتيبات ونشرات عن مهرجان قصر الحصن وبرامجه. تثقيف الطلاب قالت تغريد سفور من مدرسة المشرف التابعة لأكاديمية الدار: إن فكرة جولة المدارس لقصر الحصن تندرج ضمن تثقيف الطلاب وربطهم بالماضي، من خلال المباني القديمة للحصن، وكذا من خلال ورش العمل التراثية وكون مدرسة المشرف تضم طلابا إماراتيين بالدرجة الأولى، فإنها تتعمد القيام بمثل هذه الرحلات التي تسافر بهم إلى الماضي، وقد لاحظنا تفاعلهم مع كل المناشط والفعاليات من خلال طرحهم العديد من الأسئلة التي تمت الإجابة عنها بكل رحابة صدر من طرف المرشدين، وقد استفاد الطلاب من ورشات عمل تناسبهم، بينما استفادت الطالبات من ورشات ذات طابع تراثي كالسدو، وصناعة العطور، والبخور، وصناعة البرقع، كما استمتع الطلاب الأجانب على الخصوص، بتجريب الأزياء الإماراتية من خلال ركن الملابس الإماراتية الموجود بالمجمع الثقافي ووثقوا ذلك بتصوير لقطات فيدو أو صور احتفظوا بها. بساطة جميلة رغم كثافة الحضور وصخب الأطفال، فإن أصواتهم توزعت وامتصها المكان لتعم السكينة ويسود الصمت في جوانب متفرقة من القصر، مما دفع عبير أبو جودة من مدرسة المنهل الدولية الخاصة، للقول: «أستشف روح القديم من خلال وجودي في حضرة هذا المكان المهيب، أشعر بوقع حوافر الخيول التي مرت من هنا، أحس بطاقة إيجابية في قصر الحصن، تترجمها البساطة والهدوء التي يعكسها طابع السكن والمعيشة والحياة التي كانت على بساطتها جميلة، وعلى وعورتها ممتعة». روح المكان عبق الماضي وروح التاريخ، تنطق بهما جدران قصر الحصن وتتحدث عنهما الفعاليات، هذا ما عبرت عنه كارين هوبي وزوجها جيري من بريطانيا وأصدقاؤهما الذين يزورن قصر الحصن، حين طالبوا بديمومة المهرجان وأشاروا إلى أنه يحقق مبتغى كل زائر، لافتين إلى أنهم عندما يستقبلون أي سائح من خارج الدولة دائماً ما يبحثون على مثل هذه المواقع التاريخية والأثرية التي تتحدث عن الماضي والتاريخ وتربط القديم بالجديد، حيث يشعر الزائر بروح المكان، في الوقت الذي تفتقر فيه المراكز التجارية وغيرها من الأماكن الأخرى لهذا العنصر. من جانبه، قال جيرار من فرنسا والمقيم في الإمارات، والذي كان يرافق أولاده ألبان، جابريال وشارل، وهم يرتدون أزياء خليجية إنه سعيد بوجود مثل هذا المهرجان الذي يتيح مساحة واسعة للأطفال من تخييل طريقة عيش الأجداد، مؤكداً أن ذلك يجعل هذا الجيل يقدر جهودهم والمحن التي مروا بها والتدرج في الازدهار، وأن هذا الجيل في حاجة ماسة إلى خيط يربط بين الماضي والحاضر. على الانستجرام انشغل كل من عيد وسالم المزروعي في التقاط صور من المهرجان من مختلف الزوايا مستغلين ذلك الفضاء الذي يشمل تنوعاً كبيراً في الفعاليات، وكذا الإضاءة المنعكسة على جدران الحصن، وأوضحا أنهما جمعا في أقل من ساعتين أكثر من 40 صورة لكل واحد منهما، لافتين إلى أنهما سيعرضانها في الانستجرام للمساهمة في جلب السياح إلى أبوظبي والتعريف بها. وقالا: «أبهرتنا الفعاليات وتعرفنا على المدرسة والمسجد القديمين والشرطة وزيها ومختلف البيئات التي استكشفناها أول مرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©