الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفنان والمادة» إحدى قضايا «وهم الأطراف»

«الفنان والمادة» إحدى قضايا «وهم الأطراف»
8 مايو 2016 11:29
إيمان محمد (أبوظبي) في حلقة نقاش نظمها رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، الأسبوع الماضي، ناقش الفنانان محمد المزروعي وميس البيك موضوع «الفنان والمادة» إحدى القضايا الفنية ذات الصلة بمعرض «وهم الأطراف» للفنانة ديانا الحديد المقام حالياً في الجامعة، إذ ترتكز أعمال الحديد ذات الأحجام الضخمة على توظيف مواد غير مألوفة في الفن مثل الجبس والحديد ومواد البناء المختلفة، مع الارتكاز غير المباشر على السيرة الذاتية، وهي نفس سمات أعمال المزروعي والبيك. وفي حلقة النقاش التي أدارتها سلوى المقدادي الخبيرة في تاريخ الفن العربي الحديث، قال المزروعي إن بعض المدارس تعتبر المادة هي أساس الوجود، وهي العقل المتحكم في الفن، وفي أعمال ديانا الحديد وجدت أنها تعمل على مسرحة العمل الفني وخاصة في عمل «جدار غراديفا الرابع» الذي تلغي فيه حركة الزمن المعروفة بالماضي والحاضر والمستقبل، ودخلت إلى الشكل الفلسفي الذي قامت عليه أعمالها المتأثرة بسيرها الحياتية، فكل الفنانين يتحركون في السيرة الذاتية، غير أن بعض المتلقين يحولون العمل إلى سيرة ذاتية مباشرة، مما يقلل من البحث الذي يجريه الفنان في عمله، وهو أحد أخطاء التلقي في الفن وما يقلل من التمتع به. وكشف أن لديه مشكلة مع الموت منذ الطفولة لا يعرف لماذا، وهو ما يترك أثره على أعماله التي فيها نسيج من الرعب والصخب والسخرية حسب وصف مقدادي، وقال: «ربما هذا قادم من فكرة مناهضة الموت، وهذا جعلني أتأمل في الأشياء العادية أكثر ومتابعة أثرها وتحولاتها»، وأضاف أنه يحب اللعب بالخامات المختلفة في أعماله الفنية انطلاقاً من شخصيته المعارضة لكل شيء وليس بالمفهوم السياسي. أما ميس البيك فتفكر في ارتباط طريقة استخدام الخامات والمبادئ والأبحاث والعمليات على عملها وقالت: «أفكر بالخواص الفيزيائية للمادة مثل الشمع الذي يتأثر بعوامل خارجية مثل الحرارة فيذوب، وهي نفس الطريقة التي اعتمدتها لتنفيذ عمل عن المأوى المؤقت ضد المبنى الدائم: «كنت أفكر بمقاييس المعماري في مبنى يكفي لوقوف جسم إنسان لكن لا يعطيه الأمان، فبدأت من تفاصيل شخصية وخاصة من رواية مسجلة لجدي عن اماكن الايواء المؤقتة التي أقامتها الحكومة السورية للنازحين الفلسطينيين في حلب وقت الاحتلال الإسرائيلي، في المعسكرات التي تركها الجيش الفرنسي. وبالاستناد إلى وصف جدي ، أقمت مأوى من الطوب وفرشة من الخيش محشوة بأوراق الجرائد، ثم قمت بنقل المأوى قطعة قطعة إلى مكان آخر للدلالة على التنقل، ومحاولة إعادة بناء الذاكرة من جديد بما فيها ما لا يمكن الاحتفاظ به، ثم أضفت ستائر من خيوط شمعية في محاولة لخلق الخصوصية، لكنها أيضاً تتأثر بالتنقل ولا تدوم، وكل هذه الأشياء التي رافقتي في الرحلة صارت جزءاً من العمل الفني التوثيقي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©