مراد المصري (دبي)
كتب النصر التاريخ في دوري أبطال آسيا، عندما حجز مكاناً بين فرق الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، ليواصل موسمه الأنجح على الصعيد القاري، حينما عاد بتعادل ثمين أمام لوكوموتيف الأوزبكي من دون أهداف، في مباراة أمس الأول، ضمن الجولة السادسة والأخيرة بالمجموعة الأولى للدور الأول للبطولة، ليرفع «العميد» رصيده إلى 9 نقاط، احتل بها المركز الثاني، وضرب موعداً مع تراكتور الإيراني بدور الـ 16، يومي 17 مايو الجاري ذهاباً و24 مايو إياباً،
وتعد هذه النقطة التي حصدها النصر «فاصلة» على صعيد تطور متواصل يعرفه الفريق خلال المواسم الماضية، وجاءت النقطة التاسعة لتمثل حصاد 9 خطوات مر بها النصر حتى تمكن حالياً من حصد النجاح الآسيوي، حيث تعود البداية إلى مايو عام 2013، حينما قررت إدارة النادي الاستغناء عن خدمات الإيطالي والتر زنجا والتعاقد في الشهر التالي مع الصربي إيفان يوفانوفيتش الذي نجح بالحفاظ على مقعده للعام الثالث على التوالي.
وجاءت الخطوة التالية لـ «الأزرق»، حينما نجح في اليوم الأخير من ذلك الموسم، وتحديداً في مايو 2014، في حصد لقب كأس الأندية الخليجية، والتي وصفها يوفانوفيتش بالخطوة الصحيحة نحو التكيف مع أجواء المنافسات الخارجية مع المحلية.
وشهدت الخطوة الثالثة الموافقة على رحيل حبيب الفردان إلى الأهلي، في صيف عاصف كانت الجماهير تمني النفس ببقاء اللاعب، لكن رغبته عجلت من رحيله، لتستثمر الإدارة بمساندة الجماهير هذه الأموال في استقطابات جيدة، تدعم الصفوف على مدار موسمين، مع قدوم أحمد الياسي من عجمان، وخالد جلال وسالم صالح من الوحدة، وعامر مبارك من الأهلي، ومبارك سعيد من الإمارات ومسعود سليمان من بني ياس.
وجاءت الخطوة الرابعة، حينما عاد «العميد» إلى منصة الإنجازات المحلية، برفع كأس الخليج العربي في يناير 2015، تلتها الخطوة الخامسة، حينما قرر مجلس الإدارة تمديد عقد يوفانوفيتش رغم الخروج من البطولة الخليجية، ليأتي الرد سريعاً بالنجاح في كأس صاحب السمو رئيس الدولة وحصد اللقب الغائب عن الخزائن منذ سنوات طويلة.
وشهدت الخطوة السادسة، الإعلان الشجاع من إدارة النادي أن الهدف الأساسي من المشاركة الآسيوية هذا العام بلوغ الدور الثاني، وهو ما جعل اللاعبين تحت حافز تحقيق هدف أساسي للجماهير.
وجاءت الخطوة السابعة بتغيير الأجانب، ورغم التباين حول قدرات البرازيلي نيلمار، لكنه عرف التألق آسيوياً، وسجل ثلاثة أهداف، وسط تألق من البوركيني جوناثان بترويبا، والاستفادة من خبرة كيمبو إيكوكو ولويس خمينيز في المحفل القاري.
وبرزت الخطوة الثامنة بقدرة النصر على الفصل بين تراجع النتائج المحلية والتألق آسيوياً، وذلك من خلال قدرته على تحقيق نتائج مهمة، أبرزها الفوز على الاتحاد السعودي في جدة.
وتمثلت الخطوة التاسعة والأخيرة، في التغييرات الإدارية الجديدة في الفريق، التي أسهمت في تعزيز قوة «الأزرق» مع وجود مجلس إدارة لتهيئة الظروف المناسبة، ومجلس إدارة متخصص لكرة القدم.
وأكد أحمد خوري، نائب رئيس مجلس إدارة النصر، أن فرحة التأهل للدور الثاني، تستمد من قدرة الفريق على تجاوز فترة الضغوطات التي عاشها في البطولات المحلية، وقدرته على مواصلة التركيز لتحقيق الهدف المنشود على الصعيد الآسيوي، وقال: تأهلنا لم يأت بسهولة، نظراً لقوة المجموعة، مع وجود لوكوموتيف المتطور، واتحاد جدة صاحب الخبرة الآسيوية، لكن الفريق ظهر بعزيمة وإرادة حديدية في المباراة، وركز على الخروج بنقطة العبور إلى الدور الثاني، وهو الهدف الذي حددته الإدارة مطلع الموسم الحالي، ويواكب طموحات الجهاز الفني واللاعبين والجماهير.
وأوضح أن مواجهة تراكتور في الدور الثاني ستكون صعبة أمام فريق تصدر ترتيب مجموعته في الدور الأول، لكنه أكد عدم وجود مستحيل في قاموس كرة القدم وعزيمة النصر، وقال: سنعمل خلال الفترة المقبلة على تهيئة اللاعبين بأفضل طريقة معنوية وفنية، من أجل المباراتين اللتين تقامان الشهر الجاري، للظهور بأفضل صورة، وتقديم أداء يعكس تطور الكرة الإماراتية، حيث إن فرحتنا مضاعفة بتأهل العين أيضاً لتوجد دولتنا بفريقين في الدور الثاني.
وعبر خوري، عن سعادته باستدعاء عدد كبير من لاعبي النصر لمنتخب الرديف الذي يشارك في بطولة تايلاند الودية، وقال: ربما سيؤثر الأمر على التحضيرات، خصوصاً في حال تأهلنا إلى ربع النهائي، لكننا ننظر دائماً للصورة الأكبر وهي الدفعة المعنوية لهؤلاء اللاعبين لمواصلة تطوير مستوياتهم والتأكيد أنه يسيرون في الاتجاه الصحيح، فيما نشعر بالرضا في الإدارة عن اختيار لاعبين، سواء ممن تدرجوا من قطاع الأكاديميات، وصولاً إلى الفريق الأول، أو لاعبون تعاقدنا معهم بما يعكس القيمة الفنية التي أضافوها.
من جانبه عبر حميد الطاير رئيس مجلس إدارة شركة النصر لكرة القدم، عن سعادته بالتأهل، وأكد أن الهدف منذ بداية الموسم هو الوصول إلى أبعد نقطة في دوري أبطال آسيا، وبالفعل نسير الآن على خطتنا، ونأمل أن تتوج بأفضل مكانة في الآسيوية، وفي حال الوصول إلى دور الثمانية سنعمل على إيجاد فرصة لدعم الفريق بعناصر أخرى للحصول على نتائج أفضل.
وفيما يتعلق بتحضيرات الفريق للقاء تراكتور خلال الشهر الجاري، قال الطاير: ننتظر عودة الفريق من أجل التنسيق على الإعداد، حيث أمامنا مباراة مهمة في الدوري، للمحافظة على المشاركة في الموسم المقبل لدوري أبطال آسيا، موضحاً أن المسؤولية أصبحت كبيرة على النصر الآن، ولدي ثقة كبيرة في اللاعبين والجماهير حتى نصل إلى أبعد نقطة في البطولة ومواصلة المضي فيها.
وأوضح أن التأهل التاريخي في الآسيوية يشكل حافزاً إضافياً للفريق، حيث إن الأهداف أكبر في الموسم القادم، مع حصول اللاعبين على خبرة الاحتكاك الخارجي.
عدد اليوم
