الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقوش الحناء فنون حديثة عمرها آلاف الأعوام

نقوش الحناء فنون حديثة عمرها آلاف الأعوام
1 يونيو 2009 01:30
تجتذب نقوش الحناء السائحات الغربيات ممن يزرن اليمن، فتتزين بفنون جميلة ترسم نقوشها نساء يمنيات ماهرات بهذا الفن التراثي. إذ أصبحت جلسات الحناء النسائية طقسا من طقوس الزيارات السياحية لليمن، تقبل السائحات على تزيين الأذرع والأكف أسوة باليمنيات اللواتي يخفينها تحت العباءات. بينما السائحات يتباهين بتلك الرسوم خلال تجوالهن في الأسواق والأماكن السياحية وعلى الشواطئ. نقوش مختلفة تخصص بعض الوكالات السياحية جلسات للسائحات اللواتي يدعونهن الفضول للتعرف إلى هذا الفن الجميل، تقول وردة محمد علي - أخصائية نقوش حناء: «أعمل في معمل خاص بالحناء، ونسبة 60% من زبائننا هم نساء غربيات اللاتي يرغبن بنقش الحناء على كفوفهن وأذرعهن وأقدامهن. فالأشكال والرسوم التي تخترنها السائحات تتنوع وتختلف بين واحدة وأخرى، فثمة من تختار نقوشا تراثية أو زهورا أو نقوشا هندسية الطابع». وتضيف: «أحتاج إلى التروي والصبر والدقة المتناهية كي أنجز النقشة أو الرسمة المطلوبة. خاصة حين تكون النقوش لأشكال هندسية وزخارف أو أوراق أشجار أو أزهار، كما أن درجة حرارة الألوان وتركيزها من نقشة إلى أخرى تتفاوت حسب المادة «الحناء أو الخضاب»، فمن الألوان: الأصفر والأحمر القاني والبني والأسود، وبعد انتهاء مرحلة النقش تجد السائحات يتفنن في استعراض النقوش ويفتخرن به ويلتقطن الصور التذكارية الخاصة». فن مدهش لدى السائحات زائرات البلاد آراء متعددة حول خياراتهن لنقوش الحناء، لكنهن جميعا يتفقن على أن النقش فن رائع يستهويهن. تقول الكسندرا- سائحة روسية: «لم أكن أتوقع أن أجد هذا الفن الجميل في اليمن، إنه يشعرني كما لو أن لوحة فنية مرسومة على اليدين تنافس فيها اليمنيات صالونات التجميل العالمية، فهذا الفن في صنعاء مدهش وسحري يضفي الجمال الآخاذ على العديد من النساء اللاتي يطالبن بنقش أماكن عديدة من الجسم». بينما تقول ساندرا- سائحة أوروبية: «تتفنن المرأة اليمنية في إظهار أجمل ما عندها من مهارة فنية تتجاوز مهارة الرسامين المحترفين أحيانا، سواء حين تنقش الحناء لمواطناتها أو للسائحات، فقد عرفت أن النقش أو رسوم الحناء موهبة فطرية رائعة تصقل بالممارسة». تضيف: «لاحظت أن أخصائية النقش تتأثر بالبئية المحيطة بها فتعكس عاداتها وتراثياتها وطبيعة بلادها في رسوماتها الخاصة». قديم جديد لا تعتبر نقوش الحناء حديثة العهد بحسب حسناء زياد - صاحبة صالة تجميل، تقول: «رغم قدم فن نقوش الحناء، عاد للبروز في الألفية الجديدة كموضة تقبل عليها النساء اليمنيات والأجنبيات، فالنقش حرفة متوارثة منذ معرفة اليمنيات للحناء وقد مرت هذه الحرفة لدينا بمراحل عدة وتأثرت بما جلبته الحضارة الغربية إلى اليمن». وتلفت إلى أنه «قديما كانت النقوش عبارة عن نقاط دائرية متجاورة في اليد وظاهر الكتف لتتخذ شكل شجرة، أما القدمين فكانت نقوشهما تقتصر على الأصابع، حيث يتم رسم نقاط دائرية الشكل». فيما تقول صفية المطري- أخصائية تحضير الحناء: «تطورت الرسوم وتنوعت بشكل كبير، كما تأثرت بالرسومات والنقوش التي تظهر في برامج المرأة عبر الفضائيات أو شبكة الإنترنت أو المجلات، وأصبحت لا تقتصر على الكفين والقدمين، بل تعدتهما إلى أماكن عديدة في الجسد». أنواع متعددة تعشق السائحات كل ما هو تراثي وغريب ومميز، تقول المطري: «لدى السائحات أفكار جيدة حول تصفيف الشعر والتجميل والتزيين وكذلك الوشم وأنواعه في بلادهن، لكن نقوش الحناء تذهلهن وتحظى بإعجابهن، لذا نوفر لهن أنواعاً عديدة من الحناء، فالبعض من الأخصائيات «النقاشات» تستخدم مادة الحناء الطبيعية التي تزرع في اليمن، ويتم جمع أوراقها وتجفيفها، وبعد أن تجف يتم طحنها ليصبح هذا المسحوق الذي يضفي الألوان المتناسقة على جسد من تستخدمه، وهناك الحناء الصناعية التي تدخل الكيمياء في تركيبتها تستخدم للزينة وللصبغ. وهناك أنواع تجلب من الهند والسودان، وبألوان وروائح مختلفة، ومن بين النقوش ما يتم تلوينه بألوان أخرى غير لون الحناء». وسائل تقليدية تحتوي الحناء على مادة ملونة تستعمل كخضاب للأيدي والأرجل والشعر، وكان النسوة حين يستخدمنها لمناسبة الزواج «ليلة الحنا» -كما تقول وردة- يستعملن في النقوش وسائل تقليدية تختلف عما هي عليه الآن، كعود من عيدان الثقاب، أو غصن صغير من شجرة الأثل أو الطلح، أو ريشة طائر أو إبرة مدببة غير حادة. بينما في الوقت الحالي يتم رسم النقوش من خلال كيس صغير مخروطي «قمع» يخرج من فوهته الصغيرة مسحوق الحناء المائي على العضو المراد نقشه سواء كان القدم أو اليد أو الكف أو العنق. فيما يكثر استخدام الحناء في المناطق الساحلية اليمنية كمحافظات: عدن، وحضرموت، لحج، الحديدة. وبشكل أقل منها في المناطق الجبلية مثل: تعز، إب، ونحوها من المحافظات اليمنية».ويتيح العمل في مجال النقش بالحناء الكثير من الفرص لتشغيل النساء العاطلات عن العمل. إذ تعتبر الحناء من أشهر النباتات المستخدمة في اليمن في المناسبات، وتزرع في كثير من المناطق اليمنية، ولم يتغلب عليها أي نوع من أنماط «الماكياج» والمساحيق المستوردة من الخارج
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©