الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اسمي «بينينو أكينو»!

21 فبراير 2015 21:34
«عيلكم أن تعدّوا كاميراتكم لالتقاط بعض الحركات السريعة»، هكذا قال السيناتور الفلبيني السابق «بينينو أكينو» لصحفيين لدى عودته من المنفى في الولايات المتحدة، غير أنه فور نزوله من سلم الطائرة التي أقلته إلى مانيلا، تلقى رصاصة في الرأس من الخلف. كان ذلك في يوم 21 أغسطس 1983. و«أكينو»، الذي كان الفلبينيون يحبونه لسمعته الطيبة، كان ضغط على رئيس بلاده وقتئذ «فيرديناند ماركوس» من أجل التخلص من الممارسات الديكتاتورية والاستعاضة عنها بترسيخ الديمقراطية. وعلى رغم أن الشخص المسلح الذي كان وراء الاغتيال ما زال مجهولاً حتى الآن، إلا أنه يُشتبه في أن بعض مساعدي «ماركوس»، الذين اعتبروا «أكينو» يومها عدواً، كانت لهم يد في عملية الاغتيال. وقد وُلد «أكينو» في إقليم «تارلاك» في جزيرة «لوزون» الفلبينية لعائلة سياسية ذات دور وحضور في الشأن العام، وكان عمل عمدة وحاكماً وسيناتوراً. وفي 1972، تعرض للتوقيف بعد فرض قانون الطوارئ وحُكم عليه بالإعدام، غير أنه سُمح له بالذهاب إلى الولايات المتحدة لإجراء عملية جراحية. وفي 1986، بلغ غضب الشعب نقطة الغليان عندما أسقطت ثورة «قوة الشعب» نظام «ماركوس». ثم أصبحت كورازون، زوجة «أكينو»، رئيسة للبلاد. وكانت «كورازون أكينو» أول امرأة تتولى الرئاسة في الفلبين، وقد دامت رئاستها من 1986 إلى 1992، وتوفيت في 2009. وابنها الأكبر، بينينو أكينو الثالث، هو الرئيس الحالي للفلبين. وقد «كان نينوي (لقب أكينو) رجلًا مفوهاً»، يقول «هيشرسون ألفاريز»، 75 عاماً، وهو وزير سابق للإصلاح الزراعي وحليف لـ«أكينو»، مضيفاً أن «نينوي كان أيضاً حالماً، وقد مثّل بكل تأكيد نقطة تحول في مسار البلاد». وذكر «ألفاريز» أنه كان طالباً في العشرينات من عمره عندما التقى بـ«أكينو»، وكانا يقضيان سحابة وقتهما في الحديث عن أحلامهما ورغبتهما في أن تصبح بلادهما ديمقراطية، ولكن «أكينو» أوقف في 1972 عندما فُرض قانون الطوارئ. وفي تلك الأثناء فر «ألفاريز»، الذي كان مُهدداً هو أيضاً، وتوجه إلى الولايات المتحدة مستعملاً جواز سفر مزوراً. وقد مرت ثماني سنوات تقريباً قبل أن يلتقي الرجلان من جديد. وحين أُفرج عن «أكينو» من السجن وسُمح له بالسفر إلى الولايات المتحدة بهدف إجراء عملية جراحية على القلب، وبعد العملية، اتصل بـ«ألفاريز» في نيويورك من على سرير المرض وقال له عبر الهاتف: «أريد أن أخطو خطوتي الأولى معك». وهذان الرجلان، اللذان كانت تحدوهما رغبة قوية في ترسيخ الديمقراطية في الفلبين، سافرا عبر أنحاء الولايات المتحدة لإخبار الكونجرس والجمهور الأميركي العادي، بمشاكل نظام «ماركوس»، الذي كان يُعتبر يومها موالياً للولايات المتحدة. وفي البداية، كان «أكينو» يعتقد أن من أجل إسقاط النظام السلطوي ينبغي عليه أن يكون مستعداً لصراع يمكن أن يكون دموياً. لكن بعد ثلاث سنوات في الولايات المتحدة، غيّر رأيه ووافق على التفاوض مع «ماركوس» حول أنجح طريق لتفكيك الديكتاتورية عبر الوسائل السلمية. ثم قرر العودة إلى الفلبين وفاء بما قطعه على نفسه للشعب من تعهدات. وعلى رغم أنه كان يحذَّر من قبل حلفائه من مغبّة العودة إلى البلاد، إلا أن «ألفاريز» كان يقول له: «ستتعين عليك العودة إلى الوطن في النهاية يا نينوي». وعلى رغم أن أياً منهما لم يكن يجهر بذلك، إلا أن كلاً منهما كان يعلم أيضاً في قرارة نفسه أن «أكينو» يمكن أن يتعرض للقتل. وفي 21 أغسطس من العام الماضي، وهو التاريخ الذي يصادف ذكرى وفاة «أكينو»، كشف مكتب الرئيس الفلبيني عن مسودة خطاب كان «أكينو» يعتزم إلقاءه وتوجيهه إلى الشعب الفلبيني بعد عودته للبلاد. ومما جاء فيه: «أجل، إن الفلبيني صبُور، غير أن ثمة حدوداً لصبره. فهل يجب أن ننتظر إلى أن ينفد ذلك الصبر؟ لقد عدتُ من المنفى إلى مستقبل مجهول، وليس معي سوى التصميم والإيمان -الإيمان بشعبنا». وقد سُمي المطار الذي اغتيل فيه «أكينو» لاحقا بـ«مطار نينوي أكينو الدولي». وتقول «ميشيل كاتينجيل»، وهي موظفة في المطار في الثالثة والعشرين من عمرها: «لقد ولدتُ بعد وفاة نينوي، ولكنّ والدي يقولان إنه منح الشعب الأمل، وإنه نذر حياته للكفاح من أجل الحرية!». يوكو موكاي - مانيلا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©