الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مبادلة» و «جنرال إلكتريك» تطلقان مؤسسة تمويل تجاري برأسمال 29.4 مليار درهم

«مبادلة» و «جنرال إلكتريك» تطلقان مؤسسة تمويل تجاري برأسمال 29.4 مليار درهم
1 يونيو 2009 01:16
أطلقت شركة مبادلة للتنمية «مبادلة» وشركة جنرال إلكتريك مشروعا مشتركا للتمويل التجاريّ في أبوظبي، فيما يؤسسان مركزا تدريبيا للكوادر القيادية المستقبلية في مجال الأعمال في الإمارة، بحسب اتفاقيات ذات عناصر متعددة وقعتها الشركتان. وبذلك تكون الشركتان قد حققتا تقدماً ملموساً وقطعتا شوطاً مهماً نحو تفعيل الشراكة الإستراتيجية التي أعلنتا عنها العام الماضي، وبدأتا العمل على ترجمتها إلى خطوات عملية ملموسة، بحسب ما ورد في بيان صحفي. وتنص الاتفاقية، ضمن بنودها المتعددة، على قيام الطرفين بإنشاء مؤسسة مالية، تمارس أعمالها انطلاقا من أبوظبي، وتتخصص في مجال الإقراض التجاري وتمويل المشاريع والأعمال، بحجم استثمار 29.4 مليار درهم (8 مليارات دولار) مناصفة بين الشركتين على مدى 3 سنوات، وفقا للبيان الصحفي المشترك. وقال جيف إيملت، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لدى جنرال إلكتريك «GE»: «بموجب هذه الاتفاقية، سنطلق مع «مبادلة» مشروعاً مشتركاً، يتمثل في إنشاء مؤسسة للتمويل التجاريّ، تجتمع فيها خبرات «مبادلة» في مجال الاستثمار إقليمياً مع إمكانيات «GE» في مجال تقييم الجدارة الائتمانية ودراسة الجدوى الاستثمارية عالمياً». وأشار إيملت إلى أن هذا المشروع المشترك يهدف لخدمة النشاط الاقتصادي في المنطقة، معتبراً أنها السوق الأسرع نمواً بين الأسواق العالمية، مؤكداً ثقة الشركتين بإمكانيات النمو المتاحة إقليمياً. وقال إيملت «خلال العامين الماضيين، تمكنت «GE» من تنمية إيرادات أعمالها في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 60%، وهذا يمثل دلالة واضحة على أننا نشارك «مبادلة» ثقتها بوجود فرص هائلة للنموّ في المنطقة». تطوير الكوادر من جهته، قال خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لدى «مبادلة»: «لاستدامة النمو على المستوى الإقليمي واستمرار مساعي تنويع الاقتصاد، تحتاج منطقتنا إلى كوادر قيادية محليّة قادرة على العمل وفقاً لمعايير عالميّة، وهذا هو بالضبط ما يسعى لتحقيقه «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القيادية» الذي قمنا مع شركائنا في «GE» بتأسيسه». وأكد أن تطوير الكوادر القيادية يقع في صميم اهتمامات «مبادلة» ويمثل جزءاً هاماً من استراتيجية عملها لخدمة المجتمع. وفي العام الماضي، وقعت «مبادلة» مع«GE» اتفاقية مبادئ، وضع الطرفان من خلالها إطاراً عاماً للتعاون الاستراتيجي المرتقب بينهما. وتأسيساً على تلك الاتفاقية، التي كانت عمومية في طابعها، وقع الطرفان مؤخراً اتفاقية المشروع المشترك المتعلق بتمويل الأعمال والتجارة. وبعد اتفاقهما الآن على الصيغة التي سيتخذها المشروع، تعمل الشركتان حالياً على التقدم بطلبات الحصول على الموافقات القانونية والتصاريح النظامية اللازمة. وحينها، فإن الشركتين تباشران بإطلاق مشروعهما المشترك، الذي ستكون مدينة أبوظبي مقراً رئيسياً له. وتخصص كل من «GE»و«مبادلة» على مدى ثلاث سنوات للمشروع مبلغاً وقدره 4 مليارات دولار، كرأسمال للشركة. وستستند المؤسسة في أعمالها إلى ركيزتين استراتيجيتين، أولاهما فرص التمويل على الساحة الدولية، والتي تتأتى عن طريق «GE Capital»، وهي إحدى الأذرع الاستثماريّة التي تملكها «GE»، وتتخصص في دراسة الجدارة الائتمانيّة والجدوى التمويلية للمشاريع والاستثمارات حول العالم. أما الركيزة الثانية، فتتمثل في فرص التمويل التي تبرز في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي ترتبط بالنشاطات التي تمارسها «مبادلة» و «GE» في المنطقة. وضمن الاتفاقية التي وقعها الطرفان أمس، اتفقت «مبادلة» مع « «GE» أيضاً على تعيين رون هيرمان ليشغل منصب الرئيس التنفيذي للمشروع المشترك الجديد. ويعتبر هيرمان من الكوادر القيادية المخضرمة لدى « «GE»»، إذ تمتد خبرته مع الشركة لأكثر من 25 عاماً، شغل خلالها العديد من المناصب القيادية لدى «GE Capital»، حيث كانت له مسؤوليات متنوعة تراوحت من نشاطات المساهمة الخاصة إلى عمليات الاستحواذ والاندماج. أما فيما يخص مركز التطوير، فإنه سيكون الوجهة الأولى من نوعها في المنطقة. ويسعى المركز لأن يصبح مقرّاً لتطوير مهارات المديرين التنفيذيين الناجحين وروّاد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمناطق المجاورة في آسيا، وسيشكّل جزءاً من شبكة « «GE» التعليمية العالمية، مستفيداً بذلك من المناهج التدريبية الرائدة التي عرفت « «GE» بتقديمها في مركز «كروتونفيل» الشهير التابع لها في الولايات المتحدة الأميركيّة. وإضافة إلى تلك المناهج، يعكف «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القيادية» على إعداد برامج ودورات خاصة، هدفها تلبية احتياجات السوقين المحلية والإقليمية بالذات. وتركز البرامج الدراسية التي يقدمها المركز البرامج على إعداد قادة الأعمال التنفيذيّين والناشئين، حيث تشمل البرامج المتاحة موادّ مثل التفكير الاستراتيجي، والامتياز و الابتكار في العمليات، والتطوير الإداري، والأسس المالية، وإدارة المشاريع، إلى جانب المحاكاة الافتراضية لعالم الأعمال. وعلاوة على ذلك، تشتمل خدمات «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القيادية» على تنظيم الدورات والبرامج التدريبية للشركات بما في ذلك عقد الجلسات التوجيهية للمديرين، وتنظيم الدورات الخاصة بالتعامل مع التغيير، وإقامة ورشات العمل حول دمج النشاطات وتنظيم سير العمل.وسيعقد «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القيادية» سلسلة من الورشات التطبيقية والبرامج التدريبية القيادية لموظفي الشركتين وشركائهما الإقليميّين ابتداءً من يوليو 2009. وخلال ستة أشهر، سيكون المركز قد أقام لنفسه مقراً مؤقتاً يستضيف فيه هذه البرامج التدريبية، إلى أن يتم الانتهاء من إنشاء مقرّه الدائم المتوقع أن يكون جاهزاً في غضون الأعوام الثلاثة المقبلة. وتم تعيين جيف بارنز، وهو من كوادر «GE» المخضرمة، ليشغل منصب الرئيس التعليمي لدى «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القياديّة». تمتد خبرة بارنز في هذا المجال لأكثر من 25 عاماً قضاها مع «GE» في وظائف وثيقة الصلة بالتنمية الإدارية والموارد البشرية. شراكة استراتيجية عالمية وتمتد الشراكة الإستراتيجية العالمية بين الشركتين لتشمل العديد من المبادرات الأخرى، بما فيها مبادرات في مجال الأبحاث والتطوير المتعلقة بمصادر الطاقة النظيفة، ومبادرات لتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة محلياً في قطاع صيانة وإصلاح وتجديد محركات الطائرات، وذلك لخدمة العدد الكبير والمتزايد من محركات « «GE» المستخدمة في المنطقة، إلى جانب استثمار « «GE» في الصندوق الثاني للتكنولوجيا النظيفة الذي أطلقته «مبادلة» ضمن مشروع «مصدر». وقد حققت الشركتان تقدماً ملموساً في تعاونهما على جميع هذه الأصعدة، ومنها مثلاً العمل على تطوير قطاع صيانة وإصلاح وتجديد محركات الطيران، حيث وصل الطرفان إلى المراحل النهائية من صياغة الاتفاقيات التي ستربطهما في هذا المجال. كذلك، توشك الشركتان على الانتهاء من الاتفاقيات المتعلقة بإقدام «GE» على إقامة مركز في مدينة «مصدر» لمبادرتها العالمية المسماة «إيكوماجينيشن» (Ecomagination)، وهي مبادرة لاقت نجاحاً كبيراً في تعميمها حول العالم، تهدف لإنشاء شبكة دولية من المراكز البحثية المتخصصة في ابتكار المنتجات والخدمات التي تتميز بمراعاتها للاعتبارات البيئية وكفاءتها في ترشيد استهلاك موارد الطاقة. وفي سياق الشراكة الاستراتيجية أيضاً، تواصل «مبادلة» سعيها لتصبح واحدة من المؤسسات العشر الكبرى المستثمرة في «GE»، وذلك بالاستحواذ على المزيد من أسهمها وفقاً لما تسمح به الظروف في السوق. ومع نهاية شهر مارس من عام 2009 الجاري، وصلت حصة مبادلة للتنمية من أسهم «GE» إلى 65.8 مليون، أي ما يمثل حصة قدرها 0.62% في الشركة الدولية العملاقة. واعتبر رئيس «مبادلة» التنفيذي والعضو المنتدب خلدون خليفة المبارك أن ذلك يبشر بإمكانات واعدة بالنسبة لعلاقة الشركتين وأعمالهما. وقال في هذا السياق «إن الدور الذي تلعبه «مبادلة» كعامل محفز يساعد في تنويع اقتصاد أبوظبي واستدامة نموّه يتطلب منا أن ندخل في شراكات مع مؤسسات عالمية رائدة، لنقدم معها مشاريع لا توفر فقط عوائد مالية، بل وتحقق أيضاً فوائد اجتماعية واقتصادية». وأضاف «لهذا السبب، فقد وقع اختيارنا على « «GE» لندخل معها في مثل هذه الشراكة ذات الأوجه المتعددة، فهي صاحبة اسم مرموق في مجتمع الأعمال الدولية، وتملك القدرة على الإسهام في تحقيق أهداف التنويع والاستدامة التي تصبو «مبادلة» لتحقيقها». وحول المؤسسة التمويلية التي ستقوم الشركتان بإنشائها، قال المبارك «عندما يدخل مشروعنا المشترك مرحلة التشغيل الكامل، سيكون من اللاعبين الأساسيين على الساحة الدولية في قطاع التمويل، وسيوفر مردودات مالية مجزية لكل من الشركتين بشكل مستدام». وعن «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القيادية»، قال المبارك «إن تأسيس المركز يدعم مساعينا لنقل الخبرات والمعارف إلى اقتصاد أبوظبي، كما وإنه يدعم أهدافنا المتعلقة بتهيئة الكوادر المحليّة وتهيئتها لأخذ دورها في قيادة الاقتصاد الوطني مستقبلاً». وقال جيف إيملت، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لدى «GE» إن الإعلان عن الشراكة الإستراتيجية مع «مبادلة» كان العام الماضي، ولكن العالم شهد خلال هذه الفترة تغيرات جذرية هائلة. وأضاف «رغم ذلك، ما نزال نسير بخطى ثابتة على طريق الالتزام بكل ما تم الإعلان عنه، والعمل عليها يسير وفقاً لما كان مخططاً له، وهذا بحد ذاته يمثل دلالة ليس فقط على متانة العلاقة بين الشركتين، بل وأيضاً على جدوى الإستراتيجية التي تقومان باتباعها». أما عن الاتفاقية التي تم توقيعها أمس، قال إيملت «بإبرامنا لهذه الاتفاقية، نكون قد خطونا الخطوة قبل الأخيرة نحو إطلاق مشروعنا المشترك في مجال التمويل التجاري، واقتربنا أكثر من تحقيق أهدافنا المتمثلة في تحقيق المزيد من القيمة لعملائنا ومساهمينا وموظفينا». واعتبر أيملت أن الظروف العالمية الحالية تجعل التوقيت مواتياً لمثل هذه الخطوة. ورأى إيملت أن الوقت مثالي أيضاً لإنشاء مراكز امتياز معرفية في هذه المنطقة تعنى بمجالات الطاقة والطيران وتطوير الكوادر القيادية. وقال «في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، من الضروري جداً أن نعمل على تهيئة الكوادر القيادية المستقبلية التي تكون قادرة على مواجهة التحديات المقبلة، وهذا بعض ما سيعمل «مركز أبوظبي لتطوير الكوادر القيادية» على تحقيقه، إذ إنه سيوفر تدريباً متقناً للكوادر التي ستتولى مستقبلاً قيادة حركة النمو الاقتصادي في شتى أرجاء المنطقة، بما يتطلبه ذلك من إقامة علاقات متينة مع نظرائها حول العالم»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©