الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

النسخة الأولى لدوري المحترفين استثنائية وشهدت جهوداً جبارة

النسخة الأولى لدوري المحترفين استثنائية وشهدت جهوداً جبارة
31 مايو 2009 02:15
هو أحد هؤلاء الناس الذين يجيدون الصمت تماماً، مثلما يجيدون العمل، يوصف دائماً بأنه رجل المهام الصعبة. حمد بن بروك المسؤول الأول عن إدارة أول مسابقة للمحترفين بالإمارات، رئيس رابطة المحترفين الذي لا يزال يعمل حتى تنتهي بطولة اتصالات للتحدي «دوري الرديف» إذ أنها لا زالت مستمرة كبطولة أخيرة لموسم تاريخي بكل المقاييس. يقوم بن بروك بتسليم «الأمانة» لمجلس إدارة الرابطة الجديد برئاسة الدكتور طارق الطاير يوم 18 يونيو المقبل في حضور الجمعية العمومية، حيث ستتم إجراءات التسليم والتسلم من مجلس إدارة تولى التأسيس والإشهار في سنة واحدة، إلى مجلس إدارة جاء عن طريق الانتخاب الحر ليكمل المسيرة لمدة أربع سنوات مقبلة. ولأن النسخة الأولى من مسابقة أول دوري إماراتي للمحترفين قد حطت الرحال أخيراً بفوز مدوٍ للأهلي وبوصافة جديرة بالاحترام للجزيرة، فإنها لا زالت حديث الناس بما كانت عليه وبما آلت إليه. دوري المحترفين سيظل إذاً لفترة طويلة - ربما تستمر حتى يحين موعد النسخة الثانية في سبتمبر المقبل - سيظل مالئ الدنيا وشاغل الناس بما له وما عليه. ولأن الرابطة كانت هي الأخرى حديث الناس، بما أنجزت وبما لم تنجز، ولأن رئيسها كان ابن بروك، لذا فقد وجب الحوار. كشف حساب لم يفتح بعد، فهذا هو الحوار الأول لابن بروك منذ أن تولى المهمة التي وصفها البعض بالمهمة المستحيلة! ومن هنا تأتي الأهمية لحوار قد يبدو في شكله ومضمونه حوار استثنائي. يبدأ حمد بن بروك كلماته قائلاً: أزف أولاً التهنئة لكل جماهير الإمارات بانتهاء النسخة الأولى من دوري المحترفين والتهنئة واجبة للفريق البطل الأهلي وللأندية التي جاءت في القمة من بعده وهي الجزيرة والعين وأيضاً التهنئة للناديين الصاعدين إلى دوري المحترفين الجديد وهما بني ياس والإمارات، كل التهنئة الخالصة لهذه الأندية ولإداراتها ومسؤوليها وجماهيرها. أنا وإخواني أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة راضون عما أنجزناه لكنه بالتأكيد ليس الرضا الكامل، فالعمل الذي تم لم يكن بالعمل اليسير ولا السهل وقد تم بجهود الكثير من الأطراف وليس الرابطة فحسب، فهناك شركاء لنا.. فقد كانت هناك متابعة قوية من الأندية ومن المجالس الرياضية ومن الإعلام الرياضي.. وقد اجتهدت كل جهة من هذه الجهات إلى الحد الأقصى. نحن سعداء بنجاح الموسم الاحترافي الأول. فهو بكل المقاييس موسماً استثنائياً، لكنه في نفس الوقت هناك الكثير من الأمور التي هي بحاجة إلى إعادة النظر. لا يخفى على أحد أنه كان أمراً صعباً للغاية أن تتحول من هواية عمرها كان يزيد عن 30 عاماً إلى الاحتراف. هذا أمر ليس ببسيط على الإطلاق. بل إنه من شدائد الأمور. مرة أخرى هناك رضا عن العمل الذي أنجزناه لكنه أبداً ليس الرضا الكامل. الجانب التنظيمي يقول ابن بروك من ناحية تقييم دوري المحترفين فهناك جانبان. أحدهما تنظيمي والآخر فني، وإذا بدأنا بالجانب التنظيمي فسوف نرى أنه كان مربوطاً بلوائح ونظم مفروضة علينا من الاتحاد الآسيوي وكان لابد من الوفاء بها في الوقت المطلوب، كان تحدياً كبيراً وسباقاً مع الزمن.. فقد كان لزاماً علينا أن ننجز المهام المطلوبة من السنة الأولى حتى نكسب الوقت داخلياً حيث نكون قد بدأنا الاحتراف، وخارجياً حتى لا نتخلف عن المنظومة الآسيوية في عامها الأول وتكون الإمارات حاضرة مع كل آسيا. لقد كان رهاناً صعباً للغاية وسط تدقيق ولجان تدقيق من الاتحاد الآسيوي ولجان تفتيش تحت أعيننا ومن خلف أعيننا. وأضاف لقد اجتهدنا بما فيه الكفاية لكننا بالتأكيد لم ننجز كل شيء. فكاذب من يقول ذلك. هناك نواقص لا زالت وثغرات والموسم المقبل والمواسم التي تليه كفيلة بسد هذا النقص وإعادة النظر فيما لم ننجزه بعد. والاتحاد الآسيوي بطبعه متفهم لفترات التحول وليس عنده مانع من التقبل والتوافق مع بعض الأمور التي يجب أن يعاد النظر فيها إذا لم تكن متوافقة مع اللوائح عند التطبيق. أنا لا أنكر أن الأندية بذلت جهوداً كبيرة وجبارة من أجل التعايش مع البيئة الاحترافية وتطبيق الشروط الآسيوية. فقد تحولت لشركات وشكلت مجالس تنفيذية ومديرين تنفيذيين واستكملت أوراق الاحتراف من موظفين وإعلاميين ومنسقين وقامت بتحرير العقود واستقدمت اللاعبين.. نعم الأندية قامت بجهود جبارة في الجانب التنفيذي من أجل الوفاء بشروط الاحتراف الصعبة ومسابقة الزمن من أجل إصلاح الأخطاء والتوافق مع المتطلبات الكثيرة والمجتهدة والصعبة. ورغم ذلك نحن لم ننته بعد من الأعباء وهناك رغبة صادقة من أجل الاستكمال. وكما ذكرت فالنواقص من الممكن إعادة النظر فيها في الموسم المقبل والمواسم التي تليه. لأن الاحتراف كما نعرف جميعاً لا يتم بين يوم وليلة ولا ينفذه شخص واحد أو جهة واحدة مهما كانت إمكانياتها.. بل يقوم به أطراف متعددة متكاملة تسعى كلها من أجل التحول وتنفيذ الشروط الآسيوية. إنني لا أريد أن أدخل في تفاصيل النواقص.. لكنني أتحدث على وجه العموم.. فنحن نتحدث عن أشياء قياسية.. أشياء كثيرة ومتعددة الجوانب كان من المفترض أن تنجز في أوقات محددة.. والحمد لله فقد اعترف الاتحاد الآسيوي بأن تجربة الإمارات تعتبر نموذجاً على المستوى الآسيوي.. لقد قالوا ذلك في اجتماعاتهم الرسمية والأمر بالطبع ليس فيه أي مجاملة، ورغم ذلك لا زال أمامنا عمل كثير من المفترض أن نقوم به وننجزه.. ولا زال أمامنا متسع لإصلاح أخطاء كثيرة وقعنا فيها وهذا أمر طبيعي، وكما ذكرت فالاتحاد الآسيوي متفهم للغاية ويعطي مساحة زمنية لكي تتخلص من أي شوائب أو أخطاء لأنه يقدر قيمة العمل ويثمن هذه التحولات التي تتم في أزمان قياسية. أنا بطبعي أرفض المبالغات ولا أحبها وعليّ الاعتراف بأننا قمنا بعمل جبار وعانينا وتألمنا.. لكن في نفس الوقت أقول إنه لا زال لدينا الكثير من الأخطاء ومن النواقص التي يجب أن نواجهها في الأعمال المقبلة.. ففي كل عمل صعوبات هي ليست مستحيلة.. وكل شيء يجب أن نضع الاتحاد الآسيوي فيه في الصورة لأنه شريك معنا وليس متحالفاً ضدنا.. بل هو يساند ويتفهم.. المهم أن يكون معنا دائماً في الصورة. بعد السنة الأولى إذاً كانت هناك إنجازات وكانت هناك أخطاء ومشاكل ولابد من مواجهتها والعمل على إصلاحها. الجانب الفني ويذهب بن بروك إلى الجانب الفني من الموسم المنتهي فيقول هناك أندية هيأت نفسها للحدث قبل سنوات وهناك أندية أخرى استعدت قبل وقت قصير.. ولا شك أن الأندية التي استعدت وتوافقت سريعاً مع الشروط الآسيوية وحولت نفسها تسويقياً ومالياً؛ نتائجها واضحة للعيان.. ويقول حمد إن المستوى الفني لم يأت على نحو ما كنا نتمنى.. حتى الأندية التي كانت في المقدمة لم تقدم المستويات الفنية المطلوبة في بعض مبارياتها.. لدرجة أننا شاهدنا أشواطاً بعينها كان المستوى فيها مرضياً.. أما غالبية المباريات فلم تكن كذلك، والذي حدث أن الدوري كان في أحسن حالاته من ناحية الإثارة والتشويق.. فقد كانت كل الألقاب أو معظم الألقاب معلقة حتى الأسبوع الأخير. بطل الدوري لم يكن معروفاً حتى صافرة النهاية وكانت هناك كما هو معروف. ليس عيباً أن نشاهد أربعة فرق مثلاً هي التي تتنافس على اللقب.. فهذا المشهد هو المشهد المتكرر في معظم دوريات العالم الكبيرة. نحن نتحدث عن احتراف ولا نتحدث عن هواية.. ولغة الاحتراف هي المادة والإمكانيات والقدرات التجارية والتسويقية.. في أوروبا حيث أم الدوريات العالمية يحدث ذلك.. فهذا هو باب الاحتراف الكبير ولا باب غيره. إنها أشياء معروفة.. الأصول المادية والشركات الكبرى والتسويق القوي والدعاية والإعلام والجماهير والشركات الراعية.. هذا هو الاحتراف وهذا هو الذي يفرق بين ناد بطل وبين ناد آخر يحارب من أجل البقاء في دوريات المحترفين.. هذا هو المشهد في العالم كله، وهذا هو المشهد الذي كان عندنا في سنة أولى احتراف.. فالأندية القوية التي تملك ذات الأصول وذات البنى التحتية القوية هي التي نافست وهي التي فازت بالبطولات في نهاية المطاف. لقد كانت هناك ظواهر سلبية كثيرة في الجانب الفني من المسابقة.. كان في مقدمتها كثرة التغييرات في المدربين.. أندية استبدلت مدربيها مرتين وثلاث مرات وهذا غير جائز ويؤثر بالطبع على المستوى الفني للمسابقة.. بل هناك أندية استغنت عن المدرب بعد عودتها من المعسكر وقبل أن تبدأ المنافسات فهل يجوز ذلك؟! إن الأمر المؤكد أن المدرب ليس هو كل شيء في عالم الاحتراف.. بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة كاملة تعمل وتتشارك ويؤدي ذلك في النهاية إلى ثمار العمل. لغز الجماهير! ويتوقف رئيس رابطة المحترفين عن لغز الجماهير أو بمعنى أدق لغز الغياب الجماهيري في سنة أولى احتراف على وجه الخصوص.. بخاصة إذا علمنا أن الإقبال الجماهيري كان أكبر بكثير عما كان عليه خلال التحول للاحتراف.. يقول ابن بروك لقد عشنا موسماً غريباً بكل المقاييس من ناحية الإقبال الجماهيري وأتمنى من إخواني الجدد في الرابطة وإخواني في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم أن يولوا هذه الظاهرة جل اهتمامهم اعتباراً من الموسم المقبل. علينا أن نشرح الظاهرة ونعيدها لأسبابها الحقيقية وأتمنى من المسؤولين في الموسم المقبل أن ينظموا ورشة عمل خاصة بالغياب الجماهيري وأسبابه.. وعلينا أن نتدارس التوقيتات، وأقصد توقيتات إقامة المباريات أيام الجمعة والسبت وأيام وسط الأسبوع هل هي مناسبة أم لا.. ونتدارس أيضاً هل أنديتنا كانت بوسائل جذب للجماهير أم لا.. ويجب ألا نغفل مسألة أهمية حضور الجاليات العربية.. وقال حمد بن بروك هذا يتوقف على مدى رغبتنا في استجلاب لاعبين عرب أجانب لكي يشاركونا بخاصة من الجنسيات المتواجدة بكثرة في الإمارات. كل واحد فينا له دخل بالغياب الجماهيري.. والمسؤولية في هذا الجانب مشتركة ما بين الرابطة واتحاد كرة القدم والأندية والإعلام وشركات التسويق.. كل واحد فينا له ضلع وله مصلحة ولابد كما ذكرت من تشريح الظاهرة في الموسم المقبل من خلال ورش عمل جادة تتولى الأمر. لا ننكر أننا شاهدنا بعض الحضور الجماهيري لكن ذلك اقتصر على بعض مباريات الديربي. نحن بحاجة ماسة لدراسة جادة وواضحة مبنية على أسس وخبرات وواقع حتى نعيد الجماهير مرة أخرى للمدرجات.. لأن كرة القدم تموت بلا جماهير.. وهذه أمنيات أضعها أمام إخواني القادمين من الرابطة وأمام اخواني في اتحاد كرة القدم وأتمنى إنجاز هذه المعضلة الجماهيرية التي تشعرنا جميعاً بالألم والحسرة. الأندية وتضارب المصالح! وعندما قلت لابن بروك ماذا أنت قائل للمكتب التنفيذي الجديد للرابطة وهل من نصيحة بعد تجربة البداية التي كنت قائداً لها.. قال أولاً نبارك للدكتور طارق الطاير واخوانه.. وقد تشرفت بالعمل مع كثير منهم، حيث أن غالبية الاخوان الذين عملت معهم في العام الأول مستمرين وهذا أمر مهم جداً للتواصل داخل المجلس الجديد.. فالذي خاض التجربة من السهل عليه أن يفيد الآخرين عندما تكون هناك ملفات غير واضحة على سبيل المثال.. إن وجود أصحاب الخبرة يحول بين الجدد وبين الوقوع في المحظور لا سمح الله.. وحتى نكون واضحين أقول للاخوان الجدد إن هذه شركة.. الرابطة شركة.. والأندية عبارة عن شركات.. حتى الجمعية العمومية شركة.. والأندية لها مصالح. دعنا نعترف بذلك ولا نضع رؤوسنا في الرمال.. فهناك مصالح للأندية وهناك تضارب في المصالح في بعض الأحيان وهذا طبيعي في نوعية هذا العمل.. أنا لا أستطيع أن أجعل جميع الأندية في خندق واحد.. أي يتفقون على رأي واحد.. هناك دائماً من له رأي مختلف.. ومن له وجهة نظر وهذا طبيعي ولابد وأن نحترمه ونأخذ ونعطي معه.. فهكذا هو العمل في رابطة المحترفين طالما أن هناك أندية وطالما أن هناك مصالح وهناك من يدافع عن هذه المصالح.. أنا لا أقول إن هذه مشاكل سوف تواجه الإخوان الجدد.. بل هذا هو طبيعة العمل ويجب أن نستعد لمواجهته بالرأي والرأي الآخر والاحتواء وتقارب وجهات النظر.. إنني أقول إن الأغلبية تسير وفقاً للوائح.. فمن المفروض أن اللوائح هي التي تحكم العمل.. لكن أحياناً هناك من يبحث عن مصلحة مختلفة.. أو هناك من لا ينصاع للنظم واللوائح.. نحن ننبه على ذلك.. وبالطبع التعاطي مع الإعلام في مثل هذه الأمور يخلق نوعاً من الإثارة والتقاطع في وجهات النظر.. وأضاف يجب ألا نسمح بأن تصل وجهة نظر الطرف الآخر إلى درجة الإثارة. هذا أمر مهم.. وهناك أمر مهم آخر أقوله لاخواني القادمين وهو إننا لا زلنا في البداية ولا زالت هناك أخطاء.. وستواجهنا أخطاء ولابد من الحرص على إصلاح هذه الأخطاء أولاً بأول. بعد أن كثر الجدل بشأنه ابن بروك يقول رأيه في المحمود! اعترف حمد بن بروك أن شهادته ستكون مجروحة في محمد المحمود نائب رئيس الرابطة المتحدث الرسمي باسمها، وقال من ناحية المبدأ الرجل بذل جهوداً كبيرة من أجل إنجاز عمله المكلف به، فنحن جميعاً جنود في هذا الوطن نؤدي ما علينا، ولا ننسى أن العمل في الرابطة كان عملاً تطوعياً في المقام الأول وليس وظيفة، والمحمود ترك ماله وعياله، وأعطى كل وقته لشغل الرابطة، وهذا واجب وطني لا يمن به على الإطلاق. والمحمود كان مربوطاً بنظام أساسي ولوائح وتعليمات متكررة ومفروضة من الاتحاد الآسيوي، لابد وأن يتم إنجازها في زمن قياسي، ولأنه كان المتحدث الرسمي للرابطة، فقد كان هو الذي في الصورة دائماً، وهو الذي يواجه الآخرين ويتعامل معهم، وأنا لا أريد أن أنساق وراء نظرية الحب والكراهية، فلا يجب أن يكون ذلك أصل عملنا، بل الأصل هو العمل الاحترافي والسعي لتطبيق النظم واللوائح، أنا لا أنساق دائماً وراء مشادات وأفعال وردود أفعال، فالمهم هو العمل وطالما أن هناك عملاً، لابد وأن تكون هناك أخطاء، وقد حاولنا جاهدين تدارك هذه الأخطاء، ولا يمكن أن تكون هناك لائحة مثلاً نطبقها كل أسبوع إرضاءً لفلان أو علان، بل هناك منظومة من اللوائح نتقيد بها تماماً في كل عملنا وفي مواجهة الجميع، وفي نهاية الموسم نفتح الملفات وكشوف الحساب لنعرف ما أنجزناه، نحن ضد الأشياء الشخصية ومع النظام قلباً وقالباً، ولو جاءني مكتوب سوف أناقشه بالطبع فهذا واجبي، أما الأشياء الشخصية فأنا لا أحب أن أفتي فيها! إن الأعمال لا تتوقف إذا غاب فلان أو علان، فالعمل مستمر والمسيرة دائماً فيها تكامل وأرجو ألا نتوقف كثيراً عند اختلافات الأشخاص. ويضيف ابن بروك أن العمل المثالي من رابع المستحيلات ويجب ألا نتوقف عند الهفوات البسيطة، لأن هذه الهفوات لا تقلل أبداً من قيمة العمل، إن في ذلك ظلم للرابطة وهو في الوقت نفسه ظلم للأندية التي تعبت وتحولت لكيانات تجارية وجاءت بالموظفين المؤهلين وأبرمت العقود، يجب أن نقول للناس شكراً.. بدلاً من التوقف عند أمور لا تزيد عن هفوات بسيطة، ويجب أن تحكمنا النوايا الحسنة، وليس سوء النية ونظرية التآمر التي نحبها كثيراً عند مجتمع صغير والمشكلة يا جماعة الخير من الممكن حلها بالتليفون لو أردنا أن نحلها! لوبانوفسكي يسأل ابن بروك خلال التفاوض: ماذا تريدون مني؟ عندما سألت ابن بروك رأيه في مواصفات مدرب المنتخب الوطني الجديد الذي ينوي اتحاد كرة القدم التعاقد معه هذه الأيام خلفاً للمدرب الفرنسي دومينيك قال: سأروي لك قصة من الماضي ربما تفيد الحاضر. في بداية التسعينات وبعد مقدمنا من نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990 حرص اتحاد كرة القدم في عهد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد الكرة حينذاك على التعاقد مع مدرب عالمي خلفاً للمدرب الكبير البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا. اتجهت النية للتفاوض مع المدرب الأوكراني لوبانوفسكي وكلفني اتحاد الكرة التفاوض معه. وخلال التفاوض فوجئت بالمدرب الكبير يسألني سؤالاً محدداً يقول: «يا سيدي ماذا تريدون مني»!! كنا في ذلك الوقت في بداية فترة التفاوض وحقيقة الأمر أن هذا السؤال أربكني جداً ولم أعرف الإجابة في اللحظة نفسها وطلبت منه أن يعطيني مهلة نصف يوم على الأقل حتى أجيبه على سؤاله المفاجئ. وبالفعل رجعت إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وإلى مجلس إدارة اتحاد الكرة حتى نتفق على الإجابة فقد كان لوبانوفسكي قد قال لي: إذا كنتم تريدون مني بطولة في ظرف ستة أشهر أو سنة فأنا أعتذر، أما إذا كنتم تريدون بناء فريق من أجل المستقبل فأنا على استعداد أرجوكم حددوا موقفكم. في اتحاد الكرة اتفقنا على أننا نريد فريقاً من أجل المستقبل.. وبعد أن تفاوضنا تحدث مع لوبانوفسكي قائلاً: نحن نريد بناء فريق من أج ل المستقبل ولا نبحث عن بطولات قريبة.. وتم الاتفاق وجاء لوبانوفسكي بفريقه ومؤلفاته وفلسفته وأجهزة الكمبيوتر وبدأ في عمل رائع لكنه للأسف لم يكتمل.. إذ أننا لم نصبر عليه. ما أريد أن أقوله من خلال هذه القصة هو أننا لابد وأن نكون على علم تام بأهدافنا من أي مدرب نتوجه إليه.. لابد وأن نعرف ماذا نريد منه على وجه التحديد.. ليس مهماً على الإطلاق أن أختار مدرباً عالمياً والسلام.. بل الأهم أن أحدد هدفي من التعاقد ثم أبحث بعد ذلك عن هذا المدرب الذي سيحقق لي هدفي. هذا شيء مهم.. والأهم أن أكون قادراً على توفير متطلبات هذا المدرب من أجل السعي إلى تحقيق هدفه الذي جاء من أجله.. وتهيئة الأجواء والمناخ والبرامج التي يريدها المدرب. إنني أتذكر أن لوبانوفسكي طلب منا تفرغ اللاعبين لمدة 6 أشهر حتى يتعودوا على أسلوبه وعلى طريقته وكانت له طريقته الخاصة جداً في التدريب، إخواني في اتحاد الكرة يعرفون ذلك جيداً فأنا على يقين من ذلك وأرجو أن يحددوا الهدف بدقة ثم يحددوا وجهتهم لأي مدرب يستطيع تحقيق هذا الهدف
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©