جيتس: استفزازات كوريا الشمالية لن تمر دون رد

في أجواء من التوتر، وصلت اول طائرة من 12 طائرة أميركية مقاتلة من طراز اف-22 الى جزيرة اوكيناوا في جنوب اليابان أمس وذلك بعد أيام من إثارة كوريا الشمالية غضب المنطقة بتفجير نووي. ويأتي وصول هذه الطائرات في الوقت الذي تحدثت في صحيفة كورية جنوبية عن استعدادات في كوريا الشمالية لنقل صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات من مصنع بالقرب من بيونج يانج الى موقع إطلاق على الساحل الشرقي. وفي هذه الأثناء صدرت تحذيرات من وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس في منتدى بسنغافورة أمس من ان الاستفزازات التي تقوم بها الدولة الشيوعية لن تمضي دون رد. وحذر جيتس كوريا الشمالية من مواصلة نشاطاتها النووية مؤكدا استعداد واشنطن للتحرك إذا هددت بيونج يانج الولايات المتحدة أو حلفاءها في آسيا. وقال جيتس خلال مؤتمر امني إقليمي في سنغافورة انه منذ دخول باراك اوباما الى البيت الأبيض في يناير «لم تتغير سياسة الولايات المتحدة» مؤكدا «لن نقبل بحيازة كوريا الشمالية السلاح الذري». وتابع ان «البرنامج النووي الكوري الشمالي يشكل خطرا على السلام والاستقرار الإقليميين». وأضاف «لن نبقى مكتوفي الايدي في حين تعمل كوريا الشمالية على امتلاك القدرة على تدمير اي هدف في اسيا، او حتى تدميرنا نحن». وحذر جيتس من ان واشنطن سترد على انتشار الاسلحة النووية. وقال ان «قيام كوريا الشمالية بنقل اسلحة او مواد نووية الى دول او اطراف غير حكومية سيعتبر بمثابة خطر جسيم على الولايات المتحدة وحلفائها». ورأى ان موقف كوريا الشمالية العدواني بعدما هددت الاربعاء بمهاجمة كوريا الجنوبية لا يشكل «في الوقت الحاضر» خطرا عسكريا مباشرا على الولايات المتحدة، لكنه قد يثير سباق تسلح في آسيا. وطمأن جيتس الذي يعقد اليوم اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، كلا من سيول وطوكيو الى التزام الولايات المتحدة ب»الاضطلاع بكل الواجبات المنصوص عليها في تحالفاتنا». غير انه كان اعلن امس الاول ان بلاده لا تعتزم تعزيز وجودها العسكري في كوريا الجنوبية حيث تنشر 28 الف جندي، وتفضل في الوقت الراهن الخيار الدبلوماسي. وذكرت صحيفة كورية جنوبية نقلا عن مصدر في واشنطن قوله أمس ان كوريا الشمالية تستعد لنقل صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات من مصنع بالقرب من بيونج يانج الى موقع اطلاق على الساحل الشرقي. وكانت كوريا الشمالية حذرت من انها قد تجري اختبارا على صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات للاعراب عن غضبها من عقاب مجلس الامن على ما قالت بيونج يانج انه اطلاق قمر صناعي في الخامس من ابريل. ونقلت دونج إيه إيلبو عن مصدر في واشنطن على دراية بالقضية قوله «التقطت اقمار تجسس اميركية الاستعدادات لنقل صاروخ ذاتي الدفع عابر للقارات بالقطار من مركز سانيوم لابحاث الاسلحة قرب بيونجيانج.» واضافت الصحيفة ان معمل الابحاث هو المركز الرئيسي للابحاث وتصنيع الصواريخ طويلة المدى لكوريا الشمالية. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية على التقرير. وقال سلاح الجو الامريكي في بيان امس الاول «يسلط النشر الضوء على الالتزام الاميركي تجاه اليابان بوصفها شريكا اقليميا اساسيا ويشير الى عزم الولايات المتحدة على ضمان الامن والاستقرار في انحاء منطقة المحيط الهادي.» وانطلقت الطائرة التي تعرف ايضا باسم (رابتور) من قاعدتها في لانجلي بفرجينيا الاسبوع الماضي وسيجري نشرها في المنطقة لمدة اربعة اشهر. وتستضيف اوكيناوا العدد الاكبر من نحو 50 الف عسكري اميركي يتمركزون في اليابان. في موسكو ، أعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الياباني تارو اسو اتفقا على ضرورة الرد بشكل جاد فيما يتعلق بالتجربة النووية الكورية الشمالية . وذكر بيان للكرملين أن الزعيمين بحثا في مكالمة هاتفية التفجير النووي الكوري الشمالي وتجارب إطلاق الصواريخ قصيرة المدى والتصريحات (الكورية الشمالية) بشأن استئناف برنامجها النووي. وقال البيان «إن الجانبين يتشاركان في وجهة نظر مفادها بأن ثمة حاجة للرد بشكل جاد على هذه الخطوات التي تمثل تحدياً للأمن الدولي.» ونقل بيان الكرملين عن ميدفيديف واسو انهما سينسقان المقترحات التي ستدرج في قرار جديد للأمم المتحدة. اما الصين فقد دعت على لسان مسؤول عسكري في مؤتمر حول الأمن الإقليمي في سنغافورة أمس الأسرة الدولية إلى الهدوء حيال النشاطات النووية الكورية الشمالية. وقال اللفتنانت جنرال ما تشاوتيان إن «شبه الجزيرة الكورية يجب أن تتوجه الى نزع الأسلحة النووية ونأمل أن يحتفظ كل الأطراف المعنيين بهدوئهم»