الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزيج عبقري بين البشر والأمكنة

مزيج عبقري بين البشر والأمكنة
24 ابريل 2008 02:47
فانتازيا من الحياة هو اسم المعرض الفني رقم مئة للفنانة التشكيلية الكبيرة جاذبية سري منذ بداية رحلتها الفنية في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، والمعرض تأكيد للتجربة الفنية العريضة للفنانة التي قدمت خلاله 30 لوحة فنية بخامة الزيت أبطالها البشر لكنهم نتاج إبداع وأفكار ووعي جاذبية سري التي تنتصر في كل معارضها للبشر برؤية خاصة لا يشاركها فيها أحد سواء على مستوى المضمون أو الشكل أو الألوان· الفنانة جاذبية سري مشغولة بالناس وعلاقتهم بالبيئة المحيطة بهم والواقع الذي يتعاملون معه، وتركز في أغلب لوحاتها على تكاتف الشخوص ''أبطال أعمالها'' في مواجهة تحديات الحياة، وهذا التكاتف يمثل جبهة قوية على الرغم من الحزن والهم على الملامح وتمزجه جاذبية سري بألوان شديدة الثراء والبساطة فالأحمر والأخضر والأزرق والبرتقالي تزين وجوه أبطال اللوحات وتضيف إلى ملامحهم المنتظرة وسط زحام الحياة وتقلبات الواقع· أعمال جاذبية سري تجريدية وفيها قدر كبير من التعبيرية وتدور كلها حول فكرة البشر الذين يتراصون بجوار بعضهم وتتميز أعمالها بالتلخيص والرمز من دون تعقيد أو تغريب وهذا هو سر تفاعل الناس مع أعمالها وإحساسهم بأن أبطال اللوحات جزء أساسي منهم· وقالت الفنانة جاذبية سري إن معرضها المئة هو استمرار لعالمها الفني الذي يزداد نضجاً بمرور السنوات والخبرة فاهتمامها دائم بالبشر سواء أكانوا رجالاً أو نساءً أو أطفالاً بشرط أن تظل اللوحات معبرة عن الهوية الخاصة التي كونتها عبر مسيرتها الفنية، ويساعدها على ترجمة هذه الأفكار الألوان التي تشعر بأنها تعبر عن تمرد شخوصها وتأملهم الداخلي وسط تقلبات الحياة· وأضافت جاذبية سري أنها تتأمل البشر والجدران والمباني باستمرار وأحياناً تشعر بأن الجدران تتنفس وكأنها حية بينما بعض البشر جامدون كالجدران ومن خلال هذا التأمل تعبر عن حالة حوار بين وجوه البشر والجدران والمكان، وهي لا ترسم وهي متوترة، وعندما تشعر بالشحنة الانفعالية والرغبة في الرسم تبقى داخل مرسمها بالساعات ولهذا قد تستغرق اللوحة منها وقتاً طويلاً حتى تكتمل· وأكدت أن مصر والشرق في أعمالها دائماً لأنها تعمقت في دراسة تراث مصر الفني وقامت برحلات عديدة إلى الصحراء تتأمل الاثار والبيوت والبشر فضلاً عن حرصها على التفاعل مع الناس والأمكنة ولوحاتها تحمل خصوصية وهوية أضافت إليها القراءات المتنوعة والاطلاع على الثقافة الغربية والأساليب الفنية وتوظفها لخدمة عملها الفني· وتقول جاذبية سري إن استخدامها لخامة الزيت في معرضها المئة ليس بالأمر الغريب فالعبرة ليست بنوع الخامة بل بتوظيف الفنان لها، وكل خامة لها أسرارها والفنان المتمكن يستطيع أن يستنطق أسرار خاماته ومضمون اللوحة هو الذي يحدد نوع الخامة، وهي كفنانة تحرص على أن تتبع قلبها وحسها الفني وتستمع إلى نداء لوحاتها محتفظة برغبتها الملحة في كسر القيود والمألوف· ويقول الناقد التشكيلي محمد حمزة إن أعمال جاذبية سري الحالية تعكس المرحلة التي تعيشها وهي ملأى بالأمل الذي تضعه في لوحاتها حيث تذوب ملامح شخوصها مع ألوانها وخطوطها الدائرية والقائمة والرأسية، واختفت في اللوحات المفردات والتفاصيل لتقترب من التجريد الذي يصل إلى درجة التلخيص الرمزي وما وصلت إليه جاذبية سري بخطوات ثابتة وإدراك من دون افتعال يجعلها الأكثر تميزاً وتنوعاً بين الفنانات التشكيليات· وقال الناقد التشكيلي محمد الشربيني إن جاذبية سري تحتضن الحياة بإبداعها المتجدد عبر كل المراحل الفنية التي مرت بها ففي أعمالها دراما وحس عالٍ وقدر كبير من الرقة والشاعرية والأنوثة ومخزون بصري واعٍ يتيح لها أن تستخرج منه ما تشاء لتقدم لوحاتها التي تحتفي بالبشر والمكان وتزين لوحاتها بألوان خاصة بها فهي لا تلون كمعظم الفنانين بل تتدفق روحها وموهبتها لتظهر الألوان على لوحاتها مفعمة بالطزاجة والمشاعر الإنسانية المتجددة· وتقول الناقدة الأميركية وينجر إن جاذبية سري من أشهر الفنانين المصريين الذين يدفعون باستمرار بالأبعاد التشكيلية في أعمالهم، وهي من بين الفنانين القلائل الذين يوثقون تطورهم الفني في كل خطوة، وبالنظر إلى لوحات جاذبية نرى الطرق التي ربطتها بقوة مع الأساليب الفنية المختلفة حول العالم نافية بذلك فكرة الفنانين المصريين المحدثين الذين قلدوا الأوروبيين، وتكشف لوحاتها أيضاً عن مدى التغير الواسع في مصر الحديثة والمشاعر المتباينة التي تؤثر على الفنان ويؤثر فيها·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©