الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استمرار تكدس الشاحنات بين منفذي الغويفات والبطحاء للعام الثاني

31 مايو 2009 01:59
يعيش سائقو الشاحنات «وضعا مأساويا» بين منفذي الغويفات والبطحاء الحدوديين بسبب تكدس الشاحنات بين الإمارات والسعودية لعدة أيام، وسط ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة. ورغم مرور أكثر من عامين على مشكلة تكدس الشاحنات أمام منفذ البطحاء بعد انتهاء إجراءات سفرها من منفذ الغويفات الحدودي، إلا أن جميع الجهود الحكومية التي بذلــت للحد من هذه الظاهــرة لم تسفر عن أي نتيجة إيجابيــة حتى الآن. ويؤكد سائقو الشاحنات أنهم يعيشون «وضعا لا يتحمله بشر في الخلاء بلا مياه أو مأكل أو حتى دورات مياه لعدة أيام نتيجة إجراءات التفتيش في الجانب السعودي والتي تؤدي الى انتظارهم لعدة أيام في الخلاء داخل المنطقة الحدودية بين المنفذين». ونفت الهيئة الاتحادية للجمارك بدورها أن يكون التأخير نابعا من بطء الإجراءات الخاصة بإنهاء معاملات الشاحنات في منفذ الغويفات حيث أكد محمد خليفة بن فهد المهيري مدير عام الهيئة أن جميع المعاملات الخاصة بمنفذ الغويفات يتم الانتهاء منها خلال دقائق معدودة. وأضاف أن الأزمة تكمن في منفذ البطحاء، الذي يتسبب في تأخير إنهاء إجراءات دخول الشاحنات القادمة من الإمارات لعدة أيام طبقاً لشكاوى العديد من المصدرين والمستوردين في الدولة. وطالب سميح علي سائق شاحنة سوري الجهات المعنية بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة «فمن يرضى أن ينتظر أياما في الخلاء وسط هذه الحرارة المرتفعة ورطوبة الطقس المرتفعة بدون أي مصدر للطعام أو الشراب أو حتى دورات مياه». وينتقد سائق آخر الإجراءات المتبعة في منفذ البطحاء، مؤكدا أنها تؤدي الى تعرض جميع التجار للخسائر بسبب تلف المواد والبضائع التي يتم نقلها من الإمارات الى باقي الدول العربية، خاصة في ظل الظروف الجوية السيئة. وقال محمد المهيري إن شكاوى المصدرين والمستوردين التي وصلت الى الهيئة الاتحادية للجمارك تضمنت تشدد الجانب السعودي في منفذ البطحاء البري في إجراءات التفتيش، وقيامه بإجراء التفتيش بالكامل على جميع الشاحنات، وكافة البضائع التي تحملها وهو ما يخالف معايير تسهيل التجارة المتعارف عليها دولياً في منظمة التجارة العالمية، والتي تقضي باستخدام التقنيات والأساليب الحديثة مثل إدارة المخاطر لتوجيه التفتيش بفعالية أكبر. ويشير سائق عماني كان يفترش الطريق انتظارا لانفراج الأزمة وتحرك الشاحنات، الى أن هناك سيارات تحمل مواد بترولية تقف في انتظار دورها في هذا الطقس. ويتساءل من يتحمل نتيجة انفجار هذه العبوات بسبب حرارة الشمس؟ وكم سيكون حجم الكارثة من الخسائر البشرية أو المادية وقتها؟. يذكر أن منفذ الغويفات هو المنفذ البري الوحيد الذي يربط الإمارات بالسعودية وباقي الدول العربية الأخرى وهو المعبر الوحيد لمرور الشاحنات المحملة بالبضائع التي ترد من أو تصدر الى تلك الدول. ويشهد المنفذ حركة نشطة طوال العام دون توقف حيث تشير الاحصائيات الى ان إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من منفذ الغويفات خلال عام 2007 بلغ 916 ألفا و930 شاحنة، بينما بلغ عدد الشاحنات التي عبرت المنفذ خلال عام 2008 أكثر من 977 ألفا و782 شاحنة. اجتماعات سابقة وكانت الهيئة الاتحادية الإماراتية للجمارك عقدت العديد من الاجتماعات مع وزارة المالية السعودية وإدارة الموانئ والجمارك هناك لبحث معوقات التجارة البينية على الحدود، وقام الطرفان بتشكيل لجنة ثنائية مشتركة لحل تلك المعوقات وعقدت تلك اللجنة اجتماعها الأخير في مقر الهيئة بدبي في أبريل الماضي. وفي نهاية الاجتماع أكدت تلك اللجنة أهمية استمرار التنسيق والتواصل بين ضباط الاتصال في البلدين وكذلك الاتصال المباشر بين مسؤولي المنفذين المتقابلين (مركـز جمـرك الغويفـــات ومركــــز جمـرك البطحـاء) لحــل أية معوقات يمكن أن تعوق حركة التجارة البينية بين البلدين. واتفق الجانبان على أن يتم استكمال مناقشة الموضوع خلال الاجتماع المقبل للجنة في ضوء المستندات التي سيقوم الجانب السعودي بإعدادها. وقال محمد خليفة بن فهد المهيري انه «خلال اجتماع اللجنة أوضح الجانب الإماراتي أن الشاحنات في المنفذ البيني تقف في طوابير، بينما استعرض الجانب السعودي بعض معوقات انسيابية حركة الشاحنات، منها عدم اكتمال المستندات والوثائق اللازمة، وعدم توفر شروط الترانزيت، وعدم التقيد بالمواصفات الخليجية للنقل من حيث الارتفاعات والأبعاد وعدم امتثال سائقي الشاحنات لأوامر الجمارك». وفي ضوء ذلك اتفقت اللجنة على استكمال مناقشة الموضوع خلال الاجتماع المقبل، على أن يقدم الجانب السعودي أهم الأسباب التي تؤدي الى إعاقة انسيابية حركة الشاحنات بين البلدين سعياً لحلها، واتفق الجانبان على ضرورة إرفاق كافة المستندات اللازمة عند عرض القضايا محل النقاش في الاجتماعات المقبلة. ورغم مرور أكثر من شهر على الاجتماع إلا أن الجانب السعودي لم يقدم المستندات المطلوبة من جانب الإمارات، وزاد على ذلك بطلب تأجيل موعد الاجتماع الثاني للجنة. وتابع المهيري قائلاً، «إضافة إلى ما سبق عقدت الهيئة اجتماعاً تنسيقياً خلال الأسابيع الماضية لمناقشة معوقات التبادل التجاري مع السعودية في المنافذ البرية الحدودية وخرج المشاركون بعدة توصيات تتضمن تشكيل فريق فني من قبل الجمارك المحلية والجهات المعنية لعقد اجتماع تنسيقي قبل الموعد المحدد للقاء الثاني بين البلدين، ووضع أجندة مشتركة من قبل دوائر الجمارك المحلية والجهات المعنية بالتعاون مع الهيئة للاتفاق على سياسة موحدة من قبل دولة الإمارات في موضوع العقبات الجمركية، والتنسيق مع غرف التجارة بشأن المعوقات التي تواجه التجار في المنافذ الجمركية، والنظر في إمكانية القيام بزيارة ميدانية للمنافذ الجمركية البينية للبلدين. وطالب المدير العام للهيئة الاتحادية للجمارك بحل جذري لمشكلة تكدس الشاحنات في منفذ البطحاء السعودي في إطار العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق بين البلدين وفي إطار اللجان المشتركة بينها لتسهيل انسياب التجارة خاصة، أن الإمارات تعتبر البوابة التجارية الأولى للسعودية ودول مجلس التعاون. وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الهيئة الاتحادية للجمارك إلى أن واردات دولة الإمارات من المملكة العربية السعودية خلال عام 2007 بلغت نحو 12,93 مليار درهم وتعادل نحو 51% من إجمالي واردات الدولة من البلدان العربية. وبلغت قيمة الصادرات الإماراتية إلى السوق السعودية نحو 1,91 مليار درهم تعادل 16,52% من إجمالي قيمة صادرات الدولة للبلدان العربية البالغة قيمتها 11,56 مليار درهم. وبلغت حصة السعودية من إعادة التصدير نحو 4,16 مليار درهم تعادل ما يقارب 11,5% من إجمالي إعادة الصادرات الإماراتية للأسواق العربية البالغة قيمتها نحو 36,25 مليار درهم خلال نفس العام . كما بلغت قيمة واردات دولة الإمارات خلال عام 2008 من المملكة العربية السعودية 16.144 مليار درهم بزيادة نسبتها 24% عن عام 2007، بينما كانت صادرات الإمارات الى السوق السعودية خلال العام الماضي 2.17 مليار درهم في الوقت الذي بلغت فيه قيمة إعادة التصدير الى السوق السعودي 5.563 مليار درهم خلال نفس العام
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©