الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: التعاون الدولي «السلاح الأهم» لحصار «داعش»

خبراء: التعاون الدولي «السلاح الأهم» لحصار «داعش»
5 مايو 2016 01:43
واشنطن (الاتحاد) أكد مؤتمر دولي، نظمه في واشنطن، مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، ومقره أبوظبي، حول التحديات التي يفرضها تنظيم داعش الإرهابي على الأمن العالمي، أن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً كبيرا على الأمن الدولي، وأن خطره لا يقتصر على الأماكن التي فرض سيطرته عليها في العراق وسوريا، بل يمتد إلى جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن محاولات الحكومات والمنظمات الدولية التوصل إلى حلول لمواجهة تلك التهديدات لم تؤت الثمار المرجوة منها حتى الآن. واستهدف المركز من خلال شبكة العلاقات الاستراتيجية التي يملكها مع أهم مراكز الفكر العالمية مثل ستيمسون في واشنطن وأورفيلا للعلاقات الدولية بكاليفورنيا مناقشة ظاهرة التطرف في العالم، بحشد نخبة من الباحثين والخبراء المتخصصين في مكافحة الإرهاب لاستعراض أهم التحديات التي فرضها وجود داعش على الأمن الدولي. وشدد الدكتور برايان فينلي، الرئيس والمدير التنفيذي لمركز ستيمسون، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الذي عقد بالعاصمة واشنطن، مؤخراً، على أهمية فتح قنوات فكرية وتحفيز التعاون بين الباحثين والمفكرين من الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط، لمناقشة التحديات التي يفرضها تنظيم داعش على الأمن والسلم العالميين. واعتبر أن المؤتمر فرصة فريدة لمناقشة التهديد العالمي ومناسبة لطرح مساهمات عملية لصنع سياسات دولية فعالة، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي والإقليمي الناتجة عن التطرف والإرهاب. من جانبه، أكد الدكتور أحمد الهاملي رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات في كلمته على أهمية تبني مناهج وسياسات دولية متنوعة ومتكاملة مبنية على التعاون الدولي والإقليمي، مشدداً على أهمية مواجهة هذا الخطر الجسيم الذي باتت خطورته تتفاقم يوماً بعد يوم. وقال: المرحلة الحالية، تقتضي العمل الجماعي الدولي، ويجب ألا يقتصر العمل والجهد على دولة أو إقليم بعينه، بل يتعين أن يكون الباب مفتوحاً بشفافية لجميع الدول التي ترى أن بإمكانها المساهمة الجادة في القضاء على الإرهاب والإرهابيين. أما خبير الطب النفسي ومكافحة الإرهاب العالمي، مارك سيغمان، فأوضح أنه مع توافر المعلومات لدى الأجهزة الأمنية إلا أن هناك ضعفاً في سقف الاستفادة منها، وذلك لقصور تلك الأجهزة على امتلاك مهارات التحليل اللازمة لدراسة تلك المعلومات للوصول إلى الفهم العلمي الدقيق لها. وأشار إلى ضرورة التوصل إلى صيغة للتعاون بين العلماء والخبراء المختصين من ناحية، وأجهزة الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب من ناحية أخرى، لتعميق فهم ظاهرة التطرف العالمية لوضع استراتيجية عملية علمية لمكافحة الإرهاب العالمي. كما لفتت البروفسوره ماري برين سميث من جامعة ماساتشوستس في بوسطن إلى أن الأحزاب السياسية وفقاً لآليات الديمقراطية الغربية باتت لا تهتم بحل المعاضل الأمنية بقدر ما تهتم بشعبيتها وجمع أصوات الناخبين. فإذا ما تم إحراز تقدم في شعبية الحزب، وضمن أصوات الناخبين ترك المعضلة التي من المفترض أن يقدم الحلول لها ليذهب للمتاجرة بأمور أخرى لضمان أصوات أكثر. وأوضحت نتائج البحوث التي أعدتها شبكة خبراء مركز تريندز للبحوث والاستشارات العالمية، أن التركيز في مكافحة التطرف على السعي إلى تغيير فهم المبادئ والقيم الدينية غير مفيد ويزيد من حدة التطرف، لأنه يأخذ شكل الهجوم الأيدلوجي على الدين، الأمر الذي يجعل هذه الجهود بحد ذاتها عاملاً لمزيد من تأجيج مشاعر التطرف بين الشباب المسلم. واتفق الخبراء في المؤتمر على ضرورة التركيز على السلوك الفعلي على الأرض وليس على العقيدة للوصول إلى النتيجة المرجوة بدلاً من أن نحصر أنفسنا في معارك أيدولوجية فكرية، حيث إن هناك حاجة ماسة لتوفير نماذج بديلة فعالة في المجتمعات، ويمكن للأفراد من خلالها النمو والتطور. وشدد الدكتور فيكتور العسل، أحد المتحدثين في المؤتمر، على حاجة المجتمع إلى مزيد من المعرفة الدينية، من أجل فهم أفضل للنصوص الدينية، وكيفية استخدامها في جوانب الحياة المختلفة، وذلك لتحفيز الأفراد على عدم الانخراط في النشاط المتطرف. واعتبر الدكتور حسين إيبش، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن انتشار الصراع في جميع أنحاء العراق وسوريا يمثل واحداً من أكثر الصراعات تعقيداً في التاريخ الحديث، مشيراً إلى هذا الصراع خلق بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش، كما أشار الدكتور جويل يوم ، من جامعة ماساتشوستس، إلى أن تهديد داعش يلوح في أفق جنوب شرق آسيا. مرحلة ما بعد داعش تضمن المؤتمر نقاشات هامة حول مرحلة ما بعد «داعش»، وأوضح الدكتور كلارك ماكولي، المتخصص في علم النفس الاجتماعي، من كلية برين ماور، أن استغلال التنظيم للمشاعر والعاطفة هو من صميم هذه الظاهرة، وتحديدا الإذلال، الذي عرفه بأنه مزيج من الغضب والخجل، حيث يقدم التنظيم الإرهابي نفسه في صورة المخلص من هذه المشاعر السلبية ويصور العنف كوسيلة حتمية للقضاء على تلك المشاعر لذلك يجب على الدول والحكومات الدولية إيجاد وسائل أكثر فاعلية للتعامل مع مشاعر الإحباط والسلبية لدي أفراد المجتمعات. كما شدد البروفيسور ريتشارد فولك من مركز أورفيلا للدراسات العالمية والسفير لينكولن بلومند رئيس مجلس إدارة ستمسون على ضرورة التفكير في مرحلة ما بعد داعش، وأن يكون هناك تصور كامل لمرحلة ما بعد النزاع. استراتيجية معقدة للتنظيم الإرهابي أكد المشاركون في المؤتمر، أن عدم دراسة وتحليل آلية العمل في داعش ليست العامل الوحيد لعدم كفاءة السياسات الدولية المطروحة، ولكن قدرة ومرونة التنظيم على التعلم والتكيف مع المستجدات عامل آخر مهم يجب الالتفات إليه، وأشار تشارلي وينتر، خبير في استراتيجيات داعش، من جامعة ولاية جورجيا الأميركية، إلى قدرة داعش على توصيل رسائله من خلال جميع قنوات التواصل التقليدية والحديثة. وقال «ينفذ التنظيم خطة استراتيجية معقدة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنفسه، كما يتبع خطة منظمة وينتقي المواد التي يقوم بنشرها ويختار صوراً قد يكون لها وقع قوي، يفترض أن يولد شعوراً بالخوف لدى أعدائه، وأن يحصل على إعجاب مجموعات متطرفة أخرى، أو يسيطر على عقول ضعفاء النفس من الشباب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©