الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوزية شويش السالم: موهبتي بدائية..

فوزية شويش السالم: موهبتي بدائية..
24 ابريل 2008 02:16
فوزية شويش السالم كاتبة بلا حدود، ابتدأت في المسرح ثم انتقلت إلى الشعر، لتجد ذاتها في النص الروائي· كاتبة كويتية تنبض نصوصها بالدينامية غير المهادنة، تتميز بروح رشيقة تهفو في العوالم مثل فراشة الربيع· تتأبى على الأجناسية، فتكتب بشكل طليق· تجمع في ذاتها الشاعرة والمسرحية والناقدة والروائية، وهذه صفة قلما تحققت في جيلها الجديد الذي ظل يطمح طويلا الى إبداع نص مخاتل بلا هوية· فيما ظلت هي وفية للقضية الفنية والرسالة المجتمعية في آن واحد· الكتابة عندها هوس دائم، وبغض النظر عن النوع أو الجنس أو الهوية، فهي تطمح إلى تأسيس جامع النص الذي يوائم بين الأنواع في نص واحد زاخر وفائض في الآن نفسه بالمعنى، وبالرغم من الحروب التي شنت ضدها، فقد استطاعت أن تجد لنفسها مكانا أثيرا في المشهد الثقافي العربي· أعمالها - برأي الناقد المغربي المعروف الدكتور حسن المودن ـ تنتمي إلى سلالة هؤلاء الكتاب الذين كرسوا أعمالهم لرمزية الضياع والغياب ووحشية الإخصاء والفقدان، وعاشوا الكتابة على طريقة الألم والتمزق والانكسار، وأنتجوا نصوصا متوحشة تخرج التفكير من طمأنينينته، وترغمه على التفكير، وظلوا يبحثون عن ذلك الكتاب المتعدد الشامل المطلق· ؟ تتوزع اهتماماتك بين الشعر والرواية، في أيهما تجدين ذاتك أكثر؟ ؟؟ الشعر لم يهدني ذاتي كما فعلت بي الرواية التي أدين لها بامتلاكي لأدواتي الفنية، وتمكني من إتقان العمل الفني والقدرة على إقامة المعمار البنائي للحكي والسرد الروائي، مما انعكس أثره على شخصيتي وعلى ثقتي بنفسي وطرد الخوف الناتج من مخاتلة القصيدة وتلاعبها بي· الرواية تعيد اكتشاف الذات، وتعمرها بالطاقة وبالقوة وبامتلاك سلطة النص، وترويضها وتطويعها للشكل المراد من الكاتب· اللاوعي الجمعي ؟ السرد عندك عالم من الاستعارات الكبرى للموضوعات والأشكال، هل تكتبين بوعي فني، أم أن الموهبة الفطرية هي ما يحرك صنعتك التجريبية؟ ؟؟ الموهبة الفطرية هي الأساس عندي، وهي الغريزة الأساسية الآتية الي من مجاهيلي البدائية، من الجينات المرهونة بمليون سنة تحت الجلد، هذا الفن الغريزي والبدائي المجهول المنبت والأصل من أين يأت؟ ومن أي بئر غائرة في أعماق أسرارها المطوية في تلافيف الخبرة البشرية؟ أمتح من هذه البئر لا تجف ولا تنضب لأنها قنوات متصلة بشرايين التجربة الإنسانية منذ الأزل وحتى الآن· ومنه جاءتني الفيوض التي صبت في كتاباتي كلها من شعر ومسرح ورواية· موهبتي أتت من نبعها الأصلي، ولم تمر عبر قنوات الممهد والمستعار والمقلد والنمطي والجاهز· كتاباتي فطرية تبحث عن بهجتها في لعبة التجريب، عن الغريب والجديد غير المؤصل وغير المنتمي لأحد، إلا لي·· لبصمتي وأصالتها· كتابتي تأتيني من اللاوعي ولكنها معمرة بالوعي الجمعي للعالم كله· سر الانصات ؟ بين الشعر والسرد ستار شفاف، كيف تعبرين هذه العتبة؟ وكيف تروضك هوية النص في الحفاظ على سماته الأجناسية؟ ؟؟ كما قلت في الإجابة السابقة، كتابتي تنهل من موهبة فطرية غير متكلفة وغير متصنعة·· تحركني أسرار الفن الخفية المخبأة في جيوب موهبتي السرية، البداية هي لعبة ربما شروطها هي ما يسيرني في كتابة النص؟ ولكنها أيضا شروط مموهة غير واضحة المعالم، تسحبني خلفها وأنا ألهث في كواليس اللعب الغامضة والخفية، ولكنها آسره وممتعة وموحية·· اللعب الفني هو هذه الستارة الشفافة المتوارية خلفها طبيعة الأجناس·· أنا لا أتقصد أيا منها سواء كان شعراً أو سرداً أو مسرحاً· كل ما يأتيني هو عفوي وراضخ لطبيعة العمل ذاته·· بكل بساطة يتسق مع طبيعته·· اللعب الفني في أساسه يحمل انضباط عناصره من دون تكلف منا·· يكفينا أن نحسن الإنصات، ونرهف حواسنا كلها لالتقاط نبضاته الجنينية الكامنة فينا·· ما علينا إلا الإنصات العميق والإتيان بكل الإشارات الوامضة في داخلنا·· والراكضة حول قناصها المتربص للحظة إشراقها الفالت· وعندما تأتي يجب أن ننساق لشروط طبيعتها الفنية، وان لا نقيدها ولا نفرض عليها الأفكار والتعقيدات الجاهزة في القوالب والمعلبات·· تركها لطبيعتها هذا هو سر عملي الفني، الاتساق والاتفاق الداخل والخارج معاً هو لعبتي الفنية· فضاء سديمي ؟ ما الذي يعنيه حضور الكويت كمرجع وكفضاء متخيل في أعمالك الشعرية والقصصية؟ ؟؟ لا أجد أي غرابة في الموضوع·· أنا كاتبة كويتية وشيء طبيعي حضور الكويت في أعمالي·· وكل الكتاب يفعلون ذلك·· لا تنفصل مشيمتنا عند الكتابة·· لأن وطن الكاتب هو المكان الذي يعيش فيه والذي تجري مياه حياته فيه·· كل ما في وطن الكاتب ينعكس عليه وكل شيء فيه يخصه له حصة فيه·· فكيف لا يكون هناك حضور لوطن الكاتب فيما يكتبه؟ هل الكاتب معلق في فضاء سديمي ليس له ارتباط به؟ حضور الكويت في أعمالي جزء مهم من حياتي، وكمكان له أهميته المرجعية في المحكي عنه· أنا لا افرض الكويت في كتاباتي، لأنني كما سبق أن قلت لا افرض قيودا أو شروطا من خارج النص على النص· ما يأتيني اخضع لشروطه· إذا حضرت الكويت في الكتابة فهذا يعني أن حضورها جاء طبيعياً وليس قسراً أو إقحاما مزيفا· هي جاءت خاضعة لشرطها الفني أولا، وليس لي· وأنا أيضا كاتبة خليجية وعربية وذلك واضح في كتاباتي، وبكل بساطة تجد الأمكنة الخليجية والعربية وسيرة الإنسان والمكان فيها· إنسانيتي واسعة وتحت مظلتها هناك مكان للجميع· ؟ من هي فوزية الشويش التي التقتها الرواية في ''رجيم الكلام'' وهي تبحث عن مادة نصها، أهي آخر الكاتبة الذي يريد مسافة عن راويته أم هي الكاتبة والآخر والبطلة في الآن ذاته؟ ؟؟ بالتأكيد هي الكاتبة والآخر وهي البطلة في الآن ذاته·· أحيانا هناك مسافة بين الكاتبة والآخر· وأحيانا تقترب المسافة حتى تكاد أن تذوب أو تنمحي، حين يصبح الهم واحدا، ويتلاشى الاختلاف عبر اتحاد الألم والانصهار في العذاب المشترك· وأحيانا الآخر هو مرآة اختلافنا، التي نرى فيها ما ينقصنا وما يختلف فينا· ووجوده في النص من ضروريات حياة النص وشريانه النابض·· الآخر في الرواية هو الرجل الناقصة لوقوف الطاولة التي لن تقف إلا بثلاث أرجل·· الكاتبة والآخر والبطلة في الآن ذاته· ديمومة الكلام ؟ كيف تقيمين الرواية العربية في الألفية الثالثة؟ ؟؟ صعب أن أقيمها لزمن لن أكون فيه·· ومتغيرات أسرع من الومض·· تحتاج إلى ساحر أو عراف يضرب في مندل ليكشف المستور في الألفية الثالثة·· ولكن ان استمرت طبيعتنا البشرية كما هي ولم تخضع للتغير في الجينات والسلوك التابع لها·· ربما تستمر عندها الرغبة في الحكي·· لأن الحكي طبيعة البشر ان لم يطالها التغير· ؟ هل الزمن زمن السرد أم زمن الشعر؟ ؟؟ هو حاليا زمن السرد، ولكنه ليس باستطاعته محو الشعر·· وبإمكان الشعر أن ينهض في أي لحظة تستدعيها الإنسانية؟ الشعر العظيم مقدس، ألوهي التأثير لا يماثله شيء·· ولكن الشعراء اختفوا·· أما الشعر فهو روح العالم ولن ينتهي أو يختفي وهجه· ؟ ما رأيك في حركة الكتابة النسائية العربية؟ ؟؟ هي في اتساع جميل وتنوع كبير وذات نكهة ومذاق مختلف عن الكتابة الذكورية·· أنا أحب البصمة النسائية في الكتابة العربية الحالية لأنها تختلف عن النمط الذكوري السائد في هذا المجال· ؟ ما رأيك فيما عرفته مؤخرا السعودية من وفرة الروايات المكتوبة بأقلام نسائية؟ ؟؟ هذه الوفرة مبشرة بالخير·· لأن الروايات في النهاية هي كشف وتسجيل وتأريخ لحظات معاشة مهدورة ما لم تحبس في ما بين ضفاف الكتب·· هذه الكتابة مهمة لأنها تنقل لنا حياة ونبض الناس والمكان في هذا الزمن، الآن وليس غدا·· كما أنها محررة ومخلصه لعذابات من يكتبها·· وهي تمثل حال الضرورة لأصحابها، وتحمل لنا ما لا نعرفه عن الآخر·· مشاعره وحياته وأسراره غير المعلنة· وبالتالي الزمن وحده قادر على التقييم، سوف يصطفي المهم ويبقيه·· وينتفي ما ليس له قيمة تُذكر· المهم أن تكون هناك الكتابات، والمد والجزر كفيلة به القيمة الفنية التي ستبقيه أو سيتم محوه· بحثا عن الرحابة ؟ هل صحيح أنك هجرت الشعر بحثا عن وهج لم تهيئه لك عوالم النص الشعري؟ ؟؟ هذا غير صحيح·· انتقالي إلى العالم الروائي هو التحليق في الفضاء الأوسع والأرحب والمتسع لكل طاقتي الفنية·· عالم الرواية وحده القادر على امتصاص طاقتي الشيطانية، وهو ما نصحني به الناقد الكبير د· صلاح فضل وما اكتشفه فيّ قبل أن اكتشفه بنفسي، ولذا طلب مني تركيز الطاقة على الرواية لأنها وحدها القادرة على ابتلاع كل الفنون·· وأنا لم أهجر الشعر بل سطوت على أجمل ما فيه وهو اللغة الشعرية·· المقتصدة والمشبعة بالإيحاءات والتأويلات السحرية، ووظفتها كلفة في السرد الحكائي بدلاً من السرد المترهل العادي· الشاعرة والروائية شاعرة وروائية وكاتبة مسرحية· أنجزت أول عمل مسرحي بعنوان: ''تداخلات الفرح والحزن'' عام 1990 إنتاج جامعة بغداد وعرض في مهرجان بغداد المسرحي عام ·1990 وفيه أُعلنت ولادتها كأول كاتبة عربية في المسرح التجريبي· صدر ديوانها الشعري الاول عن دار شرقيات في القاهرة عام ،1995 تحت عنوان ''ان تغنت القصائد أو انطفأت فهي بي''· لها في الشعر ''حارسة المقبرة الوحيدة'' ،1996 وفي الرواية ''الشمس مذبوحة والليل محبوس'' عام ،1997 ''النواخذة'' عام ،1998 و''في مرآتي يتشهين عصفور الذهب'' عام ،1999 و''مزون وردة الصحراء'' عام ،2000 و''حجر على حجر'' عام 2003 اضافة الى ''رجيم الكلام'' عام ·2007
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©