ديمة: نحن بحاجة إلى الأعمال الرومانسية لننعش روح الإنسان

تعترف الفنانة ديمة قندلفت بأنها مزاجية، لكنها تستدرك قائلة: أنا لست من اللواتي يتركن مزاجهن يتحكم بهن، وإن كنت لا أستطيع التحكم بمزاجي كل الوقت!. ومع ذلك فأنا قادرة دائماً أن أكون لبقة ومنسجمة مع نفسي في آن. وديمة التي لمع نجمها في السنوات الأخيرة عبر عدد من الأعمال الاجتماعية المميزة، فجرت مفاجأة أحدثت دوياً عندما أعلنت انسحابها من مسلسل (باب الحارة) لسببين: الأول عدم قبولها بالمفاهيم الرجعية التي يكرسها العمل بالنسبة للمرأة السورية، والثاني بسبب الخلاف المادي على الأجر. تقول: مع تقديري للنجاح الذي حققه مسلسل (باب الحارة)، ولجهود الممثلين والفنيين فيه، إلا أنني كممثلة ومواطنة سورية أقف ضد تكريس المفاهيم الرجعية، فيما يتعلق بالمرأة. وهذا هو السبب الجوهري والرئيسي لابتعادي عن المشاركة في بقية أجزاء المسلسل. أما السبب الثاني فهو الخلاف المادي؟! ولا تقتنع ديمة بأن المسلسل يعكس واقعاً كان موجوداً، وتقول: أبداً هناك الكثيرات من نساء دمشق خصوصاً وسوريا عموماً، كن متعلمات ومتحررات، بينهن المعلمة والطبيبة والممرضة، ثم عن أية حارة يتحدث هذا المسلسل؟. إنه يتحدث عن حارة غير موجودة في الواقع أصلاً. إنه نوع من الفانتازيا التي تسير إلى الخلف وبعقلية الرجوع إلى الوراء، لتخلق حارة مصطنعة لا تبوح إلا بعبودية المرأة ورضوخها للرواسب البالية ولعقلية الرجل المتخلفة. وأنا لا أستطيع الإسهام في تكريس واقع غير صحي، والعالم يتحرك من حولنا، ونحن نحتاج إلى خطوات للأمام، وإلى إلقاء الضوء على مشكلاتنا المعاصرة، وإلى تناول قضايا المرأة بشكل حقيقي. ولأن ديمة تدافع عن كونها أنثى حرة ـ كما تقول ـ فإنها تصرف جهدها في الأعمال الاجتماعية التي تتجه نحوها برغبة، لأنها تحاكي الواقع وتلامسه بطريقة ما. وهي أيضاً تميل إلى أعمال الحب والرومانسية بكل حالاتها، وتعتبرها أعمالاً جميلة ومهمة، ونحن بحاجة ماسة إليها. تقول: نتيجة عصر السرعة وتكنولوجيا الاتصالات والزحمة التي يعيشها العالم على كل صعيد جرى قتل للرومانسية، ونحن بحاجة إلى أعمال رومانسية لننعش روح الإنسان، بعد الضغوطات التي يعانيها الفرد واختلاف القيم والمبادئ. ويجب أن تكون أعمالنا الاجتماعية بقعة ضوء تسلط على الحب بكل درجاته، لأن الحب أسمى ما في الوجود، وهو الذي يضيء النفس رغم الواقع السوداوي الذي تعيشه الإنسانية. وهل تستطيع الأعمال الرومانسية أن تنعش روح الإنسان المعاصر حقاً؟ تقول ديمة: لماذا نجحت المسلسلات التركية؟ ببساطة لأنها التفتت إلى الرومانسية ومشاعر الحب عند الإنسان، كما أن الأعمال الرومانسية ليس مطلوباً منها أن تقدم الحلول، بل أن تضيء المشاعر الإنسانية الحقيقية، وتنقل المشاهد من عالم الماديات وصراعاته، إلى عالم النفس الحقيقي. (ديمة) المتمردة التي ترفع راية المشاعر الإنسانية والرومانسية، ومناقشة قضايا العصر، تنهمك حالياً في تصوير دورها في مسلسل (سحابة صيف) مع المخرج مروان بركات، كما تنهمك مع المخرج سمير حسين في أداء دورها في مسلسله الجديد (قاع المدينة)