الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي «الانطلاقة» الإماراتي يؤهل الشباب والشابات في فن الخطابة

نادي «الانطلاقة» الإماراتي يؤهل الشباب والشابات في فن الخطابة
31 مايو 2009 01:45
ثقة بالذات، لغة سليمة من الشوائب، حركة جسد مدروسة، ومضمون جذاب، كلّها صفات على كل خطيب أن يتمتع بها من أجل التأثير في جمهوره، وقد لمع عبر التاريخ مؤثرون استلموا زمام القيادة، اشتهروا بأسلوبهم البارع في الخطابة، وفي تحقيق التواصل مع جمهورهم. منهم من جاء بالخير لشعبه ومنهم الذي قاده إلى الهلاك، ومن هنا خطورة امتلاك الكاريزما التي تجذب الناس عفوياً، وملكة الخطابة التي قد تقنع الناس بموضوع، لو جاء على لسان أحد آخر لا يمتلك صفات الخطابة وقدرة الإقناع لما اهتم به أحد. في أبوظبي، كثرت نوادي الخطابة كما في كل إمارات الدولة، ولكنها كانت في الغالب تركز على الوافدين ولا تعتني بالمواطنين، إلى أن اجتمعت مجموعة من الشباب من خريجي الجامعات دراسات عليا، وقرروا تنظيم دورات للمواطنين (وهذا لا يعني أنها حصرت بالإماراتيين من دون سواهم) في فنون التواصل والخطابة، فكان أن أسسوا نادي الانطلاقة في العام 2006، وتوجوا هذا العام بتأسيس ناد آخر للخطابة باللغة العربية، وبتنظيم الموتمر العالمي للخطابة الذي عقد لأول مرة في أبوظبي. نادي الانطلاقة لم يقتصر على التواصل المحلي، فقد بات من ضمن المنظمة العالمية للخطابة التي أسسها رالف شميدلي في كاليفورنيا العام 1924، واسمها «توست ماسترز» Toast Masters. توالى على رئاسة النادي عدة أشخاص، أولهم انتصار العامري ومن ثم حميد الحمادي وعيسى العلي، والأخير مثل المنطقة على مستوى الخليج ونال العام الماضي جائزة الخطابة الذهبية. النادي، كما أشرنا، غير مغلق، إنما يسعى لتشجيع المواطنين للانضمام إليه بعد أن كان إقبالهم على نواد مماثلة نادراً. ويقول حميد الحمادي ل»لإتحاد» إنَّ النادي «الذي بدأ باللغة الإنجليزية، افتتح فرعاً آخر هذا العام يترأسه نوح الحمادي، ويختص باللغة العربية في الخطابة». ويشير إلى أنَّ طموح النادي هو ادراج اللغة العربية، لتكون معتمدة العام 2015 في برنامج توست ماسترز العالمي، كي تصبح اللغة التاسعة المدرجة في هذا البرنامج. مراحل متدرجة يوضح الحمادي أنَّ هدف البرنامج الأساسي هو تطوير مهارات الاتصال والقيادة لدى الأفراد، والعمل على تخريج متحدثين أكفاء من خلال مشاريع يتم توكيلها لهم، والعمل في كل مشروع وهو عبارة عن خطاب على تقييم تطوير الذات والثقة بالذات والقراءة الجيدة ولغة الجسد المدروسة والنبرة غير الروتينية والوقفات المؤثرة (الفواصل والنقاط)، وعلى عكس ما يعتقده البعض، أشار الحمادي إلى أن التحدث على التلفزيون أسهل بكثير من التحدث عبر الإذاعة، والسبب أن لغة الجسد والوجه تساعد المتحدث عبر الشاشة، في حين أنها غير متوفرة في الإذاعة ما يستدعي جهوداً إضافية للتأثير في الجمهور من خلال الصوت وطريق التحدث أو الإلقاء. ولفت الحمادي إلى أنَّ النادي يمنح شهادات للذين ينجزون المشاريع العشرة، ولا ينتهي الأمر هنا، فهناك تخصصات أخرى، ودرجات أعلى إذ يتدرج المتابع للدورات التدريبية التي ينظمها النادي من متحدث كفؤ إلى قائد كفؤ ومتحدث متمرس وقائد متمرس، كما أن هناك مراحل منها البرونزية والفضية والذهبية في إطار التواصل والقيادة. وتوقع شهادات الذين يتدرجون في التواصل والقيادة من قبل المنظمة العالمية توست ماسترز. إنجازات مبكرة بدايات النادي كانت في غرفة صناعة وتجارة أبوظبي، وقد ساهم في مراحل التأسيس وصولاً إلى استقدام المؤتمر العالمي السنوي لينعقد في أبوظبي الدكتور ناصف الظفاري، حيث يقول عنه الحمادي:«لقد شجعنا وسهل لنا تأسيس النادي، وساعدنا باذلاً جهودا حثيثة أثمرت في تنظيم المؤتمر العالمي هنا في أبوظبي». لاحقاً انتقل النادي إلى مركز خاص به وفرته شركة الدار في أحد مبانيها التي أبدت رغبتها برعاية النادي من ضمن برنامجها «ليد» Lead الذي يلتقي في أهدافه مع النادي. ومنذ خمسة أشهر، تأسس نادي الخطابة العربي المخصص للخطابة باللغة العربية، والذي يجتمع في غرفة صناعة وتجارة أبوظبي، لذا سمّي بنادي الغرفة. ويلخص الحمادي انجازات النادي منذ تأسيسه، معتبراً أنَّ أهمها فوز عيسى العلي بالمركز الأول على مستوى أبوظبي فالإمارات ككل، ما أهّله لتمثيل الدولة فكانت المرة الأولى التي يمثل فيها الدولة للخطابة باللغة الإنجليزية، مواطن منها وليست الإنجليزية لغته الأم. تحولات ملحوظة معظم أعضاء نادي الانطلاقة هم خريجو دراسات عليا، منهم المهندسون كما الحمادي (مهندس ميكانيكي، خريج جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية)، والإعلاميون ومديرو الأعمال وسواها، ويبلغ عدد الأعضاء نحو 40 عضواً يجتمعون أسبوعياً ويطورون مهاراتهم، وينظمون دورات تدريبية لكل المراحل، كما أن مساهمات الأعضاء المادية حددت بشكل رمزي، وهي عبارة عن مائة درهم كل ستة أشهر. أما في البدايات وقبل تولي «الدار» رعاية النادي، كان الأعضاء يلجأون إلى نفسهم لتأمين مصاريف المدربين والدورات التدريبية، واستقدام المجلات المتخصصة التي تصدر عن المنظمة العالمية. واليوم، يصدر النادي مجلته الخاصة وينطلق للتنافس عالمياً ولتعزيز اللغة العربية. وربما لم يحدث بالنسبة لبعض الأعضاء في النادي تغير «دراماتيكي»، على حد قول الحمادي، لناحية تعزيز الثقة بالذات والتمكن من الخطابة بشكل تتحقق فيه شروط التواصل والخطابة، لكن ثمة من عاين هذا التحول والتغير بعد تدرجه في مشاريع النادي، وثمة من ساعده النادي من خلال برنامجه لتحقيق أهداف أخرى في حياته الخاصة والمهنية. الثقة بالذات يتحدث الحمادي عن السبب الأساسي لإنشاء النادي، فيقول:«تم اختياري في العام 2005 لتمثيل الدولة في برنامج «سفينة شباب العالم» الذي عقد في اليابان. كان عليَّ بطبيعة الحال أن ألقي كلمة وخطابات أمام وفود من معظم دول العالم وأمام رؤساء دول. فرحت أبحث عن دورة تدريبية تولي هذا الشأن اهتمامها، وتعرفت على الدكتور ناصر الظفاري، وعرّفني على البرنامج. فاقترحت الفكرة على عدد من أصحابي فلاقت استحسانهم، وهكذا بدأنا». ويضيف:«لقد اكتسبت شخصياً ثقة أكبر بالنفس، وعرفت أنَّ المنبر حين يتوفر لي اعتلاؤه للحديث مع الجمهور هو فرصة بحد ذاتها لإيصال فكرة، وللتوجيه نحو هدف ما بأسلوب جذاب ومؤثر، بينما يخاف كثيرون من المنبر، ولا يصدقون كيف ينهون إلقاء كلمتهم كي يعودون إلى الجلوس». ويشير إلى أنه طوّر مهارات متعددة ومنها المهارات القيادية التي سنحت له فرصة اكتسابها بالخبرة من خلال ترؤس النادي لمدة سنة، وهي المدة الرئاسية المقررة، حيث يتم انتخاب رئيس كل عام. ويرى الحمادي أنه عبر التاريخ، وبغض النظر عن موقفه من تاريخ بعض الشخصيات، برز أشخاص وتمكنوا من قيادة العالم أو بلدانهم بفضل قدرتهم على التواصل والتأثير على الجمهور وامتلاكهم لفن الخطابة في أسلوب توجههم للجمهور، وأعطى أمثلة عن أدولف هتلر ومالكولم اكس، وصولاً إلى الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما الذي ساهمت طريقته في الخطابة وفي التواصل مع الجمهور إلى زيادة نسبة الاقتراع لصالحه، ونجاحه بغض النظر عن برنامجه الانتخابي ذاته
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©