نجوم المطاعم

حينما تسافر بين مناطق الدولة ويقرصك الجوع وترغب في تجربة وجبة غداء لذيذه في منطقة خورفكان أو عجمان أو منطقة الظفرة أو في جزيرة دلما، فإنك تسأل بعض أصدقائك لإرشادك لأفضل مطاعم المنطقة وعلى حسب ذوق صديقك تنجح أو تفشل التجربة، وحينما ترغب في الذهاب لمطعم في أبوظبي أو دبي أو بقية الإمارات من تسأل؟ وكيف تضمن أن تجربتك في ذلك المطعم سوف تكون متميزة؟ هناك حدث مهم يقام كل عام للمطاعم المرموقة حول العالم، وهو موعد نشر دليل «ميشلان» لتصنيف المطاعم ويعتبر الطهاة أن تصنيف نجوم ميشلان يعتبر بمثابة الأوسكار لمهنتهم والقليل من يحصل على نجومه، فمثلاً تقييم نجمة يعني «مطعم جيد جداً ولن تندم عليه»، وتصنيف نجمتين تعني «أكل ممتاز يستحق تغيير طريقك من أجله»، أو ثلاث نجوم، وهو قمة القمم، وتعني أنه «مطعم متميز يستحق زيارة خاصة ولو كنت على قائمة الانتظار 3 أشهر»، فالأطباق تأتي إلى المائدة مثل القطع الفنية التي بذل فيها الشيف جهداً لكي تلهب الحواس، والخدمة تكون ملكية. ابتكرت شركة ميشلان للإطارات دليل المطاعم في عام 1900، كوسيلة لتشجيع سفر السيارات بين فرنسا ودول أوروبا، وبالتالي رفع الطلب على شراء الإطارات التي تستهلك على الطريق وأثناء تبديل الإطارات يمكنهم تجربة وجبة من مطعم استحق أن يكون في قائمة ميشلان، وتهتم المطاعم بالتصنيف السنوي لأن اكتساب نجمة أو فقدانها يمكن أن تكون له نتائج هائلة على مصير المطعم، ويحسب لدليل ميشلان أن باحثيه يذهبون خفية إلى المطاعم من أجل تصنيفها، كما يدفعون ثمن وجباته لضمان الحيادية وعدم التواطؤ مع المطاعم المصنفة. لذلك تجد الكثير من الدول تشجع مطاعمها المرموقة لتتنافس على إحدى نجمات ميشلان لوضع مطاعم هذه الدولة على خريطة السياحة الغذائية. ونحن لماذا لا توجد لدينا مثل هذه التصنيفات، لقد نجحنا في تصنيف بعض مؤسساتنا الحكومية بعدد النجوم بهدف رفع مستواها، ولكننا حتى الآن تعاني مطاعمنا من تصنيف «لم ينجح أحد»، فمعظمها نفس الطعم والشكل والخدمة مع فارق السعر، فلماذا لا يكون لدينا دليل لتصنيف المطاعم في كل مناطق الدولة مثل دليل «أدنوك للزوار» باعتبار انتشار محطاتها على كل طرق الدولة.