الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسطينيات يدرن مطعماً خالياً من «العاملين الرجال» في غزة

فلسطينيات يدرن مطعماً خالياً من «العاملين الرجال» في غزة
31 مايو 2009 01:38
بسبب الفقر المتفشي في غزة، والحصار الضارب عليها منذ أكثر من عامين وتقطع سبل العيش بهن كسرت نساء فلسطينيات حاجز العادات والتقاليد الذي يقف حائلاً أمام مشاركتهن في أعمال عدة، وافتتحن أول مطعم «نسائي» في قطاع غزة يقدم الوجبات. ورغم أن المرأة الغزية مازالت هي المسيطرة على مطبخ الأُسرة، فإنها محرومة تماماً من العمل في المطابخ والمطاعم، التي تنتشر بكثرة في محافظات القطاع الساحلي، وتقدم الوجبات إلى زبائنها. إلى ذلك، تقول مسؤولة جمعية اتحاد المرأة شمال القطاع، كفاح جمعة المشرفة على المشروع: إن مطبخ «الأيادي النسوية» يأتي تقديراً لجهود المرأة في إحياء التراث الفلسطيني، والحفاظ على مأكولاته الشرقية الأصيلة، مؤكدة أهمية هذا المشروع النسوي الذي يمثل خطوة على صعيد تحرر المرأة الاقتصادي. وتضيف جمعة، مديرة جمعية اتحاد المرأة الفلسطينية في بيت لاهيا وهي فرع من الجمعية التي تتخذ من مدينة غزة مقراً رئيسياً لها: «فرع الجمعية في بيت لاهيا افتتح قبل سنة واحدة وفي هذه السنة استلمت الجمعية العديد من المشاريع من المؤسسات والجهات المانحة ومشروع المطبخ النسائي أو ما يسمى بمطبخ الأيدي النسوية فقد قدمه الصليب الأحمر مشروعاً للجمعية نظراً لأن منطقة بيت لاهيا منطقة مهمشة وتعاني أكثر من كل المناطق من تقطع سبل العيش كونها منطقة حدودية». وعن الهدف الأساسي من إنشاء المطعم تقول جمعة: «كثير من النساء يعلن أسرهن دون أن يكون لهن أو لأزواجهن دخل ثابت فالمطبخ أو المطعم النسوي الذي يضم 5 سيدات حالياً كونه لم يكتمل بعد فهو يحتاج للمزيد من الأغراض والأدوات وسيتم ضم عشر سيدات اخريات علماً بأن كافة السيدات العاملات في المطبخ يشترط لقبولهن للعمل في المطعم الذي يقدم خدمة التوصيل المنزلي»الهوم ديلفري» أن يكن أرامل أو مطلقات يعلن أسرهن ولا يوجد لهم دخل ثابت». المطعم والذي لم يمر على افتتاحه سوى أربعة أشهر يعمل بشكل جيد جداً وإن كان هنالك نقص في الأغراض والأدوات الموجودة بسبب ارتفاع الأسعار والحصار الذي يمنع دخول المواد الأساسية والتجهيزات وكذلك عدم توفر الدعم المالي للمشروع الكافي والمستمر، وفق جمعة. وعن اختراق المرأة للعادات والتقاليد التي حرمتها حتى الأمس القريب من افتتاح مطعم لها في غزة، قالت جمعة: «الناس متفهمون والعادات والتقاليد متمسكون بها، ولكن هناك ضروريات، وهناك معاناة وفقر تعيشهما المرأة الغزية نتيجة الحصار». ويسعى المطبخ كمشروع اقتصادي إلى تحقيق هدفين: الأول اقتصادي، يتمثل في توفير دخل للنساء العاملات في هذا المشروع، والثاني: اجتماعي، عبر تحسين ظروف حياة النساء وتمكينهن من المشــاركة في صنع القرار داخل أسرهن، وتطوير دورهن في المجتمع كله. وتقول جمعة، إن المطبخ مفتوح أمام جميع شرائح المجتمع، ولن يقتصر على التعامل مع النساء فقط، مشيرة الى أن وجبات المطبخ ستقدم في الأفراح ومناسبات كثيرة أخرى ويقدم المطبخ المأكولات الفلسطينية المتميزة منها: «المفتول، وورق العنب، المعمول الفلسطيني، والحلويات»، في حين تطمح النساء القائمات عليه إلى تطويره فإنهن لا يجدن غضاضة من تقديم الوجبات السريعة إلى الزبائن، وإيصال الطلبات للمنازل مستخدمات أقدامهن لعدم قدرتهن على توفير وسيلة مواصلات سريعة ورخيصة، وفي الأماكن البعيدة يستخدمن سيارات الأجرة ولكن هذه عوائق لن تقف أمام أول مطعم يخترق الممنوع في غزة. ويسعى اتحاد المرأة إلى تعميم تجربة المطبخ على محافظات القطاع، للتأكيد على دور النساء الإنتاجي المهم والمهمش خاصة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الجميع
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©