الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهاجرون الأتراك··· عام الإنجازات السياسية

المهاجرون الأتراك··· عام الإنجازات السياسية
24 ابريل 2008 01:52
بعد فراره من تركيا حين كان شابا، اكتشف ''ترجت يوكسيل'' أنه في ألمانيا أيضا يوجد شباب يعاني من انعدام العدالة الاجتماعية، فقرر الانضمام إلى ''الحزب الديمقراطي الاجتماعي''، مستعملا ''الهيب هوب'' وكرة القدم لجسر الانقسامات العرقية بين الشباب، أما ''أيجول أوزكان'' -التي كان يعمل والداها التركيان في الخياطة- فتساعد المهاجرين الشباب على إطلاق مشاريعهم التجارية من خلال ''منتدى المقاولين الأتراك'' الذي أسسته· هذان الشخصان، اللذان انتخبا هذا العام في انتخابات فريدة بالنسبة للسكان الأتراك في ألمانيا، يمثلان جيلا جديدا من الساسة في هذا البلد، حيث يدخل هؤلاء الساسة اليوم الحياة السياسية الألمانية حاملين معهم رؤيةً جديدة بخصوص سلسلة من المواضيع، وفي هذا الإطار يقول ''كارل هينز مايير براون'' -المتخصص في الهجرة والاندماج بإذاعة ''بابليك راديو'' الألمانية-: ''لقد عشنا لقرابة قرن جنبا إلى جنب، ولكن في عوالم منفصلة''، مضيفا ''ما نراه اليوم، فهي ألمانيا وهي تواجه أخيرا دورَها كبلد هجرة''، قبل عشر سنوات، كان الألمان من أصول مهاجرة غائبين تقريبا عن السياسة، أما اليوم، فإن ستة منهم منتخَبون في البرلمان الأوروبي في ''ستراسبورغ'' و11 في ''البونديستاغ'' (البرلمان)، و37 في برلمانات الولايات، والمئات في مجالس المدن الكبرى من بريمن إلى ''شتوتغارت''، كما احتفت ''شبكة المسؤولين المنتخَبين من ذوي الأصول التركية'' خلال اجتماعها في ''شتوتغارت'' يوم السبت بحدث سيتذكره التاريخ في ألمانيا، وهو انتخاب أول عضو في برلمان ولاية ''هيس'' مولود في تركيا، وانتخاب أول مشرعة من ''الحزب الديمقراطي المسيحي'' من أصول تركية (أوزكان) في هامبورغ، في بلد حيث يميل المهاجرون عادة إلى الأحزاب اليسارية، وفي هذا السياق يقول ''أندرياس ووست'' من ''مركز البحوث الاجتماعية الأوروبي'' في ''مانهيم'' المتخصص في المهاجرين ودورهم السياسي: ''إننا لم نعد نتحدث عن المهاجرين، وإنما عنهم''· حتى عهد قريب، كان العمال الضيوف -الذين جاءوا لإعادة إعمار المانيا بعد الحرب- وعائلاتهم يُتركون في الغالب على هامش المجتمع، حيث كانت سياسة الجنسية التي كان معمولا بها في السابق، والتي كانت تفضل العرق على بلد المولد، تجعل من الصعب على السكان من أصول تركية، البالغ عددهم 2,7 مليون نسمة، الحصول على الجنسية، بيد أنه في 2005 تبنى ائتلاف المستشارة أنجيلا ميركل -''التحالف الكبير''- أول قانون هجرة في البلد، وهو ما عبد الطريق لتدابير الاندماج مثل إنشاء وزارة فيدرالية وبرامج ومبادرات من قبل الولايات من بينها تقديم دروس في اللغة والتربية الوطنية، كما عقدت ''ميركل'' هذا العام ''قمة الاندماج'' السنوية الثالثة و''مؤتمر الإسلام''، هذا في وقت قال فيه وزير الداخلية ''وولفجانج شاوبل'' إن الإسلام هو جزء من المجتمع الألماني، وتعليقا على هذا الأمر يقول ''مايير براون'': ''كان ذلك شيئا ثوريا يصدر عن رجل محافظ يَعرف أن الناخبين المحافظين الذين انتخبوه لن يكونوا سعداء، ولكن ذاك هو واقع الحال، وها نحن أخيرا نواجه الواقع''· ومع ذلك، فما زال ثمة طريق طويل ينبغي قطعه حيث يقول ''جيم أوزدمير'' -الذي يعد أول نائب في ''البونديستاغ'' مولود في تركيا-: ''هناك الكثير من انعدام الثقة''، ففي ''شتوتغارت'' مثلا، حيث نصف الأطفال هم من أصول أجنبية، فإن اثنين فقط من أصل أعضاء مجلس المدينة الستين لهم أصول تركية، وعلى الصعيد الوطني، يعد 2 في المائة فقط من البرلمانيين من أصول مهاجرة، مقارنة بنسب أعلى في باقي الدول الأوروبية، ويحكي ''يوكسيل'' أنه واجه مقاومة في سعيه للحصول على ترشيح حزبه إذ يقول: ''كان ثمة أشخاص قالوا لي: ''إنك شخص جيد وطموح، ولكن اسمك غير مناسب''، ولكن تدريجيا، يقول ''ووست'': فإن ''الحزب المحافظ بدأ يدرك أنه سيكون ثمة عدد متزايد من الأشخاص من أصول أجنبية في صفوف الناخبين، والذين سيحاولون القيام بتغيير براجماتي''، فـ''أوزكان'' -على سبيل المثال- رأت بأن ''الاتحاد الديمقراطي المسيحي'' يطبق رؤيتها الاقتصادية على أحسن وجه، وكانت تنظر إلى ما هو أبعد من ''تُركيتها''، تقول أوزكان: ''إن الاندماج عملية شاملة''، مضيفة ''أن يرى الحزب أنه لا توجد مشكلة في ترشحي كامرأة، وامرأة من أصول مهاجرة، فذاك كان أهم بكثير بالنسبة لي من الانتخابات نفسها''· عندما انتُخب ''أوزدمير في ''البونديستاغ'' عام ،1994 كان انتخاب شخص ما مثل ''أوزكان'' من ''الاتحاد الديمقراطي المسيحي'' واحدا من الأمور التي لا يمكن التفكير فيها، وفي هذا الصدد يقول ''أوزدمير'' -الذي أصبح عضوا في البرلمان الأوروبي-: ''اليوم أصبح من العادي أن يكون لكل الأحزاب السياسية أشخاص من أصول مهاجرة''، مضيفا ''لقد غُطي الفرع التشريعي اليوم، حيث تمت تغطية البرلمانات المحلية والإقليمية والوطنية، وبالتالي، فالخطوة المقبلة هي الفرع التنفيذي: أن يكون لدينا عضو في الحكومة من أصول تركية''· إيزابيل دي بوميرو- فرانكفورت ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©