الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رمد في العين ؟

23 فبراير 2011 21:43
تلزمني وشائج قديمة ربطتني بوثاق خاص مع نادي العين أن أسأل مجروحاً ومتحيراً عن هذا الذي أصاب البنفسج في موسمه هذا، فأحاله إلى فريق متذيل للترتيب ومهدد حسابيا بفقدان مكانته بين صفوة الأندية الإماراتية. أخذت علما ذات وقت بحالة الاحتباس التي كان يشكو منها نادي العين، وبما لازمه من سوء حظ في مباريات بعينها، ولكنني عندما تعمقت في قراءة الحصيلة إلى حدود الجولة الثالثة عشرة، أصبت بالذهول المفضي رأسا إلى طرح الكثير من الأسئلة القاسية على النفس، فالعين لا يملك من النقاط سوى 11 من أصل 39 نقطة ممكنة، لم يفز سوى في مباراتين، والأدهى والأمر أنه حقق هذين الفوزين في أولى مباراتين له، ما يعني أنه لم يحقق الفوز في آخر أحد عشر لقاء، ولو أضفنا لهذه المحصلة القاتمة هزائم بحصص عريضة أمام بني ياس (صفر-3) واتحاد كلباء (1-4) والجزيرة (صفر-4)، فإننا سنقف حيثما على هول وفظاعة المشهد. قطعا لا أريد أن أعكر على العيناويين فرحة عبورهم الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا بعد الفوز العريض بأندونيسيا على نادي سيرويجايا، والأفق الذي يفتحه والعين يدخل دور المجموعات بحلم استعادة طيف سنة 2003 الجميل عندما كان العين أول نادٍ إماراتي يضع على رأسه تاج آسيا، ولكنني وفاء لعهد قديم والتزاما بأمانة رياضية لا أريد أن أتملص من أدائها، أطرح سؤالا مركبا. بماذا نفسر ضحالة وضعف المحصلة الفنية للعين في الدوري الإماراتي؟، في أي سياق نقدي نضع هذا الارتباك الغريب؟، هل نعتبر أن النزيف الحاد هو نتاج لمرض عضوي أم نتاج لحالة مرضية عرضية عابرة؟، كيف يمكن التعاطي مع أزمة النتائج.. هل نعتبرها أزمة هيكلية أم أزمة اختيارات فنية؟. بصرف النظر عن أن هذه الوضعية حتى لو وصفت بالشاذة أو بالاستثنائية تحتاج فعليا إلى قراءة عميقة ومتأنية متبوعة بنقد ذاتي صارم وقاس، فإن ما يحتاجه نادي العين إشهار حالة طوارئ قصوى تجبر النادي قاعدة وقمة على الزيادة في التعبئة لرفع الضرر ورأب الصدع النفسي، فقد تكون الكثير من النتائج السلبية التي يحصدها نادي العين نتاج فقدان صريح للثقة بالقدرات أكثر ما هو نتاج لإفلاس المنظومة التقنية. يكون من الضروري في ظروف حرجة أن يرفع محيط العين بكامله الضغط عن لاعبيه وعن جهازه الفني بكل الصيغ التي يرتضيها، لأن من أولى أولويات وقف النزيف هو التشبع بالأمل الجماعي وطرح كل أشكال الإحباط والخنوع، وطبعا بعد أن يستعيد العين توازنه ويخرج من حالة الغيبوبة يكون لزاما أن يعاد طرح الأسئلة التي تستفهم النفس والمحيط عن أسباب التراجع، بخاصة عندما يكون نادي العين هو من صدر لكرة القدم الإماراتية ولكرة القدم في منطقة الخليج نموذجا حداثيا في مطابقة ناد مع خصوصياته البيئية والرياضية، فما أعرفه أن الخبرات الفنية عالية الجودة والكفاءة التي جيء بها ما أمرت إلا لتستحدث الوسائل الكفيلة بملاءمة نادي العين مع محيطه على مستوى التكوين أو على مستوى التأهيل أو على مستوى الاستثمار في العنصرين البشري والمادي. لست من دعاة تحطيم الخيمة وإسقاط الهرم لمجرد تداعي نتائج سلبية هي من طبيعة كرة القدم المتفردة، ولكنني مع تحويل السقطات إلى حافز قوي لتصحيح المسار وللانطلاق من جديد على أسس سليمة، وذاك هو خيار العين الوحيد والعاقل. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©