واشنطن قلقة من اتفاق سلام بين إسلام آباد و طالبان الباكستانية

أبدت الولايات المتحدة أمس ''قلقها'' من احتمال ابرام اتفاق سلام بين الحكومة الباكستانية وحركة ''طالبان'' الباكستانية الناشطة في مناطق القبائل المضربة شمال-غربي باكستان· وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ''نحن قلقون· وما نشجع الباكستانيين على فعله، هو مواصلة القتال ضد الإرهابيين وعدم وقف أي عمليات أمنية أو عسكرية جارية الآن وذلك من أجل الحيلولة دون إيجاد ملجأ آمن للإرهابيين هناك''· وقد ذكرت مصادر رسمية في بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية أمس أن الحكومة الباكستانية الجديدة تعد مشروع اتفاق سلام مع قادة في ''طالبان، بينهم قريبون من تنظيم ''القاعدة'' ومسؤولون عن سلسلة هجمات في مناطق القبائل· وقال مسؤول أمني باكستاني كبير لوكالة ''فرانس برس''، رافضاً كشف هويته ''نتقدم سريعاً نحو اتفاق سلام مع حركة طالبان في باكستان خلال مفاوضات غير مباشرة''· وأوضح ''بموجب مشروع الاتفاق، يتخلى الجانبان عن التقاتل وينسحب العسكريون من بعض المناطق، فيما يحجم المقاتلون الإسلاميون عن مهاجمة الجيش''· وأكد المتحدث الرئيسي باسم الحركة مولوي عمر هاتفياً للوكالة ذاتها أن هناك مفاوضات مع الحكومة''· وقال ''تم تجاوز مراحل مهمة، لقد قبل كل من الطرفين غالبية طلبات الطرف الآخر ونأمل في التوصل إلى إعلان إيجابي خلال بضعة أيام''· في غضون ذلك، جددت باكستان وأفغانستان المجاورة التزامهما بمكافحة الإرهاب خلال محادثات أجراها وزير الخارجية الأفغاني رانجين دادفار سبانتا مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي ورئيس الوزراء يوسف جيلاني والرئيس الباكستاني برويز مشرف· وأسفرت هجمات شنتها حركة ''طالبان'' الأفغانية في أنحاء أفغانستان عن مقتل 13 شخصاً وإصابة آخرين بجروح ومقتل 15 متمرداً· وذكر عدد من قادة شرطة ومسؤولون إقليميون أن 5 رجال شرطة و13 متمرداً قتلوا وأصيب 7 رجال شرطة بجروح خلال اشتباك بعدما هاجم مسلحو ''طالبان'' مركز شرطة في ولاية كونار شرقي البلاد بالقرب من حدود باكستان· وقتل ثلاثة رجال شرطة بانفجار عبوة ناسفة تحت مركبتهم في ولاية بادغيش جنوب-غرب أفغانستان· وفجر انتحاري نفسه في مركز للشرطة في مقاطعة جيريشك بولاية هيملند جنوبي البلاد فقتل معه شُرطيَيْن وأصاب ثلاثة آخرين بجروح، فيما أسفر هجوم مماثل وسط سوق في بلدة سبين بولداك بولاية قندهار جنوبي البلاد عن مقتل 3 مدنيين مع مفجر الانتحاري وإصابة 15 شخصاً بينهم ضابط أمن وثلاثة من عناصر الاستخبارات بجروح· وأعلن المتحدث باسم ''طالبان'' يوسف أحمدي، خلال مكالمات هاتفية مع وكالات أنباء غربية، مسؤولية الحركة عن الهجمات· من جانب آخر أعلن المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة الأمنية في أفغانستان ''إيساف'' التابعة لحلف شمال الأطلسي، مارك لايتي أن غالبية هجمات ''طالبان تقع فقط في ربع أراضي ذلك البلد· وقال لصحفيين في العاصمة كابول: إن ''إيساف'' تقر بتصاعد العنف منذ أقل من عامين، لكنها تعزو ذلك الى تصعيد هجماتها ضد المتمردين· وأوضح ''هناك مزيد من المعارك، مزيد من الحوادث، لكن السبب هو ارتفاع أنشطتنا بنسبة 300 في المئة· التمرد خطير لكنه ليس منتشراً في كل أنحاء البلاد''· كما أكد المتحدث العسكري باسم القوة الجنرال كارلوس برانكو أن 96% من أنشطة المتمردين والمعارك تقع فقط في 25%'' من أقاليم البلد وخصوصاً في الجنوب والشرق·