يستضيف فندق قصر الإمارات حالياً معرضاً تشكيلياً يصور الحياة الفنية والثقافية لقصر جيراغان كمبينسكي في استانبول بهدف التعريف بروائع الحضارة العثمانية.
وافتتح المعرض هنري بلين المدير العام لقصر جيراغان كمبينسكي اسطنبول بحضور هانز اولبرتز مدير عام قصر الإمارات وعدد من الإعلاميين والصحفيين والفنانين التشكيليين من الإمارات وتركيا. وقال بلين إن القصر يعتبر مكاناً هاماً للفنون التشكيلية وبات موطناً لأكثر من 20 فناناً معروفاً علي مستوى العالم. وأضاف أن القصر اتخذ الآن خطوة أخرى وقام بعروضه الأولى إلى أبوظبي وهي عبارة عن الأعمال الفنية للفنان العالمي الشهير حكمت باروتجوغيل في «فن الترخيم- الإبرو» والتي تشتمل علي 30 قطعة فنية.
ويعتبر المعرض المقام حالياً في فندق قصر الإمارات علامة فارقة لقصر جيراغان كمبينسكي، قصر الإمبراطورية العثمانية المنشأة في أماكن العمل من القرن 19، وتماشياً مع فلسفة كمبينسكي فإن التراث الثقافي هو ضرورة وليس ترفاً.
ويقول بلين إن تنفيذ قصر كمبينسكي مهمته بنجاح كونه مركز الفن والثقافة مع العديد من الأنشطة الثقافية الأخرى على مدار السنة بما في ذلك المعارض الفنية والمحاضرات والحفلات الموسيقية وقراءات الكتاب والعديد من الأنشطة الثقافية وذلك كجزء اسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية 2010.
ويعتبر فن «الإبرو» واحداً من أقدم فنون الورق التركية والمعروفة في أوروبا باسم «الترخيم» أو «الورقة التركية»، وقد استخدم هذا الفن في أعمال الخلفيات والحدود في الخط العربي. أما اليوم فيعتبر فن «الإبرو» الفن التجريدي والبلاستيكي.
وبدأ حكمت باروتجوغيل دراسته في الفنون في أكاديمية الدولة للفنون الجميلة في كلية الفنون التطبيقية الصناعية الرئيسية في تصميم المنسوجات. ولدى لقائه مع البروفيسور أمين بارين، قال إنه يفتش عن الخط التقليدي (الخط)، وحينها «اكتشف» الفنون الجميلة من الترخيم من فن «الإبرو» الذي أصبح عشق حياته لاحقاً. وقد واصل أبحاثه وتجاربه على الترخيم خلال السنوات الثلاث التي قضاها في إنجلترا لدراساته العليا بين عامي 1978 و 1981.
والفكرة الأساسية للفنان باروتجوغيل هو أن الفن يجب أن يكون في حياة الناس اليومية من أجل بقائه حياً وبناء على هذا الأساس قام بإعادة تحديد جوانب فن «الإبرو» مع نهج علمي وتمكن من نقل فن الترخيم ودمجه في الاختصاصات الأخرى من العمارة إلى الحرف الشعبية.
وقال إنه نقل عدداً كبيراً من التجارب والأبحاث الغير العادية على الترخيم والورق، وأنشأ أسلوبه الفريد من نوعه في هذا المجال، والمعروف باسم «إبرو بارود».
وقد اشترك في المعرض المئات من الأحداث المهمة المتعلقة بهذا الفن والفنون التقليدية، وقدم الدورات والحلقات الدراسية القصيرة في كثير من البلدان من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وألمانيا ومصر وإيران.
«ومن خلال جهودنا الرامية إلى زيادة الوعي والفنون لإظهار التراث الثقافي التركي نحن فخورون بإدخال حكمت باروتجوغيل إلى الشرق الأوسط» وذلك كما يقول المدير العام لقصر جيراغان كمبينسكي استانبول هنري بلين. وأضاف قائلاً «إننا سوف نعرض المزيد من أعمال باروتجوغيل فضلاً عن فنانين آخرين من مختلف البلدان الأخرى، وبالتالي سنساهم في تبادل الثقافات والصداقات في جميع أنحاء العالم».
ويقع قصر جيراغان كمبنسكي على ضفاف البوسفور وقد استضاف هذا القصر منذ افتتاحه في العام 1990 العديد من رؤساء الدول وأصحاب المناصب المرموقة ونجوم السينما والمشاهير. ويشمل القصر التاريخي 11 جناحاً بالإضافة إلى 313 غرفة كانت تستخدم في عهد الامبراطورية العثمانية كمسكن للعائلة العثمانية الحاكمة. وتشتمل هذه الأجنحة والغرف على مظاهر راقية تعكس المزيج المتناغم بين الحضارة القديمة والحضارة الحديثة.
عدد اليوم
