الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معزوفات تستعيد موروث «صديقة الصحراء» على وقع الأصالة

معزوفات تستعيد موروث «صديقة الصحراء» على وقع الأصالة
22 فبراير 2013 00:27
أُختتم مساء أمس الأول، ملتقى الفجيرة الدولي الأول للربابة، بمشاركة 10 دول عربية وأجنبية، وبحضور أكثر من 50 عازفاً وباحثاً، خلال الفترة من 18 – 20 فبراير الجاري. وأقيم حفل الختام داخل قلعة الفجيرة التاريخية، تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وبحضور المهندس محمد سيف الأفخم عضو الهيئة. (الفجيرة) – شارك الفنان حماد عودة السليمانيين من مملكة البحرين في حفل الختام بتقديم عدد من معزوفاته الخاصة على آلة الربابة، كما قدم معزوفات أخرى قديمة، كما شارك داود عبد اللاييف من أذربيجان بعدد من المعزوفات على الربابة، والتي جسدت المخزون الثقافي والشعبي للشعب الأذربيجاني. وفي ختام الحفل، قام سيف الأفخم بتكريم جميع المشاركين والباحثين من مختلف الدول العربية والأجنبية. معزوفات شامية وحفل الملتقى على مدى ثلاثة أيام متتالية بالعديد من الفعاليات الموسيقية والندوات البحثية التي شارك فيها نخبة من أصحاب الرؤى فيما يخص تاريخ آلة الربابة، وقدمت فرق الربابة العربية والأجنبية المشاركة في ملتقى الفجيرة الدولي للربابة معزوفاتها الشعبية، وسط حضور كبير من عشاق الآلة الشعبية العريقة. حيث قدم الفنان سعد عبد الله العطوي من المملكة العربية السعودية خمس معزوفات على آلة الربابة صاحبها أغان فلكلورية شعبية قديمة من البادية السعودية، ونالت إعجاب الجمهور المتابع للملتقى. وقدم الفنان فرج سحنان متروك من دولة فلسطين عددا من المعزوفات الخاصة بالبادية الفلسطينية وبادية الشام عموما. وشاركت فرقة حوران للربابة، وهي فرقة مشتركة بين سوريا والأردن بقيادة الفنان بيان فارس، في تقديم عدد من المعزوفات على آلة الربابة قدمت من خلالها عددا من الألحان المميزة التي عكست طبيعة الشجن الموجودة في البادية الفلسطينية والأردنية وكم الموروث الشعبي المتراكم في تلك البيئات، والتي جاءت مجسدة في عدد من المعزوفات الأصيلة والعريقة لآلة الربابة التي قدمتها الفرقة متآلفة بين أعضائها وعازفيها الذين قدموا تلك المعزوفات في عدد من الملتقيات والمهرجانات المحلية والدولية التي تهتم بآلة الربابة، كما شارك الفنان الشعبي شاكر إسماعيل من جمهورية مصر العربية في تقديم ألحان مميزة على الربابة باقتدار. «رحلة ربابة» وكانت فرقة تخت الإمارات، بقيادة الفنان علي عبيد الحفيتي قد شاركت في حفل افتتاح الملتقى، حيث قدمت العديد من المعزوفات الفنية الأصيلة، كما قدمت موسيقى تصويرية من تأليف الإماراتي علي عبيد الحفيتي بعنوان «رحلة ربابة»، وتخللها إلقاء لقصيدة «عيون القوافي»، مصاحبة لصوت الربابة للفنان جبر إسماعيل، في حين قدم الفنان العراقي أنور أبو دراغ عازف الجوزة «نوع من أنواع الربابة»، عدداً من المقامات العراقية الأصيلة. وقال المهندس محمد سيف الأفخم المشرف العام على الملتقى وعضو هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، إن الهدف من ملتقى الفجيرة الدولي للربابة يأتي في إطار اهتمام الهيئة بإحياء تلك الآلة، ليس فقط على المستوى العربي، ولكن على المستوى العالمي وفي بيئاتها الأصلية، وسوف يعمل الملتقى جاهدا على إحياء تلك الآلة بتضمين الأبحاث التي تقدم وتوثيقها لتكون مادة خصبة للأجيال القادمة. القصص الشعبي وقال حسام عبد الهادي رئيس المنظمة العربية للتراث الشعبي في مصر في ورقة عمل قدمها بعنوان «الربابة بين البهجة والشجن»، خلال الجلسات التي عقدت على هامش الملتقى، إن الربابة من بين الآلات الموسيقية التي ابتكرت للتعبير عن الشجن في معظم الأوقات، كما نجد ذلك في آلات العود والكمان والتشيلو والكنترباص، إلا أن الربابة تعد صديقة الصحراء ورفيقة الشعور بالوحدة. وأضاف عبد الهادي أن الربابة كانت دائما رفيقا ملاصقا للقصص الشعبي في كل مراحله وتطوراته، لذا وجدناها في ملحمة أبو زيد الهلالي، فيما يعرف بالسيرة الهلالية وفي قصص عنتر وعبلة وقيس وليلى وجميل بثينة وأيوب وناعسة. وذكر أن الشاعر المصري الشعبي عبد الرحمن الابنودي كان من أشد الناس تأثرا بالربابة، حيث كتب عنها قصيدته «الربابة الحزينة»، وقدم الأبنودي وشعراء آخرون أعمالا فنية مع موسيقيين آخرين، مثل عمار الشريعي وكانت الربابة هي الآلة الرئيسية، كما جاء في مقدمات مسلسلات مملكة الجبل والرحايا وحدائق الشيطان وعبد الله النديم والضوء الشارد وشيخ العرب همام والمصراوية وحق مشروع ومارد الجبل والدم والنار ونسيم الريح وعائلة شلش، وجميعها تترات لمسلسلات استخدمت فيها آلة الربابة بشكل كبير ومكثف. وواصل عبد الهادي بأن الربابة ارتبطت بالبهجة، ولكن بشكل محدود حيث كانت في العراق رفيقا للشجن المسيطر على الأغنية العراقية، بينما جاءت قليلا مرافقة للبهجة، كما في أغنيات سعدون جابر «يا طيور الطيارة». الربابة والإنسان العربي من جانبها، قالت الدكتورة ألا بايراموفا مدير المتحف الحكومي للثقافة الموسيقية في أذربيجان، في ورقة عمل قدمتها على هامش الملتقى بعنوان «إحياء آلة الربابة في أذربيجان» انتشرت آلة الربابة في اذربيجان في العصور الوسطى، ثم اختفت وأصبحت في طي النسيان حتى حلول عام 1975، حيث جاء الفنان ميجنون كريم معلم الموسيقي، وعزم على إحياء جميع الآلات الموسيقية التي تعود للعصور الوسطى مرة أخرى. وأضافت أنه تم تأسيس فرقة الآلات الموسيقية القديمة في أحد المتاحف، وأشارت إلى أن الربابة في أذربيجان لها مواصفات ومقاييس قد تختلف نسبيا عن الربابة العربية، حيث تصنع من خشب التوت والجوز والزان، بينما يصنع عنقها من خشب الجوز، ويتم شد طبقة من جلد السمك أو غشاء قلب الثور على طول طارة الربابة. ويبلغ طولها 910 مم، ويصل عرض هيكلها إلى 210 مم، والاختلاف الجوهري الآخر أن الربابة العربية غالبا ما تكون مقوسة بخلاف ربابة آسيا الوسطى وأذربيجان. أما فهد كريم الباحث في التراث الشعبي بالأردن، فقال إن الربابة ارتبطت بالإنسان العربي، وقد انتشرت كثيرا في عصر الدولة الإسلامية ووجدت في بلاط السلاطين والحكام، بالرغم من محدودية إمكاناتها الفنية مقارنة بالعود، إلا أنها كانت في كثير من الأحيان مطلبا رئيسيا لعشاق الشجن. نسيان واندثار قال بلقاسم المترب من تونس، إن الربابة شهدت فترات كبيرة من النسيان والاندثار على مستوى العالم العربي، وقدم المترب نماذج لمراحل تطور آلة الربابة في تونس التي لا تزال لم تشهد النهضة الحقيقية لها. وأوضح الباحث في التراث الشعبي العراقي أنور أبو دراغ خلال ورقة عمله التي قدمها بعنوان «الجوزة العراقية والمقامات»، أن الضرب على الربابة بالقوس اختلف منشأه، فمن المؤرخين من أعاد نشأته إلى الشرق ومنهم من قال أوروبا والبعض قال الهند.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©