لغتنا العربية إلى أين؟

نستحسن الحديث عن اللغة العربية واهميتها باعتبارها وعاء ثقافتنا، ولكن هل يبقى الامر مجرد كلام نعيده في لقاءاتنا ونكرره اثناء اجتماعاتنا بلا جدوى· الكثير منا يتحدث ويناقش موضوع اللغة العربية بحماس ولا يفعل شيئا لحماية اللغة والحفاظ عليها· أخشى أن تتسرب اللغة من بيننا ونحن نتفرج ، نعم من المهم نتعلم اللغات الأخرى-، ولكن ليس على حساب لغتنا· نرى بعض المناهج والمواد الدراسية الخاصة بالثقافات العربية والتاريخية في جامعتنا تتحول من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية· نعم فنحن نحب العلم، والإطلاع على ما توصلت إليه الدول المتقدمة في مختلف مجالات العلوم ، ولكن هذا لا يعني أن نغير مناهجنا ذات العلاقة بتاريخنا الإسلامي وغيرها إلى لغة ليست بلغتنا· هذه الدول التي نراها اليوم في الصفوف الأولى من التقدم والرقي الحضاري، لم تصل إلى هذا المكان إلا بتمسكها بلغتها· فلماذا لا نفعل مثلهم ونقلدهم في هذا؟ حينما نتمسك بلغتنا لغة القرآن، ولغة أهل الجنة، ولغة رسولنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم، سنصبح في أول الصفوف المتقدمة· وهذا ليس ببعيد عن أحفاد ابن خلدون، وجابر بن حيان، هم كانوا علماء عصرهم ونحن أيضاً سنصبح علماء عصرنا بلغتنا العربية· وهذا لن نشاهده إلا حينما نرى اللغة العربية تقتحم جميع المجالات فحينها سنقول جميعاً بصوت واحد ها هي'' هويتنا العربية الإسلامية قد تحققت بالفعل'' وأخيراً أختم هذه السطور بأبيات لحافظ إبراهيم أَرى لِـرِجـالِ الـغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً ... وَكَـم عَـزَّ أَقـوامٌ بِـعِـزِّ لُـغاتِ أَتَـوا أَهـلَـهُـم بِـالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً ... فَـيـا لَـيـتَـكُـم تَأتونَ بِالكَلِماتِ خولة الغيثي