خولة علي (دبي) - إسهاما لأهمية ودور البلديات في تنمية المجتمع، وتوفيرها لكافة الخدمات التي تمنح الحياة قدرا من الراحة والأمان والسلامة، احتفت إدارة التراث العمراني بـ «يوم البلديات»، وذلك في متحف الصقور «بند الشبا»، تعزيزا للجهود المبذولة من قبل المسؤولين في قيام البلديات بدورها على أكمل وجه، وتضمن الحفل عددا من الفعاليات والأنشطة التي تحمل رسالة بيئية للمجتمع حول أهمية التقليل من النفايات والمخاطر الناجمة عنها.
من جانبها، قدمت رئيس فريق التوعية المستدامة بإدارة النفايات حمدة المر، محاضرة ثرية بعنوان “لنساهم في تقليل النفايات”، حيث تناولت مواضيع مهمة، كالخدمات التي تقدمها إدارة النفايات ببلدية دبي مثل خدمة جمع النفايات الحجمية والزراعية، ومبادرة مدينتي بيئتي لفصل النفايات المنزلية، كذلك تناولت المبادرات التي تقدمها البلدية، إعادة تأهيل الحواسيب والهواتف المتحركة المستخدمة، ومبادرة حديقة المعرفة التي تم استخدام الإطارات المستعملة فيها كمادة أساسية ودشنتها البلدية، بالتعاون مع مدرسة العذبة للتعليم الأساسي بالخوانيج.
كما تمت مناقشة الوسائل التي من الممكن أن يساهم فيها الفرد في تقليل النفايات، مثل عملية الترشيد في المشتريات والاكتفاء بشراء ما نحتاجه وأهمية استخدام المواد المستدامة مثل أكواب الزجاج وأكياس القماش بدلا من الأكواب والأكياس البلاستيكية الضارة بالبيئة والتي تزيد من كمية النفايات بالمكب، بالإضافة لمناقشة العديد من الخطوات التي تسهم في تقليل النفايات، الأمر الذي تعرف من خلاله الجمهور على الطرق والنقاط الهامة في كيفية أن يكونوا إيجابيين في ضبط سلوكياتهم الشرائية، للحيلولة دون تفاقم الآثار السلبية سواء كانت المادية منها أو المعنوية.
وقد تفاعل الحضور مع هذه المحاضرة، من خلال مسابقة قدمت للطلبة المشاركين في هذا الحدث والتي أثارت فيهم الرغبة والحماس في فك رموز هذه المسابقة والتنافس فيما بينهم في التوصل للإجابة الصحيحة، والتي تم التركيز فيها على سبل التقليل من النفايات.
كما اشتملت فعاليات حفل “يوم البلديات”، على معرض تضمن مجموعة من اللوحات والصور القديمة لتاريخ بلدية دبي، كما تم تقديم لوحات واستعراضات غنائية على منصة متحف الصقور من قبل عدد من المدارس المشاركة في هذه الاحتفالية، والتي تفاعل معها الحضور بشكل جيد، ومن جملة المواضيع والمقاطع التمثلية التي قدمها طلبة المدارس، فقرة حول مفهوم حب الوطن والسبيل إلى صونه وحمايته، باعتباره أساس الاستقرار والأمان والمستقبل المشرق للأجيال، عوضا عن أهمية تعزيز الهوية الشخصية والتقيد بالقيم والتقاليد في مسالك الحياة، كما تم استعراض بعض مشكلات الزواج والأسرة، والسبيل لتجاوز هذه المشكلات حفاظا على كيان ووحدة المجتمع، إضافة إلى لوحة غنائية حول الزي الإماراتي بمشاركة مدرسة مارية القبطية بمنطقة دبي التعليمية، إلى جانب عدد من الرقصات الشعبية لمدرسة الجاحظ.
وعلى هامش هذه الفعالية الثرية، تميزت ساحة الحرف الفنية القديمة والمتمثلة بشكل خاص في ورشة الحفر على الجبس، قدمها أحد المختصين بهذه الحرفة من إدارة التراث العمراني ببلدية دبي، وقد تفاعل طلبة المدارس مع هذه الورشة الفنية، وتتبعوا بدقة تعليمات الخبير المختص حول فنيات الحفر على الجبس وتاريخ بعض النقوش القديمة التي استخدمت في تزيين واجهات المنازل. وبذلك خرج طلبة المدارس والجمهور الذي حضر هذه الفعالية بحصيلة من الثقافة والتوعية بأهمية أن يكونوا أفرادا مساهمين في حماية البيئة، والوعي بأهمية التراث العمراني في غرس بذوره في نفوس الأجيال الصاعدة، وتحفيز الطلبة على التواجد والمشاركة في برامج إدارة التراث التوعوية السنوية التي تقدمها للمجتمع.
عدد اليوم
