الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفاية» لوحة فنية ترسمها العراقيب المرتفعة والرمال الذهبية

«الفاية» لوحة فنية ترسمها العراقيب المرتفعة والرمال الذهبية
21 فبراير 2013 21:38
(الشارقة) - تعد منطقة الفاية الصحراوية من المناطق السياحية التي تجذب الكثير من الشباب والعائلات، وهي تقع على طريق الشارقة كلباء بالقرب من المليحة. وفي الوقت التي تعيش فيه هذه المنطقة طوال العام حالة من الهدوء، إلا أنه ومع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تدب فيها الحياة، فيضاء ظلام لياليها بأنوار المخيمات، التي أقامتها بعض الأسر والشباب، بحثاً عن متنفس يبعدهم قليلا عن روتين الحياة في المدينة. منطقة جذب مع وجود التلال الرملية الصفراء التي ترسم لوحة فنية في منطقة الفاية ومع حبات الرمل المتناثرة، تكتظ منطقة الفاية بالعديد من الأسر والشباب، فالشاب فهد سلطان من النوع الذي يحب تصعيد سيارته على عراقيب منطقة الفاية. إلى ذلك، يقول فهد «تعتبر هذه المنطقة من المناطق السياحية الجميلة بالدولة، وهي في نهاية الإجازة الأسبوعية تتحول إلى واحة جذابة للكثير من العائلات والسياح الأجانب». ويتابع «بالإضافة إلى الشباب الذي يستمتعون بهواية ركوب الدراجات «بانشي» وتصعيد سياراتهم على التلال، وهي هواية محببة لدى جميع الشباب القادم إلى هذا المنطقة، تتواجد العديد من العائلات للاستمتاع بالأجواء الممتعة»، مبينا أن المكان يبدو مختلفاً كثيراً عن الحياة في المدينة، ففي البر برغم برودة الجو ليلاً، إلا أن ذلك لا يثني الشباب والأسر عن الالتفاف حول نيران المخيمات، والقيام بالطبخ والشواء وشرب الشاي والحليب الساخن، وتبادل القصص والنكات أو المواقف المسلية». ويشاركه في الرأي عبدالله الفارس (طالب جامعي)، الذي يرى أن تلك الأجواء تمنحه مزيدا من البعد عن روتين الحياة، لافتا إلى أنه قد حرص مع أقربائه وأصدقائه على التخييم مبكرا، من أجل ضمان المكان الملائم. ويقول عن رحلة البر إلى منطقة الفاية، إنه من المواسم المفضلة لديه كما غيره من الشباب، حيث تبدأ جموع الشباب والعائلات الباحثين عن الراحة والهدوء والاستجمام في التوجه إلى هذه المنطقة الجذابة برمالها الذهبية، رغبة في الاستمتاع بإجازة سعيدة ومختلفة، أملا في إراحة العقول والنفوس من الضغط اليومي في الحياة العادية، واستبدالها بحياة سعيدة تعيد للنفوس سكينتها، وللقلوب اطمئنانها، وللعقول راحتها. ويضيف الفارس أن قضاء الأوقات في تلك الأماكن الجميلة تعتبر من أميز أوقات النزهات والتجمعات، حيث نتجاذب أطراف الحديث ونستمتع بالطبيعة والهدوء، موضحا «نحن كشباب نحب التخييم وننتظر موسم الشتاء كي نخيم، خاصة يومي الخميس والجمعة ونعود مساء يوم السبت». عراقيب الفاية لم يختلف رأي جاسم المرزوقي عن رأي الشباب الآخرين، فهو يؤكد أن منطقة الفاية أصبحت من الأماكن المرغوبة لممارسة ركوب الدراجات والصعود إلى العراقيب التي تملأ المنطقة. ويضيف «ذهابي إلى هذا المكان هو مغامرة جميلة، وأنا شخصيا أعشق البر فهو أنسب مكان لتجمع الشباب، الذين لديهم طاقات، وهم يحبون الطبيعة ويحبون الطلعات والمبيت والشوي، ونحن نستعد في نهاية كل أسبوع، ونأخذ كل الأدوات اللازمة لنا في الخيم من أدوات الطبخ والشوي، ونمارس الرياضة في البر ونجلس للشوي بالليل، وأجمل منظر أحب مشاهدته أثناء رحلتي بالبر هو شكل العراقيب والرمال الذهبية، فهو منظر رائع وخلاب». ويجد يوسف البلوشي (رب أسرة) أن طلعات البر، خاصة لمنطقة الفاية فرصة لا تفوت. ويضيف «الطلعات فرصة كبيرة للترويح عن النفس نستعد من خلالها لرحلة جديدة بالبر فنأخذ كل ما نحتاج إليه، والخيمة تكون مجهزة تماماً ومهيأة بضروريات الحياة وكمالياتها، فالخيمة بالنسبة لنا مكان للراحة، ومنها ننطلق للتمتع بالبر وما فيه من مناظر خلابة ورمال جميلة نمارس رياضة ركوب الدراجات النارية». من جهتها، تقول عائشة البدري، إن كل أفراد عائلتها تعشق جو منطقة الفاية لما لها من طبيعة خلابة وجذابة، وتضيف أن «معظم العائلات تخرج إلى البر لتحل ضيفاً على الحياة البرية رغم بساطتها الشديدة»، معتبرة الفاية منطقة برية ومتنفسا لأهل الإمارات، حيث لا تحتاج إلى عناء ولا جهد مثل السفر، معربة عن سعادتها بالذهاب مع العائلة لقضاء أجمل الأوقات في أجواء شتوية، بعيدا عن زحام المدينة ومشاكلها المرورية الخانقة، وتلفت البدري إلى أن أبناءها غالبا ما يستمتعون في هذه الرحلة بركوب الدراجات النارية في البر. لكنها تشير إلى أن أكثر ما ينغص ويعكر المزاج هو استهتار بعض الشباب الذين يمارسون أساليب رعناء تضايق الأسر المقيمة في البر. ومن خلال الاستخدام غير الآمن لدراجات البانشي؛ فمخاطرها متعددة، وقد تسفر عن وقوع العديد من الإصابات والوفيات، والتي تعكر روعة الخروج إلى البر والاستمتاع بأجواء الشتاء والأجواء العائلية. متعة ومغامرة تفضل عواطف الجابري الذهاب للبر، خاصة منطقة الفاية المشهورة بكثرة عراقيبها ورمالها الناعمة مع العائلة يومي الخميس حتى ليلة السبت، وتقول «تطاير حبات الرمل، وممارسة رياضة ركوب الدراجات والتخييم، وارتفاع درجة البرودة ليلاً، والجلوس أمام النار، وشوي اللحم، كل هذه العوامل تدفعنا للتمتع بالطبيعة الجميلة التي حباها الله لهذا المكان، لذا فأنا أفضل الذهاب للبر من يوم الخميس حتى ليلة السبت، فهو تجمُع لجميع الشباب ومجلس من مجالس السمر، وممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضية، والاستمتاع بالطبيعة الجميلة، وفي هذا الوقت تكون المنطقة لها طعم أجمل، حيث البعد عن الأجواء الصاخبة بالمدينة والمولات والمجمعات التجارية والازدحام والشوارع المزدحمة، والذهاب للهدوء والراحة، والاستمتاع بالطبيعة والطقس الجميل». ويجد محمد راشد منطقة الفاية من المناطق السياحية الجميلة لطلعات البر وقضاء أجمل الأوقات على رمالها الذهبية التي تجذب الصغير والكبير، موضحا أن الذهاب في رحلة لهذا المكان يعتبره الأجمل من حيث إنها رحلة استكشافية للمناظر الخلابة والرمال الناعمة؛ فالرحلة بها الكثير من المتعة والمغامرة وأيضا المخاطرة. ويوضح أنه من محبي ومشجعي صعود السيارة على عراقيب منطقة الفاية، مضيفا «عملية الانطلاق في تلك الرحلة تبدأ من تنسيم الإطارات عند بداية الدخول إلى الرمال، ثم بعد ذلك الانطلاق الذي يفضل أن يكون متواصلاً، أي أن أكثر من سيارة تتواجد خلف بعضها، وطبعا يجب أولاً تعبئة خزان الوقود». ويتابع «أجمل ما في المنطقة هو توافر دورية الشرطة التي تراقب الوضع من بعيد وفي حالة حدوث مكروه كانقلاب السيارة، فإنهم يقومون باللازم لإسعاف المصاب». من جانبه، يتمنى يوسف السناني من جميع الشباب الموجودين في هذه المنطقة أثناء ركوبهم سيارات الدفع الرباعي وتصعيدها على عراقيب المنطقة، أن يكونوا حريصين عند تواجد الأطفال في المنطقة، من خلال الابتعاد عنهم قدر الإمكان حتى لا يؤدي ذلك إلى التصادم والإصابات. ويقول «بعض الشباب لا يحلو لهم القيام بالحركات البهلوانية إلا بالقرب من هذه الدراجات، كما يحاول الصغار تقليد ما يقوم به الكبار من هذه الحركات، خاصة عند المخيمات بين الأهالي ومرتادي البر، وهذا قد يتسبب في وقوع حوادث».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©