الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

معرض تشكيلي عائلي لإبداعات عبدالقادر الريس وأبنائه

معرض تشكيلي عائلي لإبداعات عبدالقادر الريس وأبنائه
4 مايو 2016 23:40
أحمد السعداوي (أبوظبي) عوالم من الألوان انثالت مساء أمس الأول في ليل أبوظبي الساحر معلنة عن مجموعة من أروع اللوحات الفنية أبدعها الفنان الإماراتي العالمي عبدالقادر الريس، وسط حضور كبير من أهل الفن التشكيلي في الدولة والمنطقة يتقدمهم الشيخ راشد بن حمدان بن محمد آل نهيان، أبهرتهم الأعمال التي توزعت على جدران وأروقة «جاليري الاتحاد للفن المعاصر»، بمنطقة البطين بأبوظبي، مؤكدة المكانة المرموقة التي وصلها الفنان الإماراتي محلياً وعالمياً عبر مسيرة امتدت عشرات السنين أنجز خلالها آلاف اللوحات الفنية مستنداً إلى موهبة فريدة وأنامل رشيقة أسهمت في إخراج لآلئ من الفن التشكيلي يعتز برؤيتها كل ذي ذائقة فنية، وجعلت من الريس قامة فنية عالية يرنو إليها الجميع، وهو ما بدا من الحضور الجماهيري اللافت الذي صحب انطلاق المعرض المستمر حتى 28 مايو. مفاجأة الجمهور لكن الإضافة الأهم في هذا المعرض، والتي اعتبرت مفاجأة للجمهور هي مشاركة فنية من أبنائه، الفنان مصعب الريس، والفنانة سمية الريس، حيث تم لأول مرة جمع أعمال تشكيلية لعائلة إماراتية فنية في معرض واحد، وهو حدثٌ لا شك فريد ومتميز ويبعث على الفخر والسعادة كل من أسهم فيه ومنهم، «جاليري الاتحاد للفن المعاصر» التي بذل مسؤولوها مجهوداً كبيراً ليظهر الحدث بشكل يليق بتاريخ العائلة الفنية المتميز على الساحة المحلية والدولية. ويقول الفنان عبد القادر الريس، إن المعرض يمثل رقم 40 في مسيرته الفنية، التي بدأت قبل نحو خمسة عقود، واشتمل المعرض على 35 لوحة خاصة به، و20 عملاً لابنه مصعب، و9 لوحات لـ«سمية»، موضحاً أن لوحاته شملت مزيجاً واسعاً من ألوان الفن التشكيلي بين التجريدي، والرجوع إلى تراث الإمارات، والتجريدي الممتزج بالانطباعي، إضافة إلى لوحات متنوعة بالخط العربي الذي يعتبر من أهم أنواع الفن التشكيلي الواجب على أبناء العالم العربي الاهتمام به لما فيه من جماليات غير عادية يعرفها جيداً أهل الفن والجمهور المتابع للأعمال التشكيلية بمختلف أنماطها. ويذكر الريس، أن فكرة إقامة معرض عائلي، يعتبر سابقة غير عادية في تاريخ الفن، وجاءت فكرة المبادرة من مسؤولي «جاليري الاتحاد للفن المعاصر»، بأن يكون معرضي الفني الأربعين مختلفاً عما سبق، ويضم أعمال أبنائه جنباً إلى جنب مع أعماله. أبعاد ومساحات وتميزت الأعمال التي قدمها في هذا المعرض، بأن أبعادها ومساحاتها كبيرة قياساً إلى الأعمال التي سبق طرحها في معارض أخرى، ومن أكبر اللوحات التي عرضت لوحة كبيرة يصل طولها إلى 42 متراً وارتفاعها 1.56 سنتيمتر، وتم تنفيذها بالألوان المائية، وتعتبر واحدة من أكبر اللوحات المرسومة بالألوان المائية على مستوى العالم، وهي تتضمن كل مشاهير الحياة في البيئة والمجتمع الإماراتي من رمال وجمال ونخيل وحياة بحرية وأشجار الغاف، والتي تمثل جميعاً ملامح مهمة في الذاكرة الشعبية لأهل الإمارات، وجرى طباعة اللوحة ووضعها على مترو دبي، لتكون عملاً فنياً متحركاً يمكن للجميع مشاهدته والاستمتاع بنواحي الجمال فيه. أما ابنته سمية، فقد ركزت لوحاتها التسع، على المفردات التراثية الثرية المنتشرة في ربوع الإمارات، والتي تعتبر مصدر إلهام لعشاق الفن التشكيلي لما تتميز به من ثراء تشكيلي وطبيعة متفردة تجعل من كل عمل فني إنجازاً يستحق التأمل بحد ذاته، خاصة إذا اعتمد الفنان الأسلوب الكلاسيكي الذي سارت عليه سمية الريس، واستطاعت من خلالها تأكيد وجودها فنانة إماراتية واعدة ذات قدرات مبدعة، كشفت عنه لوحاتها المتميزة. بصمة خاصة ويورد عن مصعب، أن له تجارب في معارض سابقة، غير أن هذا المعرض الذي جمعه بوالده وشقيقته تفوق فيه مصعب على نفسه، وتخلى عن أسلوبه في تقليد مدرسة والده، وأصبح له بصمة خاصة في عالم الفن التشكيلي، وهو طور جديد من النجاح خاض خلاله تجارب فنية متنوعة صقلته وجعلته من الفنانين الشباب ذوي الموهبة والمتوقع لهم صدى واسعا، خاصة أنه برع في استخدام تقنيات مدرسة الفن الحديث. شهادة مجروحة ومن أبرز الحضور تحدثت إلى «الاتحاد»، الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، وقالت، بداية شهادتي مجروحة في الفنان القدير والعالمي عبد القادر الريس الذي دائماً ما يفاجئ المتلقي في أي معرض برؤية جديدة تجذب الأنظار لما يقدمه من أعمال فنية بديعة، والملاحظ في هذا المعرض أن مساحات وأبعاد اللوحات بدت أكبر من المعتاد خاصة المرسومة بالألوان المائية، وهذا شيء جميل أن الفنان بين فترة وأخرى يكون لديه شيء جديد أو تغيير، والانتقال من طور إلى آخر، وهو ما بدا عبر هذه الأحجام الكبيرة للوحات التي يصعب أن نجدها عند أي فنان، وأهنئ جاليري الاتحاد على احتضانه لهذه الأعمال العالمية. وعن وجود عمل فني مشترك يجمع بين نجاة مكي وعبدالقادر الريس، أعربت مكي عن سعادتها لوجود مثل هذه الفكرة ولوحة مشتركة مع فنان بحجم الريس، ولكن في كثير من الأحيان يكون لدى كل فنان رؤية مختلفة، لأن كل فنان له بصمته الخاصة والخط الذي يحب أن يسير عليه في حياته الفنية. لوحات متفردة ومعبرة التشكيلية لبنى عبدالكريم، المتخصصة في فن الأكريليك، أكدت من جانبها أن نجاح معرض يحمل اسم عبدالقادر الريس هو محصلة طبيعية لفنان قدير له اسم كبير في عالم الفن التشكيلي في المنطقة والعالم، خاصة وأن لوحاته تتسم بالشمولية والتنوع إلى حد كبير واستخدام الألوان والظلال والحروف بطريقة فائقة، جعلت من الريس مدرسة فنية قائمة بحد ذاته، ولذا كان من الطبيعي أن ينهل منها ابناه، مصعب وسمية، ويسلكا نفس طريق الوالد في دنيا الفن التشكيلي، لكن المفاجأة الأجمل هي أن المعرض ضم ثلاثتهم، وهي سابقة فريدة في عالم الفنون، كأن يجتمع الأب وأبناؤه على ذات الفن ليقدموا أعمالا فنية راقية المستوى، وهو ما شهد به كل من زار المعرض من المهتمين بالفن التشكيلي، لما به من لوحات جميلة ومعبرة وألوان على غير العادة، كما أن مزج الحروف بالألوان خاصية متفردة للريس يجعل الجميع يقف مشدوهاً أمام لوحاته المتفردة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©