إكرام عبدي تبحر في ذات الأنثى

محمد نجيم (الرباط)- صدر حديثاً للشاعرة المغربية إكرام عبدي ديوان شعري حمل عنوان «قصاصات غيم» ويقع في 115 صفحة من الحجم المتوسط، ويأتي بعد أعمال شعرية أخرى قدمتها الشاعرة عبدي منها: «لن أقايض النوارس» و«يُدثرني الغامض فيك»، إضافة إلى كتب نثرية أخرى. ومن خلال قصائد الديوان الصادر عن «دار العين» في القاهرة، تحاول الشاعرة أن تجالس ذاتها، وتلامس شجونها وتبحر في عوالم الذات متلمسة أسئلة قلقة تعتمل وتمور في أعماق الأنثى. قصائد تحفر في أعماق الذات والذكريات، وتصف معضلة الوجود الإنساني في صراعه مع الأنا والآخر، وهي نصوص تحبل بالصور الجمالية والزخم اللغوي، تحاول الشاعرة من خلال هذا الزخم أن تُفكك طلاسم العالم وأبجدياته وتسلط الضوء على ما يتوارى خلف الستار والمشاعر والذكريات وأشجار الروح. وقد أفلحت الشاعرة في وصف التناظرات الخفيّة بين ذاتها وبين الوجود، من خلال فكّ شيفرات وثيمات اشتغلت عليها الشاعرة منها: الصمت، الرحيل، البحر، الأنثى، المنفى، العشق، الموت. ومن قصائد هذا الديوان نقرأ: دَعْنِي أَمُوتُ قَلِيلاً... صَمْتٌ يَنْضُجُ وَآخَر يَسْقُطُ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَخْشَى أَنْ أَدُوسَ مَا تَناَثَرَ مِنْ كَلِمَاتْ أُلمَلِمُ مَا تَوَهَّجَ مِنْهَا كَيْ أُشْعِلَ جَحِيمِي وَأُؤَجِّلَ مَوْتِي الصَّمْتُ وَاحِدٌ تُفَرِّقُهُ الأَصْدَاءُ المَوْجُ وَاحِدٌ تُبَعْثِرُهُ الرِّياحُ صَمْتُكَ كَعْبِتِي خُلْوَتِي قِبْلَتِي فِي ظِلِّهَا أَبْتَهِلُ فِي رَوْضَتِهَا أَنْتَحِبُ فَيَلِينُ غُصْنِي لاَ أُعْلِنُهَا فَتَنْهَشُنِي الطُّيُورُ الأَوَابِدُ حِينَ تَمُوتُ شِفَاهُكَ تَرْتَعِشُ فِي دَمِي حَيَاةٌ تُشْبِهُنِي وَفِي سَمَاءِ المَعْنَى تُحَلِّقُ رُوحِي بَأَجْنِحَةٍ مِنْ ضَوْءِ تَنَحَّيْ قَلِيلاً أَيَّتُهَا الحُرُوفُ عَنْ شِفَاهِهِ كَيْ تَمُرَّ عُزْلَتِي تَنَحَّ قَلِيلاً أَيُّهَا الشَّوْكُ عَنْ صُبَّارِهِ كَيْ يَمُرَّ جُرْحِي.