الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نانو بداية السيطرة الهندية على أسواق السيارات الرخيصة

نانو بداية السيطرة الهندية على أسواق السيارات الرخيصة
23 ابريل 2008 23:46
يجمع محللو وخبراء أسواق السيارات على أن السيارة الهندية المضغوطة ذات القوام الملفوف والقدّ الرشيق ''نانو''، ليست كغيرها من بنات جنسها، بل أصبحت تمثل نقطة انعطاف حقيقية من شأنها أن تؤثر على صناعة السيارات برمتها· ويدور الحديث الآن عن نقطة تحول حاسمة حيث بدأ المركز العالمي لهذه الصناعة ينتقل من ''ديترويت'' إلى السفوح السفلى والسهول المتاخمة لجبال الهمالايا· وتأتي ''نانو'' وهي تحمل معها سلاحها الفعّال لاختراق الأسواق الآسيوية والعالمية وهو سعرها المنخفض الذي يبلغ 2500 دولار فقط؛ وهو يفتح لها سوقاً جديدة من المستهلكين ذوي الدخول الضعيفة الذين سيجدون فيها فرصة لا يجوز تفويتها للتخلي عن ركوب الدراجات النارية والهوائية والتجول بسيارة حقيقية تستلقي على أربع عجلات· ولا شك أن مشروع ''نانو'' لم يكن اعتباطياً، بل جاء نتيجة دراسات جادة قام بها خبراء شركة ''تاتا موتورز'' واتضح منها أن أعداد المستهلكين الجدد الذين سيقبلون من دون تردد على شرائها يعدّون بالملايين وخاصة في أسواق شرق آسيا الناشئة كما في الهند والصين· ويقدم تقرير نشرته ''فاينانشيال تايمز'' صورة حيّة عن هذا التحول النوعي في مراكز القوى لصناعة السيارات من خلال جولة في مصانع الشركات الأميركية الكبرى الثلاث جنرال موتورز وفورد وكرايسلر· وفيما يبدو العمال في ديترويت وهم منهمكون في وضع اللمسات الأخيرة على سياراتهم الضخمة ذات الاستخدامات الرياضية والاستهلاك الكبير من الوقود، فإن شيئاً معاكساً يحدث في الطرف الآخر من العالم· ففي الهند، ينشغل ألوف العمال بإنتاج الهاتشباك الجديدة ''نانو'' التي أثارت أخبارها الكثير من صداع القيّمين على الشركات الأميركية الثلاث· وأثبتت ''تاتا''، ومعها الهند كلها، أنها قادرة على تصميم وتطوير وإطلاق وبيع سيارة جديدة بتكاليف لا تضاهيها في انخفاضها أية سيارة أخرى في العالم· ولا غرابة بعد ذلك أن يبلغ عدد الداخلين إلى موقع ''تاتا'' على الإنترنت 4 ملايين يومياً· ويعلق ''رافي كانت'' المدير الإداري لقسم إنتاج السيارات في الشركة على هذا التطور بالقول: أنتم تلاحظون معي أن استجابة المستهلكين لخبر إطلاق نانو عبر العالم أجمع تدعو إلى الدهشة· وقبل ظهور ''نانو''، لم يكن امتلاك سيارة شخصية ليمثل أكثر من حلم بالنسبة لأعداد غفيرة من الناس؛ وأما الآن فلقد أصبح في وسع ملايين الفقراء الانضمام إلى قافلة مستهلكي السيارات الرخيصة· وهؤلاء هم الذين كانت تستهدفهم ''تاتا'' عندما عمدت إلى تنفيذ مشروعها الجديد· ويقدّر خبراء مجموعة ''بوش'' الألمانية المتخصصة في صناعة التجهيزات الإلكترونية للسيارات أن تصل حصّة السيارات الرخيصة التي يقلّ سعر الواحدة منها عن 7 آلاف يورو إلى 13 بالمئة من السوق العالمية بحلول عام ·2010 وبالطبع، ليست ''تاتا موتورز'' وحدها التي أدركت هذه الحقيقة، بل إن شركات عالمية كبرى مثل تويوتا وائتلاف رينو-نيسان، والعديد من الشركات الأخرى، تعمل الآن على تطوير سيارات تنتمي لهذه الفئة· وهذا يعني أن الهند صاحبة المبادرة الحقيقية الأولى في خلق هذه السوق الجديدة إلا أنها لن تكون الوحيدة التي ستستفيد منها· ويقول التقرير إن الهنود يحتكمون إلى ثلاثة أسباب تجعلهم محور اهتمام أسواق السيارات· يتعلق السبب الأول في أن الهند ذاتها باتت واحدة من الأسواق العالمية الواعدة بعد أن أصبحت تضيف إلى سجلاتها مئات الألوف من المستهلكين الجدد كل عام· وصحيح أن شركات أخرى مثل سوزوكي وجنرال موتورز سبق لها أن أطلقت هناك سيارات رخيصة، إلا أن الهنود يستأثرون بقدرة لا تجارى على تخفيض تكاليف إنتاجهم من السيارات وبما يحقق لهم فرصة التفوق الأكيد في الأسواق· ولهذا السبب عمدت شركة هيونداي الكورية إلى اعتبار الهند بمثابة القاعدة المثالية لصنع وإنتاج سياراتها حتى أنها أغلقت العديد من مصانعها في كوريا ذاتها· ويتعلق السبب الثاني في أن الهند تحولت إلى ''مكتب خلفي'' للعديد من الشركات العالمية بسبب انخفاض أجور الأيدي العاملة الخبيرة· والمهندس الأميركي الذي يطلب 100 ألف دولار نظير إنجاز عمل معين في الولايات المتحدة، أصبح يجد في الهند مهندساً منافساً يمكنه أن يؤدي العمل ذاته وبنفس الجودة مقابل 40 ألف دولار· وهذا يفسر السبب الذي دفع شركات عالمية كبرى مثل جنرال موتورز وبوش ودايملر لإقامة مراكز للبحث والتطوير في الهند· ويكمن السبب الثالث في حرص الهنود على الاستفادة من كل شيء من أجل تخفيض التكاليف أكثر وأكثر· ويقول باوان جوينكا رئيس فرع بومباي لشركة ''ماهيندرا آند ماهيندرا'' لصناعة السيارات: لقد اعتاد الهنود أن لا يقذفوا بأي شيء في حاويات النفايات لأنهم تعلموا أن أي شيء مستهلك قابل للتدوير· وقبل أن يفهم الغرب ما هو التدوير، كنا سباقين إلى الاستفادة من تطبيقاته· ويخلص المرء من كل ذلك إلى أن ''تاتا'' عندما عمدت إلى تصميم ''نانو''، استندت على مبدأ ''التصميم لخفض التكلفة'' الذي يضمن لها احتكار أسواق السيارات الرخيصة في المستقبل من دون منازع· عن الفاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©