الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هجرة جماعية لرجال الأعمال الفلسطينيين باتجاه الصين

هجرة جماعية لرجال الأعمال الفلسطينيين باتجاه الصين
23 ابريل 2008 23:21
في مواجهة قيود الاحتلال الصارمة على التجارة والسفر والركود الاقتصادي الذي طال أمده والتدفق الهائل للواردات الآسيوية الرخيصة الثمن أصبح رجال الأعمال الفلسطينيين يتجهون بصورة متزايدة للهجرة إلى الصين· وارتفع الطلب على التأشيرة الصينية من فئة أصحاب الأعمال التجارية في الضفة الغربية المحتلة الى درجة ان القنصل الصيني أصبح يداوم على زيارة مدينة الخليل أسبوعياً من أجل ختم جوازات سفرهم· ويقول خالد أوسيلي عمدة مدينة الخليل: ''ان معظم رجال الأعمال أصبحوا يتوقون للذهاب والعمل في الصين· وأصبح القنصل الصيني يأتي الى هنا يوماً واحداً في الأسبوع ويصدر عدداً يتراوح ما بين 600 و700 تأشيرة في كل مرة''· كما أن تدفق موجة السلع الصينية الرخيصة في المدن الفلسطينية مثل الخليل التي طالما اشتهرت بصناعاتها الجلدية والسيراميك المصنوع يدوياً مثل أحدث لطمة تتلقاها الأعمال التجارية هناك والتي تعاني الأمرين أصلاً من القيود الإسرائيلية الصارمة على السفر والتي أدت الى تضخم التكاليف وإعاقة وكبح النمو الاقتصادي· وبينما تشير الى شبكة نقاط التفتيش والحواجز التي تعتمدها في الضفة الغربية كأداة حيوية لأمنها الداخلي يعتقد الفلسطينيون ان هذه الحواجز انما تم وضعها من أجل فرض نوع من المعاقبة الجماعية· ويتجه العديد من الفلسطينيين الى السفر إلى الصين من أجل شراء السلع والبضائع الرخيصة وبيعها في الداخل، وفي ظل الشكوك المتزايدة من ان تفضي المفاوضات مع الطرف الاسرائيلي الى دولة فلسطينية مستقلة في وقت قريب، فقد فضل معظم رجال الأعمال الفلسطينيين البقاء في الصين على أمل الحصول على المزيد من الفرص الاقتصادية بسبب الظروف الاقتصادية السيئة في فلسطين· وذكر أحمد كايد البلوماسي الفلسطيني المقيم في بكين ان أكثر من 200 رجل أعمال فلسطيني استقروا في الصين في خلال فترة السنوات العشر الماضية في حين يسافر آلاف من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب في أحيان كثيرة الى المدن الصينية من أجل التجارة ويعودون بسرعة، وكنتيجة لذلك شهدت مختلف أنحاء الصين مؤخراً افتتاح العديد من المطاعم والمساجد والمدارس العربية بسبب هذه الهجرة المتعاظمة· ويقول كايد رئيس إدارة العلاقات التجارية مع الصين في السفارة الفلسطينية في بكين: ''لقد بلغت قيمة الواردات الفلسطينية من السلع الصينية أكثر من ملياري دولار عبر القنوات التجارية المباشرة من قبل رجال الأعمال الفلسطينيين أو عبر إسرائيل علماً بأن المنافسة من السلع الصينية الرخيصة قد أدت الى انهيار الصناعة في معظم الأنحاء الفلسطينية بعد ان أصبحت علامة ''صنع في الصين'' تحظى برواج غير مسبوق في جميع المحال والمتاجر الفلسطينية· يشار أيضاً إلى ان الأحذية الجلدية الفخمة من نوع كروكس تباع مقابل 280 شيكلا أو 79 دولاراً في إسرائيل بينما تباع النسخة الصينية المقلدة مقابل 13 شيكلا فقط· ولخمسة عقود مضت ظل ياسر حرباوي صاحب المصنع الفلسطيني الوحيد لإنتاج الكوفية ذات اللونين الأبيض والأسود التي يعتمرها الفلسطينيون على رؤوسهم بعد ان اصبحت رمزاً للوطنية والهوية الفلسطينية، ولكنه لم يعد الوحيد، ويقول حرباوي البالغ من العمر 76 عاماً: ''منذ عامين وجدت نفسي مجبراً على اغلاق مصنعي لعدم قدرتي على منافسة الكوفية المصنعة في الصين والتي تباع بسعر يقل بنسبة 40 في المئة''· أما أوسيلي عمدة مدينة الخليل فمضى من جانبه يشير الى ان المنافسة من السلع الصينية والتي اقترنت بالقيود الاسرائيلية قد أجبرت أكثر من 200 مصنع للأحذية على إغلاق أبوابها في المدينة وبشكل أدى الى بطالة أكثر من 17 ألف شخص''· ''نقلاً عن انترناشيونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©