محمد حسن (دبي)
يعتبر حفل مونديال الخيول في ميدان أحد أفضل دورات السباق التي يتم تنظمها في دبي على مدى 22 عاماً، وكان أفضل أيام السباقات التي حظيت بمشاهدة جماهيرية كبيرة، وتحولت الأمسية إلى مهرجان احتفالي كبير وسط مدرجات كاملة العدد.
حكايات وقصص عديدة حفلت بها الطبعة 22 للسباق يتصدرها تحذير المدرب بوب بافرت قبيل كأس دبي العالمي بأن بطله العملاق «أروجيت» لديه سلاح سري، ألا وهو الخطوة الجبارة الواسعة والتي أكدها من خلال فوزه اللافت بشوط الـ 10 ملايين دولار.
وما لم يكن بافرت يعرفه هو أن «أروجيت» سيكون في مؤخرة المشاركين بكأس دبي العالمي خلال السباق، ومتأخراً بنحو 20 طولاً عن المتصدر حتى تبقّي ميل على نهاية السباق، والنظرية التي شاعت هي «أروجيت» انطلق ببطء من البوابة لأنه لم يرافقه أحد عمال البوابات، ومهما يكن من أمر، بدأ الجواد مع فارسه مايك سميث في مهمة تبدو مستحيلة لتحقيق الفوز، ولكنهما شرعا وبشكل تدريجي في تجاوز المنافسين واحداً تلو الآخر في مجهود خيالي ومستدام، حتى وصلا الصدارة عند آخر 50 ياردة، ومنها مضى «أروجيت» إلى واحد من أكثر الانتصارات الخالدة في تاريخ السباق العملاق.
عودة إلى الأمسية الأغلى فإن «جاك هوبس» الفائز بسباق الديربي الإيرلندي في 2015، عاد إلى دنيا التألق عندما عانق لقب سباق دبي شيما كلاسيك «ج1»، وهو فوز يعزى بالدرجة الأولى إلى أسلوب القيادة الهادئ والناضج للفارس وليام بيوك الذي احتفظ بجواده لأطول فترة ممكنة قبل الانطلاق نحو النهاية.
وأفاض المدرب جون جوسدن في الحديث عن الحصان، وقال: «سبق لي تدريب أبيه «هولينج» والذي كان جواداً موهوباً للغاية، ولكنه حساس جداً، وقدم أفضل ما لديه في عمر خمس سنوات، ولذلك حينما حصل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على حصة في «جاك هوبس» وتحدث عن دبي شيما كلاسيك، قلت لسموه إنه سيشارك في السباق بعمر خمس سنوات.
وقال المدرب: «لم أتحدث عن عدم مشاركته في السباقات العام الماضي، ولكنه تعرض لإصابة تضمنت كسراً ناجماً عن الإجهاد في الحوض، وبالتالي خسرنا موسماً، وحينما عاد لم يكن أمامنا سوى الذهاب إلى الشامبيون ستيكس، وحل ثالثاً خلف «المنظور» و«فاوند» وهما أفضل الخيول أداء في أوروبا.
واختتم بأن هدفه المقبل سوف يكون السباقات الكبرى في المسافات المتوسطة في أوروبا.
أما جوادا جودلفين «ثندر سنو» و«جاك هوبس» فلقد قدم كل منهما أداء يعتبر مذهلاً، وتقدما إلى أهداف مثيرة تلوح في الأفق، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن كنتاكي ديربي للفئة الأولى في شيرشل داونز «خيار» للجواد «ثندر سنو» الفائز في ديربي الإمارات، ومن الصعوبة رؤية كيف سيقاوم جودلفين الإغراء في المضي إلى ذلك الاتجاه بعد تحليل هذا الأداء القوي.
وقال المدرب سعيد بن سرور: «تحدثت إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لأن المهر مسجل بسباق كنتاكي داربي، وسباق الجينيز في إنجلترا وإيرلندا وفرنسا، وحتى في الديربي الإنجليزي بإبسوم، خياراتنا ستبقى مفتوحة، تمهيداً لاتخاذ القرار الأنسب».
وقال الفارس كريستوف سوميلون: «لسوء الحظ، دخلت إلى المسار المستقيم بقوة كبيرة واعتقدت بأنني سأحقق الفوز بسهولة، لكن المهر بدأ يتلفت ثم ارتعب من علامة ما كانت على الأرضية. المهر بدل أرجله وانحرف لبضع خطوات كنت خلالها خارج السرج».
وتابع:«عدت مجدداً إلى السرج، واعتقدت بأن لدي الوقت الكافي للعودة للمنافسة، لأنه حصان بطل ويتمتع فعلاً بقلب كبير. دفعت به حتى النهاية وأعطاني كل شيء مرة أخرى».
وفي الموسم الماضي حصل «ثندر سنو» على أعلى تصنيف لخيول السنتين المدربة في بريطانيا، ويعد كنتاكي ديربي هدفاً مغرياً لجواد بمثل هذه الموهبة.
إلى ذلك، أعرب الفارس فرانسوا زافير برترا، عن بالغ سعادته بتحقيق الفوز بلقب سباق القوز للسرعة خلال أمسية كأس دبي العالمي، وقال إنه كان واثقاً من الجواد «ذا رايت مان»، على الرغم من أنه لم يكن في كامل الجاهزية خلال سباق له قبل نحو شهر عندما حل ثالثاً.
وقال برترا: إنه انطلق من خانة جيدة وحقق وضعية مميزة أثناء السباق خلف «ارتجال»، مضيفاً أن الجواد كان شجاعاً جداً في الأمتار الأخيرة، واستجاب بصورة فورية عندما طلبت منه زيادة السرعة، ليتمكن في النهاية من تحقيق قفزة قوية مكنته من تحقيق الفوز.
ومن جانبه أعرب ديدي جيلمان، مدرب الجواد «ذا رايت مان»، عن تقديره للدعوة للمشاركة في هذا السباق، وقال:«الفوز في السباق التأهيلي قبل نحو شهر أسعدنا جداً، أما الانتصار في دبي فيعتبر شرفاً كبيراً لنا».
وقال جيلمان: إنه منذ عشرين كان يتوق إلى المشاركة في هذا السباق، لكن الفوز في أمسية كأس دبي العالمي كان أمراً خيالياً، مضيفاً أنه يشكر اللجنة المنظمة التي أبدعت في إخراج السباق بصورة رائعة جداً ومدهشة. وكشف المدرب الفرنسي جيلمان أن خيارات الجواد «ذا رايت مان» البالغ من العمر 5 سنوات مفتوحة على اتجاهين حالياً، إما السفر إلى هونج كونج، أو المشاركة بالرويال أسكوت.
موقع هورس بلود دوت كوم:
انطلاقة سيئة وختام مثالي
دبي (الاتحاد)
حظيت الأمسية بمتابعة عالمية كبيرة عبر شاشات التلفزة في كل دول العالم، كما افردت لها الصحافة العالمية المطبوعة والالكترونية حيزا كبيرا، حيث اكتسبت كأس دبي العالمي أهمية كبرى كونها تمثل حلقة وصل وتجمع بين خيول الشرق والغرب.
واحتلت احداث الأمسية صدارة اخبار الرياضة في المحطات التلفزيونية الكبرى وتحت عنوان «اروجيت» يعود ببافيرت الى كأس دبي العالمي كتب موقع بلود هورس دوت كوم قائلا: انطلق اروجيت المنحدر بصورة سيئة في السباق وعاد الى تعديل وضعه في عمق المستقيم ليحقق فوزا لافتا بفارق 2,25 طول، ليعود بالمدرب بافيرت إلى كأس دبي العالمي بالفوز الثالث.
عدد اليوم
