الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استقلال إسكتلندا ونفط بحر الشمال

28 فبراير 2014 23:07
يؤكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن البقاء ضمن المملكة المتحدة يحقق لإسكتلندا «فوائد قصوى» من مخزون بحر الشمال من النفط والغاز في الوقت الذي يخوض فيه سجالاً مع الزعيم القومي الإسكتلندي أليكس بشأن الاستقلال. وقد أشار مكتب كاميرون في بيان صدر يوم الاثنين الماضي إلى أن الحكومة البريطانية تعهدت بتسهيل وتسريع استغلال موارد النفط والغاز صعبة الاستخراج في بحر الشمال في إطار جهود إقناع إسكتلندا بالبقاء جزءاً من المملكة المتحدة. وبريطانيا ستشكل هيئة تنظيمية جديدة تمولها الصناعة وسترسي تراخيص الإنتاج في المستقبل على أساس استخراج أقصى كمية ممكنة من النفط بشكل كلي وليس من كل منطقة على حدة كما هو معمول به حالياً. والمقترحات بشأن صناعة النفط أذكاها تقرير «وود» بشأن عائدات نفط بحر الشمال الذي نشر في نوفمبر الماضي وقد حدد إجراءات لإنتاج ما يزيد على ثلاثة مليارات برميل من النفط إضافية على كان من الممكن إنتاجه. وقال مكتب كاميرون إن الاستخراج الإضافي سيدر ما قيمته نحو 200 مليار جنيه استرليني (ما يعادل 333 مليار دولار) على مدار السنوات العشرين المقبلة، ويوفر آلاف الوظائف في إسكتلندا وفي أنحاء بريطانيا. وأكد كاميرون للصحفيين في زيارة لمحطة إنتاج نفطية في إسكتلندا يوم الاثنين الماضي أن تقرير «وود» قد «قدم حجة قوية للغاية بشأن المملكة المتحدة وكيف تراجع البلد القوي البنيان وأحد أكبر عشرة اقتصادات في العالم، وقد تخلف بالفعل في هذه الصناعة وما زلنا متخلفين فيها، ولذا فسنحصل على فوائد قصوى منها لكل المملكة المتحدة بما في ذلك إسكتلندا». ويعتقد أن بحر الشمال يحوي مليارات البراميل من النفط الذي تزداد صعوبة استخراجه ولكن الوقت ينفد للوصول إليه مع اقتراب نهاية العمر الافتراضي لكثير من المنصات وخطوط الأنابيب. ويقرر الناخبون الإسكتلنديون يوم 18 سبتمبر ما إذا كانوا سيتركون الاتحاد الذي يعود تاريخه إلى 307 سنوات أم سيبقون جزءاً من المملكة. ومن جانبه عقد رئيس الوزراء البريطاني يوم الاثنين الماضي أول اجتماعاته الوزارية في أبيردين محور صناعة النفط الإسكتلندية. ولكن سالموند، رئيس وزراء إسكتلندا، ألقى كلمة لوزراء حكومته في بورتليزن في أبيردين أيضاً على بعد بضعة أميال فحسب من مجلس الوزراء البريطاني. وقال زعيم الحزب القومي الإسكتلندي للصحفيين في إسكتلندا إن القرب المكاني للاجتماعين «فرصة ضائعة» لسجال علني مع كاميرون. وعينت الحكومة البريطانية في يونيو أيان وود، الرئيس السابق لمجموعة «جون وود» للخدمات النفطية ليشرف على دراسة عن صناعة النفط والغاز الطبيعي لتحديد كيفية الحصول على أقصى كمية مما تبقى من المخزون النفطي قبالة السواحل. ويعد البيان الصادر عن مكتب كاميرون بتطبيق كل التوصيات الرئيسية لتقرير «وود» امتسى الموضوع أهمية كبيرة. وأشار البيان إلى أن عائدات الضرائب من النفط والغاز الطبيعي انخفضت أكثر من 40 في المئة أي نحو 4,7 مليار جنيه استرليني في السنة المالية الماضية. وجاء في البيان «على رغم أن الاقتصاد واسع النطاق والمتنوع للمملكة المتحدة قادر على امتصاص هذا العجز إلا أن هذا يعادل أكثر من ثلث ميزانية الصحة في إسكتلندا أو ثلثي إنفاق إسكتلندا على التعليم... إن إسكتلندا ستستفيد باعتبارها جزءاً من المملكة المتحدة من قدرتها على تجميع الموارد». ويشير سالموند إلى أنه يريد أن يستخدم موارد الطاقة في بحر الشمال ليدعم بها اقتصاداً مستقلاً ويواصل الإنفاق على الإعانات الاجتماعية. وفي تقرير صادر في السابع من فبراير الجاري قال المعهد القومي للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية إن إسكتلندا إذا استقلت لن تستطيع الحصول على ما يكفي من المال من الموارد لتقيم صندوقاً نفطياً على غرار النمط النرويجي كما وعد القوميون بهذا كجزء من حملتهم. وبدوره رحب سالموند العضو السابق في مجلس العموم بتقرير «وود» ولكنه قال «لدي بعض الدراية بأمور الغاز والنفط حيث كنت اقتصادياً مختصاً في الطاقة قبل أن أقع وسط «اللصوص» وأقصد مجلس العموم ولا أقصد البرلمان الإسكتلندي أو الحكومة الإسكتلندية». واتهم أدوارد ديفي وزير الطاقة وتغير المناخ من حزب الديمقراطيين الأحرار البريطاني الحزب القومي الإسكتلندي بأنه «يضع كل البيض في سلة واحدة» من خلال المبالغة في حجم العائدات التي يستطيع جمعها من نفط وغاز بحر الشمال وحذر من مقارنة إسكتلندا بالنرويج. وقال ديفي لبرنامج «داي بريك» في تلفزيون «أي. تي. في» يوم الاثنين الماضي «أرى أن إسكتلندا ليست النرويج، وإذا اعتمدت إسكتلندا على عائدات النفط والغاز فسيتعين عليها أن تزيد الضرائب بشكل كبير جداً عندما ينخفض الغاز والنفط بشكل أكبر، وإلا فسيتعين عليها أن تخفض بشكل كبير الإنفاق العمومي». ولم يجازف كاميرون بالخوض في الجدل بشأن استقلال إسكتلندا إلا نادراً بسبب عدم شعبية حزب المحافظين في الشمال. ولكنه قال في الآونة الأخيرة إنه قد أسعده تدخل مغني البوب البريطاني ديفيد بوي الذي استغل مناسبة استلامه لجائزة بريت يوم 20 فبراير كي يحث الإسكتلنديين على التصويت لصالح البقاء داخل مظلة المملكة المتحدة. وقال كاميرون لـ«بي. بي. سي. نيوز»: «كنت أشاهد برنامج توزيع جوائز بريتس عندما رأيت أيضاً (عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة) كيت موس تقفز إلى المسرح وتتفوه بتلك الكلمات التي يتعين علي أن أقول إنها جعلت صوتاً صغيراً معبراً عن الفرح يخرج من فمي... وربما يكون شخص ما مثل ديفيد بوي قادرا على الوصول إلى مناطق في إسكتلندا ربما لا أستطيع أنا الوصول إليها». كيتي دونالدسون لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©