الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مودي «المنفتح» .. هل يكبح الهندوس؟

20 فبراير 2015 22:28
عندما اعتلى رئيس وزراء الهند «ناريندرا مودي» المنصة هذا الأسبوع أثناء احتفال أقيم لتكريم القديسين الكاثوليك الهنود، أثار قضية هي أن الكثيرين -ومن بينهم البعض في إدارة أوباما- كانوا يأملون منذ فترة طويلة أن يهتم بشكل أكبر بمسألة الحرية الدينية في الهند. وقال مودي: «إن حكومتي ستكفل حرية العقيدة بشكل كامل، وإن كل شخص لديه حق لا يمكن إنكاره في اعتناق الديانة التي يختارها دون إكراه أو تضييق». واستطرد «مودي» قائلاً إن «حكومتي لن تسمح لأي مجموعة تنتمي إلى أغلبية، أو إلى أي أقلية، بالتحريض على الكراهية ضد مجموعات أخرى». وكان رد الفعل على هذه التصريحات الإيجابية حماسياً، وعلى نطاق واسع، في دولة شهدت بعض التوترات الدينية المريرة: تاريخ من سفك الدماء بين أغلبية من الهندوس وأقلية من المسلمين، ومزاعم بالاضطهاد من قبل جماعات أخرى أصغر، من بينها المسيحيون. وقد أشاد الزعماء الدينيون من العقائد كافة بكلمات «مودي» القوية تلك، وقالوا إنها جاءت متأخرة، ولكن ذلك أفضل من ألا تأتي أبداً. بيد أن بعض أعضاء حزبه «بهاراتيا جاناتا» من ذوي النزعة القومية الهندوسية- اتهموه بأنه يتودد إلى الحشد العلماني، مطلقين هاشتاج #مودي العلماني، على موقع تويتر. وجاءت كلمات «مودي» هذه بعد أسابيع من الجدل والقلق المتزايدين حول ما يقال عن عدم قدرته على السيطرة على العناصر المتطرفة في حزبه «بهاراتيا جاناتا». وقبل أيام، أثار الرئيس أوباما قضية حرية المعتقد في الهند في خطابين، قائلاً إن الهند شهدت أعمال تعصب كان من شأنها أن تصدم زعيم الاستقلال «المهاتما غاندي»، لو أنه قد شهدها. وفي الأسابيع الأخيرة، حث زعماء دينيون ورجال سياسة رئيس الوزراء على الإدلاء ببيان حاسم ضد التعصب الديني وسط حملة من قبل بعض الجماعات الهندوسية المتطرفة الرامية لتحويل غير الهندوس إلى الهندوسية. ولكن حتى نهاية هذا الأسبوع، ظل «مودي» صامتاً. ولذا فإن البعض يتساءلون اليوم: لماذا اختار أن يتكلم الآن بالذات؟ وفي هذا الإطار، قال مكرم أحمد، إمام مسجد فاتح بوري في دلهي القديمة: «لقد التزم الصمت فترة طويلة عندما كان يساء إلى المسلمين والمسيحيين»، مستطرداً: «إن هذا البيان يأتي بعد كثير من الاستياء في الهند وخارجها. ويجب أن يتساءل المرء: هل يأتي هذا البيان عن قناعة أم عن عجز وضغط؟». ومع ذلك كله، فقد أكد الإمام مكرم أحمد أن «مودي قد فعل الصواب» على كل حال. ويظل «مودي» مثاراً للتساؤلات بشأن قضايا العقيدة والتسامح، نظراً لتاريخه الصعب. فعندما كان يشغل منصب كبير وزراء ولاية «جوجرات» عام 2002، وجهت إليه اتهامات بعدم فعل الكثير لمنع الاشتباكات بين الهندوس والمسلمين التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص. وقد جعل هذا الولايات المتحدة تحجم عن منحه تأشيرة دخول في عام 2005. ولم تهدأ الأمور إلا بعد انتخاب «مودي» رئيساً للوزراء في العام الماضي، حيث دعاه أوباما لزيارة البيت الأبيض. وعلى رغم أن الزعيمين قد صاغا ما يبدو أنه صداقة خلال اجتماعاتهما في أكتوبر ويناير الماضيين، إلا أن أوباما تحدث أيضاً مرتين عن موضوع التسامح الديني في الهند هذا العام. ومن ناحية أخرى، أشار تقرير عالمي أعدته اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، إلى زيادة حالات «العنف الشعبي بدوافع دينية» ضد الأقليات الدينية في الهند. وقد عزا التقرير ذلك في جزء منه إلى تصعيد «اللغة المثيرة للانقسام» من قبل القادة السياسيين. بيد أن تعليقات أوباما هي التي أثارت السخط في الهند، خاصة في ضوء الأحداث العرقية التي شهدتها أيضاً الولايات المتحدة. ويستشهد المنتقدون هنا بالعنف المفرط للشرطة الأميركية، ومن أمثلته قيامها بتوقيف رجل هندي كان في طريقه لزيارة ابنه في ولاية ألاباما، حيث اقتادته الشرطة إلى الحجز بالقوة إلى درجة أصابته بشلل جزئي. وقد اعتذر حاكم ألاباما بعد ذلك، وتم القبض على الضابط واتهامه بالاعتداء. وفي سياق الانتقاد الداخلي لبيان «مودي» قال «سوريندرا جين» الأمين العام المشترك للمجموعة القومية الهندوسية «فيشوا هيندو باريشاد»، إن رئيس وزراء الهند كان يوجه كلماته إلى المجتمع المسيحي، بدلاً من الهندوس. وقال إن «الهندوس لديهم تسامح، ولا يكنون أية كراهية للمجتمع المسيحي». آني جوين - نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©