الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعادلة الصعبة في حياة المرأة العاملة

المعادلة الصعبة في حياة المرأة العاملة
29 مايو 2009 23:07
لماذا تعمل المــرأة؟ بعضهن يعملن لتحقيق رغباتهن في الشعور بالاستقلالية، أولتحقيق جزء من أحلامهن بانخراطهن في العمل، وليشعرن بلذة كسب الرزق بمجهودهن الخاص، أو ليكن لهن مصدر رزق إلى أن يأتي زوج المستقبل. فئة أخرى تعمل لتفريغ ما في أنفسهن من قهر، فيـلجأن للقروض البنكية التي كانت مقتصرة في الماضي على الشباب… لتقتني الواحدة منهن سيارة فارهة كالتي عند «فلانة»؛ لأنها ليست بأحسن منها. وهناك فئة ثالثة تعمل لاعتقادها أنها يجب أن تهدي كل معارفها من زميلات العمل، وصديقاتها وقريباتها في كل مناسبة هدية.. ويجب أن تكون الهدية (كشخه وماركة) لتبرز مكانتها بينهن. هذه النماذج كذلك موجودة لدى الشباب بصورة عامة، لن تختلف بين شاب وفتاة على الأقل في نقاط معينة مثل تحقيق الاستقلاليـة وتكوين الذات و«الفشخرة»! ولكن بالطبع لن نهضم حق كل الفتيات العاملات، ففي حالات نجد عائلة فقدت معيلها وليس لديها أولاد، لذلك تتحمل فتيات العائلة العمل لسد حاجات أشقائهن الصغار، وقد يضحين بأجمل سنين عمرهن في سبيل ذلك. لكن هل المتزوجات بحاجة للعمل، وهل يستطعن التوفيق بين أعمالهن وبيوتهن؟ سترد علينا إحداهن بالإيجاب. لكن تأملوا معي هذا المنظر.. عادة ما يبدأ الدوام في الثامنة صباحاً، معنى ذلك أن الصغار لن يروا أمهاتهم قبل الثانية والنصف، وسيبقون في أحضان الجدات إن كان الأزواج يسكنون في بيوت أهاليهم. وعلى الأغلب سيبقون في أحضان الشغالات؛ لأن أغلب فتياتنا يطلبن سكناً خاصاً بمجرد أن يتزوجن. حينما تعود الأم من دوامها ستكون منهكة القوى، وتحتاج إلى قسط من الراحة، وذلك على حساب أطفالها الذين سيفتقدون حنانها بالتأكيد وسيحالفهم الحظ إن تبقّى لوالدتهم وقت لكي تلاعبهم على الأقل، فهل حقاً تستطيع المرأة أن توفق بين العمل وبين إدارة شؤون أطفالها؟! فكيف توفق بينهما وهي طوال ساعات النهار وحتى بعد الظهر تكون مرتبطة بعملها؟ جولة واحدة للمدارس ورياض الأطفال على سبيل المثال تكفينا، فالأمهات اللائي ينتظرن أطفالهن لاصطحابهم للمنزل بعد انتهاء يومهم الدراسي قليلات مقارنة بالسيارات الأخرى التي يقودها السائق «الدريول» بمصاحبة الخادمات. أحياناً قد تسمح ظروف بعض العاملات بقدر من الوقت والمرونة والتفهم لحاجاتهن كأمهات وزوجات، لكن البعض الآخر من العاملات لا تتوافر في محيط عملهن مثل تلك الميزات. وهناك كثيرات يكافحن كثيراً ليوفقن بين ارتباطاتهن المهنية وبين واجباتهن كـأمهات. وإذا حدث ذلك فإنه يتم بصعوبة، يمكن أن نلمسها على صحتهن لذلك نرى موظفات يتخلين عن العمل بمجرد أن يرزقن بأبناء. أو بمجرد أن يتزوجن. خالد حمدان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©