محسن البوشي (العين)- تستعد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات لتخريج أول دفعة من الطالبات اللائي يحملن بكالوريوس الدراسات السياحية، خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي المقبل، ويجري الآن التنسيق مع عدد من الجهات المعنية لتنفيذ برنامج التدريب العملي الميداني للطالبات.
وارتفع عدد الطالبات بقسم الدراسات السياحية في الكلية من 10 طالبات فقط مع افتتاح القسم قبل أكثر من 3 سنوات إلى 89 طالبة خلال الفصل الدراسي الحالي، وسط حماس وتفاعل كبيرين مع هذا التخصص الجديد من الطالبات المواطنات، ما حدا بالكلية للاتجاه نحو إطلاق مسار فرعي جديد للسياحة قريبا حتى يمكن استيعاب أكبر عدد من الطالبات.
ولفت الدكتور أحمد السري رئيس قسم التاريخ والآثار وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بالكلية، إلى أن إطلاقها واهتمامها الكبير بقسم الدراسات السياحية يأتي بعد أن باتت السياحة صناعة مهمة، تستفيد منها مؤسسات وجهات عديدة الآن في الدولة التي أصبحت بدورها مركز جذب سياحي كبير للسياح ورجال الإعمال، ومن هنا كان ضروريا أن تواكب جامعة الإمارات التي تمثل المؤسسة التعليمية الأم في الدولة هذه المستجدات.
واضح السري أن الطالبات الدارسات بقسم الدراسات السياحية يخضعن خلال فترة الدراسة لبرنامج تدريبي ميداني في المؤسسات التي يرتبط نشاطها بالسياحة، والآثار والتراث وغيرها من المؤسسات المعنية التي تسعى إلى استقطاب الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل بهذا المجال الحيوي.
وأكد رئيس قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات أن إدارتها العليا وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تسعى ضمن توجهاتها الأكاديمية إلى ترجمة الاهتمام الكبير الذي توليه الجهات المعنية في الدولة للقطاع السياحي، كغيره من القطاعات الأخرى التنموية انطلاقاً من حرصها على توفير البيئة المواتية لتعزيز صناعة السياحة في الدولة.
وأضاف السري أن الجامعة تسعى بدورها إلى تشجيع الطلبة على الالتحاق بتخصص الإدارة السياحية، لتوفير الكوادر الوطنية المؤهلة لرفد هذا القطاع الحيوي في الدولة، بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات المعنية الأخرى وعلى رأسها هيئة أبوطبي للسياحة والتراث، وغيرها من المتاحف والجهات المعنية بالتراث المادي.
وتوقع السري أن تلقى الطالبات الخريجات من القسم فرصا كبيرة في سوق العمل، وذلك في ضوء النمو الكبير الذي يشهده القطاع السياحي في الدولة، وزيادة الطلب على الكوادر المواطنة المؤهلة للاضطلاع بمسؤولياتها في رفد هذا القطاع الحيوي.
وأضاف رئيس قسم التاريخ والآثار أن الكلية بادرت نحو تصميم وإطلاق قسم الدراسات السياحية، ليس فقط لتوفير الكوادر المؤهلة في هذا المجال بل لتأهيلهن وتدريبهن لرصد واكتشاف المقومات السياحية في البيئة المحيطة، وإبرازها وتسويقها والتعريف بها.
وأجمعت طالبات يدرسن بقسم الدراسات السياحية في جامعة الإمارات على أن القسم ينطوي على أهمية كبيرة، ليس فقط من حيث توفير مواطنات مؤهلات للعمل في القطاع السياحي، بل لتزويدهن بالمهارات والخبرات اللازمة لاكتشافهن المقومات السياحية في البيئة المحلية، والتعرف على دلالاتها التاريخية والأثرية.
وقالت الطالبة حصة يوسف الحمادي التي تدرس بالمرحلة النهائية في الكلية، إنها تعشق المناطق السياحية وتمني نفسها بالعمل في هذا القطاع التي شهد نمواً كبيراً في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن الدراسات السياحية مشوقة للغاية وتمكن الطالبات من تعلم واكتشاف أشياء كثيرة ومن الإسهام بشكل إيجابي في تطوير وتنمية القطاع السياحي.
وقالت كليثم العميمي الطالبة بالمرحلة الثانية تخصص الدراسات السياحية، إنها التحقت بهذا القسم الجديد عن قناعة كبيرة لأنها ترى أن القطاع السياحي في دولة الإمارات مقبل على طفرة نوعية كبيرة، وتلك حقيقة واقعة تؤكدها المعطيات الراهنة وعلى رأسها هذا الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع.
وأضافت العميمي أن ما يضاعف من أهمية تخصص الدراسات السياحية أنه وبالإضافة إلى توفير الكوادر الوطنية المؤهلة، يرفد الطالبات الدارسات بالعديد من المهارات والمعارف المتنوعة التي تحتاجها الطالبات المواطنات.
وقالت موزة ساري المهيري الطالبة بالسنة النهائية بقسم الدراسات السياحية في جامعة الإمارات، إن التحاقها بهذا التخصص جاء نتيجة لقناعتها بأهميته كونه تخصصا جديدا يسعى إلى إعداد وتأهيل المواطنين للعمل بقطاع السياحة، الذي يحظى بجل اهتمام ورعاية القيادة العليا الرشيدة، باعتباره يمثل صناعة مهمة باتت تمثل مصدرا مهما للدخل القومي وتحمل في طياتها آفاقا واعدة لأبناء الوطن، الذين يأخذوا على عاتقهم مسؤولية النهوض بهذا القطاع الحيوي.
3 تخصصات رئيسية في قسم التاريخ والآثار
يتضمن قسم التاريخ والآثار بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات 3 تخصصات رئيسية، تشمل قسم التاريخ، قسم الآثار وقسم الدراسات السياحية بالإضافة إلى تخصص فرعي وهو تخصص إدارة الموارد الثقافية.
وتسعى كلية العلوم الإنسانية، بحسب رئيس قسم التاريخ والآثار، دوما إلى توثيق العلاقة مع الكليات والتخصصات العلمية الأخرى، لإيجاد إطار للدراسات البينية انطلاقا من حقيقة أن العلوم لا تنفصل بل يكمل بعضها بعضا.
عدد اليوم
