الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ذياب بن زايد: الوحدة لا يريد بطولة بـ «الدَّيْن»

ذياب بن زايد: الوحدة لا يريد بطولة بـ «الدَّيْن»
12 مارس 2018 01:37
حوار - محمد البادع الحوار مع سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس نادي الوحدة، يتجاوز بكثير حدود الشأن «العنابي»، ويتوقف في كل محطات الصراحة من دون خطوط حمراء، ليرسم صورة صادقة وواقعية لرياضة الإمارات، ويوجه الكثير من الرسائل في كل الاتجاهات بما يساهم في الارتقاء برياضة الوطن، وسموه بما يملكه من رؤية ثاقبة ورصيد طويل من الخبرة، «مهموم» دائماً بحال دورينا وأنديتنا، لأن نجاح المنظومة كلها هو نجاح للوحدة، ونجاح الوحدة هو نجاح للمنظومة الرياضية، وفي النهاية الفائز الأول رياضة الإمارات. في حوار انتظرناه طويلاً، يطل سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، على الشارع الرياضي، مجيباً على العديد من التساؤلات التي تشغل «بال» الوحداوية، وغيرهم، ويطرح الكثير من الرؤى، التي تتجاوز حدود الإجابة عن سؤال، لتكون سبيلاً لتطور وارتقاء رياضة الإمارات. في البداية، أكد سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، أن الدعم السخي والمقدّر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قاد رياضة الإمارات لتحقيق الكثير من الإنجازات، ومهد لها الأرض الخصبة لتثمر في كل القطاعات، ترعاها يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي لا يدخر جهداً في سبيل توفير كل مقومات النجاح والريادة لرياضيينا. كما أشاد بدعم وعطاء سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، والذي يمثل سياجاً قوياً لكرة الإمارات، التي تحفظ لسموه الكثير من مواقف العطاء والمساندة والدعم. * كان طبيعياً أن نبدأ من الوحدة، وأن نسأل سموه عن مدى رضاه عن أداء الفريق هذا الموسم؟ - الفريق الوحداوي لم يقصر هذا الموسم، فهو ينافس على كل البطولات، وحقق بطولة السوبر، وبالتالي فإن الأداء مرضٍ بدرجة كبيرة، وكون الفريق هو الثاني في الدوري، فإن ذلك لا يقلل من حجم عطائه، لأن تلك هي طبائع الأمور، فأنت تفعل ما عليك، وغيرك أيضاً يفعلون ما عليهم.. هناك دائماً منافسون يتطلعون لما تتطلع إليه ويعملون من أجل ذلك، وأن تنجز الكثير على أكثر من صعيد، فهذا يعني أنك بخير، وأنك تمضي في الطريق الصحيح. * كيف ترون المكتسبات الفنية والإدارية التي حققها الوحدة في العامين الأخيرين؟ - في آخر موسمين، حقق الوحدة كأس الخليج العربي، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وبطولة السوبر.. لكن رغم تلك البطولات، هناك بطولة أهم.. هي ما يجب أن تعني المسؤول بالمقام الأول، وتتمثل في الالتزام المالي الموجود لدى إدارة النادي، وقدرتها على إنجاز خططها، وفق هذا الالتزام، ودون حدوث تجاوز مالي، فتكون العائدات على قدر المصروفات، ونادي الوحدة لا يعاني اليوم عجزاً مالياً، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير ندرك قيمته ومعانيه، وإذا استطعت أن تحقق التوازن المالي المطلوب، وتضيف إلى ذلك البطولات، فهذا شيء مهم جداً ونجاح باهر، وهنا أشيد بإدارة شركة كرة القدم بالنادي، والتي حققت كل التوازنات المطلوبة، واستطاعت المضي قدماً في هذا الجانب. * ماذا عن الوضع المالي للأندية الأخرى؟ - لست مفوضاً للحديث عن الأندية الأخرى، ولا أعرف أوضاعها المالية، لكن وفق الرؤية والمتابعة، فإن الأندية أصناف، فهناك أندية وضعها المالي قد يبدو أفضل منا، وأخرى لا تنظر سوى إلى النتائج، وترى نفسها تحقق نتائج أفضل من الوحدة، لكن السؤال: مَن من الأندية يرى أنه حقق التوازن المالي مع النتائج الإيجابية.. أعتقد أن تلك هي معادلة النجاح الأهم.. نحن في الوحدة مميزون في هذه الناحية.. نحافظ على توازننا ونحقق بطولات. * بشكل عام.. كيف ترى سموكم الجهازين الفني والإداري ولاعبي الفريق الأجانب؟ - الفريق لدينا متكامل.. لا فرق بين لاعب أجنبي وآخر مواطن، ففي النهاية هذا وذاك لاعبو كرة قدم، ونحن لا نلجأ إلى لاعب أجنبي إلا إذا كنا نحتاجه، ولا يوجد مواطن يستطيع أن يشغله بشكل جيد.. الفريق وحدة واحدة.. كل فرد له دور وعليه واجبات، ونحن راضون عنهم تماماً، فالأهم لدينا أن يؤدي اللاعب ما عليه بضمير، وأن يقدم كامل جهده للفريق، بغض النظر عن كونه أجنبياً أو مواطناً، وحتى مع تنوع القدرات وتباينها من فرد لآخر.. المهم أن تعطي ما عليك بنسبة مئة في المئة. أما الجهازان الفني والإداري، فهما يقدمان مستوى جيداً حتى الآن، ويستثمران إمكانيات اللاعبين، وينافسان بالإمكانات المتاحة بشكل مرضٍ لنا، وليست لدينا ملاحظات عليهما. * هل تعتقدون سموكم أن الوحدة مستهدف؟ - بالطبع لا.. فريقنا غير مستهدف، ولا يمكن النظر إلى الضغوط التي يعاني منها أي فريق باعتبارها استهدافاً له.. كل فريق ينافس عليه ضغوط، وهذا ثمن القمة، وعندما كان فريق الوصل هو المنافس الرئيس كانت عليه ضغوط أكبر، وحين تراجع، تراجعت تلك الضغوط، وانتقلت إلى العين، ثم الوحدة وهكذا.. إذا أردت أن تنافس فعليك أن تكون مستعداً لكل شيء.. المنافسة ليست مباراة تلعبها أو نقطة تحصدها.. المنافسة الأكبر تتمثل في قدرتك على مواجهة كل الضغوط والانتصار عليها. * هل الوحدة منافس حتى الآن على الدوري؟ - السؤال: هل انتهى الدوري الآن، وهل ما هو قادم تحصيل حاصل.. بالطبع لا.. هناك أربع نقاط في اليد يتقدم بها العين، هو مشغول بالطبع بالحفاظ عليها حتى النهاية، ونحن علينا أن نركز فيما أمامنا.. الدوري لم ينته، ومباراة واحدة قد تفعل الكثير، لكن المؤكد أن العين يقدم موسماً استثنائياً هذا الموسم، ويحقق نتائج قوية جداً.. في المواسم الطبيعية ما يقدمه الوحدة يجعله المتصدر، ولكن الجديد هذا الموسم، أن العين متقدم بفعل مستواه الاستثنائي وغير العادي. * ماذا اختلف في الوحدة عن المواسم الماضية؟ - لا يوجد نادٍ بإمكانه أن يظل في القمة، ويحقق البطولات على الدوام، إلا إذا كان مستعداً لدفع تبعات ذلك، وهي تبعات باهظة، خاصة على الصعيد المادي، ونحن نعمل الآن على ضرورة الحفاظ على توازننا، في النادي لدينا أهداف نريد أن نصل إليها.. لا نحدد أهداف أحد، ولا نقبل من أحد أن يحدد لنا أهدافنا.. نريد التوازن المادي مع تحقيق إنجازات ونتائج إيجابية بالإمكانات المتاحة، والتجربة أثبتت أن ذلك ممكن.. الإدارة لا تخضع فقط للأمنيات، وحين تتولى دفة كيان كبير مثل الوحدة، لا بد وأن تحدد خطاً للسير عليه وفق منهج إداري سليم، واليوم نحن نرى أن التوازن المادي يجب أن يكون هدفنا الأول، ثم النتائج الإيجابية بالإمكانات الموجودة رقم 2، ونقطة على السطر.. فما الجدوى من تحقيق بطولة وأنت مغرق بالديون.. لن نحقق بطولة بـ «الدَّيْن» ولا نريدها. * كيف ترون مستقبل الوحدة؟ - هناك تحديات مستقبلية كثيرة تواجه فريق الوحدة، ما بين عقود تنتهي وتجديد واستقطاب لاعبين جدد وفق اللوائح الجديدة، ومن دون الدخول في مزايدة مع أي طرف آخر، وقدرة الإدارة المباشرة في شركة الكرة على النجاح في التعاقد مع لاعبين أجانب ومواطنين، من دون إحداث خلل بالتوازن المادي، وهذا من وجهة نظري هو التحدي الأهم، وهو ليس تحدياً خاصاً بنا وحدنا، وإنما هو بجميع الأندية، وفي النهاية هناك مجلس إدارة يُقيّم العملية بالكامل وينظر إلى مجمل الصورة. * كيف ترون سموكم أداء الأندية في آسيا؟ - الأندية في موقف صعب بالإمكانات الموجودة وبالتوازن بينها وبين دوري مضغوط دونما سبب ومنافسة قوية جداً، وعلينا أن نقر أن الجدول سيئ، مع أننا 12 فريقاً فقط، وسواء كنا في آسيا أم لا، علينا أن نقر بأن الجدول الموضوع أنهك الفرق، وزاد على السوء في الأندية بالمعترك الآسيوي.. لم نكن مضطرين لدخول هذا التحدي الآسيوي، ونلعب مباراة كل ثلاثة أيام. * متى ينافس الوحدة آسيوياً؟ - عندما نتعاقد مع هالك وأوسكار.. ليس طموحنا في المرحلة الحالية، وبواقعية شديدة أن ننافس في آسيا.. البطولات لا تتحقق بالأمنيات فقط، ولكن بالعمل وتضافر الكثير من العوامل، منها ما بيديك، ومنها ما في يد غيرك.. هدفنا الأهم حالياً أن نكون مؤسسة مالية ناجحة، وفي ضوء ذلك ومدى ما تحقق، يتم تحديد الأهداف والأولويات بعد ذلك.. لا أستطيع أن أذهب إلى آسيا، وأشارك في كل البطولات، وأتطلع إلى الفوز بالدوري بميزانية فيها خلل.. هذا الكلام غير واقعي وغير صحيح، وأيضاً غير صحي.. عليك أولاً أن تكون أهلاً للتحديات التي تخوضها.. هي ليست «رمية زهر»، وفي عمل كهذا لا شيء يتحقق بالصدفة. * ما هي نظرة سموكم إلى سقف الرواتب؟ - هو بالطبع يساعد إدارات الأندية.. أنا لست مع أو ضد، لكن طالما أنه بات قانونياً وطبقاً للائحة، فيجب احترامه، والمفترض أن يكون التطبيق صارماً، من دون استثناءات ومن دون تحايل على القانون، والإخوة في اتحاد الكرة حين وضعوا سقف الرواتب، تأخروا في وضع آلية للرقابة، وهذا ما يعيب التطبيق.. مؤكد أنه يحد من المبالغة في الأسعار وفي العقود، ولكن يجب أن نطبقه بحسم وحزم. * فكرة رفع عدد الأجانب إلى 6 لاعبين.. كيف ترونها؟ - أنا مع الاكتفاء بأربعة أجانب فقط.. نجلب من نحتاجه، وما نستطيع أن نوفر متطلباته المالية وفق إمكاناتنا.. الدوري ليس ناديين ولا أربعة.. الدوري 12 فريقاً، تتباين ظروفها كثيراً من نادٍ إلى آخر، وحين نضع قانوناً أو لائحة أو نتخذ إجراءً جديداً علينا أن ننظر للجميع. * كان الدوري 14 فريقاً والآن أصبح 12.. ما الذي تغيّر في دورينا؟ - جدولة الدوري فيها معاناة، ورغم أننا 12 فريقاً فقط، فإن البرمجة سيئة، وكأننا نحتاج إلى «آينشتاين» ليضبطها، ولا أدري لماذا تبدو الأمور صعبة بهذا القدر.. سنوات ونحن نعاني ذات المشكلة، والدوري مضغوط على حاله، لو خرج المنتخب في بطولة خارجية نعاني الأمرّين، ولو تأهلت فرقنا في آسيا إلى الدور الثاني نعاني، ويكفي أن تنظر لحالنا الآن، ومع أننا لم نبدأ آسيا بشكل كبير والمنتخب ليست لديه بطولات خارجية وعددنا 12 فريقاً، ورغم ذلك نعاني.. لا أعرف كيف ولماذا! * هل دورينا الأفضل آسيوياً؟ - ليست لدي مشكلة ولا عقدة في أن يكون دورينا الأفضل آسيوياً أو حتى عالمياً.. المهم أن أكون راضياً عن الدوري، فهو يخدمني ويخدم جمهور الإمارات.. الهدف الأساسي أن تهتم المنظومة الرياضية المحلية بجمهورها وأنديتها وإذا نجحت في ذلك داخل محيطها ستنجح في الخارج.. أنا لا أحب المقارنة مع الدول الأخرى.. علينا أن نرضى عن أنفسنا أولاً، فهذا هو الأهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©