جمال إبراهيم (عمّان)
دعت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي بدعم الأردن، لتمكينه من مواجهات أعباء اللاجئين السوريين، مشيرة إلى أن الدور الإنساني والأخلاقي الذي يقوم به الأردن، إنما يقوم به نيابة عن الجميع على الرغم من شح موارده والصعوبات الاقتصادية التي يعانيها.
جاء ذلك أمس في عمّان خلال لقائها رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، بحضور وفد المجلس الاتحادي المرافق لها، ورئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية الإماراتية، الأردني محمد الذويب.
وأثنت معاليها على المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الإماراتية الأردنية، واصفة إياها بالعلاقات «القوية والمتينة والقائمة على الاحترام المتبادل بما يخدم الشعبين الشقيقين».
وأكدت القبيسي أهمية تطوير علاقات البلدين الشقيقين، وحرص المجلس الوطني الاتحادي على تفعيل العلاقات البرلمانية بين البلدين، ودعت إلى ضرورة تبادل الخبرات البرلمانية لتطوير العمل البرلماني، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية خدمة للعلاقات الثنائية والقضايا العربية الراهنة.
من جانبه، اعتبر الفايز أن العلاقات الأردنية الإماراتية تنطلق من ثوابت واستراتيجيات تعزز مفهوم الأمن المشترك، فالأردن يؤمن بأن أمن دول الخليج العربي واستقرارها جزء من أمنه الوطني، ومن هذا الرؤية يرفض الأردن تدخل أي دولة في شؤون دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول الخليج عموماً.
وقال الفايز: «إنه وانطلاقاً من الشراكة والتعاون بين البلدين، فإن هناك تنسيقاً متواصلاً، وتشاوراً مستمراً، بين جلالة الملك عبد الله الثاني، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حول كل ما من شأنه أن يسهم في البناء على علاقاتنا التاريخية المتجذرة، وتوحيد مواقفنا حيال قضايا أمتنا العربية، وتعزيز التعاون وإدامة التنسيق والتشاور السياسي بما يصب في مصلحة البلدين الشقيقين».
وأضاف: «إنه انطلاقاً من عمق العلاقات الأردنية الخليجية، فإننا نأمل من الأشقاء في دول الخليج زيادة استثماراتهم في الأردن، فدعم الأردن والاستثمار فيه هو استثمار في الأمن الوطني الأردني، وهو بالنتيجة استثمار في الأمن الوطني لدول الخليج».
وأوضح: «إن الأردن يشكل عمقاً استراتيجياً لدول الخليج، كما هي عمقنا الاستراتيجي، ومن منطلق علاقات الشراكة بين الأردن والإخوة في الخليج العربي، فإننا نؤكد أيضاً أهمية بناء شراكة استراتيجية سياسية واقتصادية فيما بيننا، لمواجهة الأخطار التي تهددنا».
وقال: «إن العلاقات الأردنية الإماراتية علاقات راسخة ومتينة، تقوم على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل، وتعززت عبر العقود الماضية، وكانت دوماً قائمة على التنسيق والتعاون، ولا تتأثر بالسياسات العابرة والمتغيرات».
وبين أن هذه العلاقات لم تكن أيضاً مجرد علاقة سياسية قائمة على المصالح بل تجاوزت ذلك إلى مستويات وحدة الهدف والمصير، والتقارب الاجتماعي الذي جعل من تشابه القيم والعادات والتقاليد سمة مشتركة، ميزت الأردن بأن يكون الأقرب لدول الخليج بشكل عام، والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص.
وبين أن الأردن قوي سياسياً وأمنياً برغم ما يجري حوله من تداعيات وصراعات، وهو قادر على حماية أمنه واستقراره، لكنه وبسبب العدد الكبير من اللاجئين السوريين يواجه صعوبات اقتصادية كبيرة، في ظل تخلي المجتمع الدولي عن تعهداته والتزاماته بدعم الأردن، وانعدام موارده الطبيعية من نفط وغاز وشح في المياه.
وأضاف : «أننا نقدر عالياً الدعم المتواصل الذي تقدمة دولة الإمارات للأردن، لتمكين الأردن من تجاوز الصعوبات التي تواجهه، ووقوفها إلى جانبنا في الحرب على الإرهاب».وكانت قد وصلت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، إلى العاصمة الأردنية عمان، على رأس وفد المجلس للمشاركة في فعاليات المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي يستضيفه البرلمان الأردني، خلال الفترة من 4 إلى 6 مايو الجاري، بالتعاون بين منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية واللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة ومجلس القيادات النسائية العالمية.
وكان في استقبال معاليها والوفد المرافق لدى وصوله، إلى مطار ماركا، معالي عاطف الطراونة رئيس مجلس النواب الأردني، ومصطفى العماوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب وأحمد الهميسات مساعد رئيس مجلس النواب وبلال ربيع بلال البدور سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وعدد من أركان السفارة.
ويضم وفد المجلس الوطني الاتحادي العضوات عزا سليمان بن سليمان، وعائشة سالم أحمد بن سمنوه، وناعمة عبدالله الشرهان وعلياء سليمان الجاسم.
وأكدت معالي الدكتور أمل القبيسي في تصريح لها أهمية المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي يعقد بمشاركة وفود تمثل 89 دولة لأهمية الموضوعات المطروحة على جدول أعماله، والتي تناقش عدداً من القضايا التي تتعلق بالمرأة، وتمكينها من العمل في مختلف القطاعات، مشيدة باستضافة الأردن لأعمال المنتدى الذي يعقد للمرة الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي يعكس مدى ما تنعم به المملكة من أمن وأمان، في ظل ما تعانيه المنطقة من أحداث وتطورات.
وقالت معاليها: «نتطلع إلى أهمية أن يخرج المنتدى بأهم التوصيات التي تعمل على تعزيز مشاركة النساء في البرلمانات والسياسة في ضوء التقدم الذي أحرزته المرأة خلال السنوات الماضية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في مختلف أرجاء العالم».
ومن المقرر أن يشهد اليوم الأول للمنتدى إلقاء كلمتين رئيسيتين لمعالي الدكتورة أمل القبيسي وداليا غريبا وسكايتي رئيسة جمهورية لتوانيا، وسيفتتح المنتدى بكلمات لمعالي عاطف الطراونة وسيلفانا كوش مؤسسة المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات وماري كيفينييمي نائبة الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية.
ويناقش المنتدى الذي يجمع على مدى ثلاثة أيام برلمانيات ونساء تولين مناصب مهمة في بلدانهن، مجموعة من القضايا الملحة عالمياً من أبرزها، دور وأهمية وجود المرأة في مراكز صنع القرار والمرأة والقيادة السياسية، والمرأة وريادة الأعمال والمشاركة الاقتصادية، وتمكين المرأة الاقتصادي والصحي والتعليمي، والهجرة والسلام والأمن والتعاون بين السيدات البرلمانيات، ومنظمات المجتمع المدني، والعنف ضد المرأة.
وتأسس المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي يتخذ من زيوريخ- سويسرا مقراً له بهدف المساهمة في تطوير المجتمعات من خلال خلق قنوات اتصال بين البرلمانيات لمناقشة العديد من القضايا الرئيسة من أهمها: المساواة بين الجنسين، وتعزيز مشاركات المرأة في عمليات صنع القرار ونشر السلام.
عدد اليوم
