الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلال لقمان: الصعوبات التي واجهتها دفعتني لتقديم التسهيلات للموهوبين

جلال لقمان: الصعوبات التي واجهتها دفعتني لتقديم التسهيلات للموهوبين
28 مايو 2009 23:50
من الطبيعي أن يسعى المرء لعمل مشروع خاص بغرض الربح والتكسب، لأن تلك هي طبيعة العصر، حيث يسعى الأفراد دوما لزيادة حصيلتهم المادية، بما يكفل لهم عيش رغيد وحياة هانئة. ولكن أن يتصدى شخص ما بمفرده، أو حتى بمشاركة صديق له في إنشاء صرح ثقافي يكون له أثر فعال في المجتمع، دون أن ينتظر أي عائد مادي، مكتفيا بدوره التنويري في دعم روح الثقافة في المجتمع، هو أمر يُعد جديدا في عالمنا العربي، خاضه جلال لقمان الفنان التشكيلي الإماراتي، الذي أخذ على عاتقه افتتاح أول صالة عرض للأعمال الفنية على أرض الإمارات تسعى لعرض أعمال الفنانين الإماراتيين وسواهم من أنحاء العالم، والأخذ بيد المواهب الصاعدة وتقديم الدعم لهم وصولا إلى احترافها. بداية الفكرة يشير لقمان إلى تجربته تلك، ويقول: «منذ 18 سنة أعمل في هذا المجال وشاركت في معارض عديدة في كافة أنحاء العالم، وكان يجول في خاطري دائما أن أفتح صالة عرض ولا يشرط أن تكون خاصة بأعمالي، ولكن تهدف لخدمة الفن بصفة عامة، غير أن الظروف ومشاغل الحياة قد تضطرنا إلى تأجيل بعض الأمور إلى أن يحين الوقت الملائم لها. إلى أن شاءت الأقدار وجمعتني بالسيد محمد كانو الفنان التشكيلي البارز واكتشفت لديه ذات الحلم الذي يراودني، فكانت بداية الفكرة، ولكنها ظلت قابعة ما يربو على عشر سنوات، حتى أصبح لدي مجموعة أعمال فنية وصل عددها إلى حوالي 70 لوحة تقريبا، حينها لم يكن في أبوظبي أي صالة عرض سوى في المجمع الثقافي، الذي تشهد قاعات العرض به طلبا متزايدا، وهو ما يجعل فترة الانتظار لإقامة المعرض داخل المجمع الثقافي، فترة طويلة. ولم يكن هناك في باقي إمارات الدولة صالة عرض تصلح لعرض الأعمال الفنية». يضيف: «من هنا جاءت الفكرة وكان القرار بإنشاء صالة خاصة بعد تشجيع كبير من كانو، الفنان الذي كان يعاني ذات المشكلة ولديه ذات التصورات والحلول. فتوصلنا إلى قناعة مؤداها أن غالبية فناني الإمارات يعانون نفس المشكلة المتصلة بعرض أعمالهم الفنية». انطلاقة حقيقية ظهرت الحاجة الماسة لتأسيس صالة أو قاعة أو جاليري «الغاف»، فتم افتتاحها رسميا في فبراير 2007، ومن يومها إلى الآن تتوالى المعارض على الصالة لفنانين من كل قارات العالم ومن مختلف المدارس الفنية، وأصبح اسم صالة «الغاف» يتردد بين الفنانين التشكيليين في الأرجاء، باعتبارها الوحيدة من نوعها في المنطقة التي تقوم بدور ثقافي مهم دون تلقي الدعم من مؤسسات الدولة. يقول لقمان: «قمنا بالمشاركة في عدد من المشروعات التي تهدف لتطوير الفن في الدولة، وتساهم في جعل أبوظبي عاصمة فنية على مستوى عالمي مثل «مسابقة التصوير الفوتوغرافي للمصورين الإماراتيين المبتدئين» والتي تم اختيار صور الفائزين فيها للترويج لبعض المشروعات الكبرى في الدولة. وبصفة عامة فإن مثل هذه المسابقات والفعاليات والأحداث التي تقام في الصالة، من شأنها في النهاية أن تؤدي إلى تكوين جماعة فنية تساهم في تطوير الفن لدينا والأخذ بيد المواهب التي لم تتح لها فرصة لإبراز أعمال من خلال عرض أعمالهم في صالة مثل هذه على الجمهور بكافة شرائحه ومستوياته، وهو ما يمثل دافعا وحافزا له على النجاح والاستمرار في هذا المجال». إقبال كبير شهدت صالة العرض منذ افتتاحها إقبالا ممتازا من الفنانين والجمهور، وحظيت «الغاف» بأوقات نجاح جميلة وزيارات من كبار الشخصيات، وباتت قبلة لكثير من فناني الإمارات المبتدئين الذين وجدوا طريقهم للاحتراف عبر عرض أعمالهم في «الغاف» التي واصلت تقديم خدماتها لهم.. يقول لقمان: «إن إقبال الفنانين على استخدام صالة العرض جعلني لا أجد في كثير من الأحيان الوقت الكافي لعرض أعمالي داخلها، وان كان عزائي هو نجاح فكرة الصالة، وهذا الزخم الذي تشهده من الأعمال الموجودة دائما في ردهاتها وتزيين جدرانها». جسر العبور بعد حوالى 18 عاما أمضاها لقمان في الفن وجد طريقة خاصة به لمساندة الفنانين الذين هم في حاجة لجسر العبور من موقع الموهوب المبتدئ إلى مكانة الفنان المحترف، حيث أقام ما يعرف باسم «رحلة جلال الفنية» وشروطها بسيطة تتمثل في أن تكون إنسانا هاويا للفن ولديك الرغبة في أن تصبح محترفا، وأن تكون مقيما في الدولة. يقول: «نفذت أولى هذه الرحلات العام الماضي، وكانت تضم 10 أفراد من جنسيات ومذاهب مختلفة، وبعد أن تعارفنا وتبادلنا الأفكار والمقترحات بدأنا رحلتنا إلى بعض مناطق الدولة واستمرت ليوم كامل، وارتأى الأفراد الذين شاركوا في فعالياتها أنها مثيرة لإلهامهم، بعدها أقمنا ورش عمل لمدة 6 أسابيع ناقشنا فيها الأعمال التي انبثقت عن هذه الرحلة، إلى أن جاء يوم افتتاح المعرض الذي شرفه حضور أحد الشخصيات المهمة في الدولة، ثم انطلقت لحظة الميلاد الحقيقية للفنان والانتقال به من طور الهواية إلى احتراف للفن التشكيلي، وهذا هو الربح الحقيقي لنا، فهو ليس ربحا ماديا ولكن معنويا وثقافيا، يتمثل في كنز فني قائم بذاته على أرض الإمارات. خاصة لو علمنا أن لصالة «الغاف» دورا جادا في تطوير الحركة الفنية ودعم الفنانين الموهوبين على أرض الدولة». جديدXجديد ينهمك الفنان التشكيلي جلال لقمان حاليا في إنجاز ما تبقى من مجموعته الجديدة التي ينوي عرضها في شهر نوفمبر المقبل، وسيضم المعرض 8- 10 أعمال جديدة تطرح على الجمهور لأول مرة، وتعتمد استخدام تقنيات جديدة غير متعارف عليها داخل الدولة، وهي مزيج بين الحديد والزجاج ومستلزمات أخرى، وتنفذ بعدة طرق بما فيها الكمبيوتر، ويعتقد أن هذه الأعمال ستكون مثيرة للجدل والأسئلة لما بها من جرأة في طرح المواضيع
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©