الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيوت أسرار

البيوت أسرار
1 ابريل 2010 21:29
الزوج المجهول نورا محمد (القاهرة) - ليس في حياتي حدث يمكن ان اتوقف عنده ويستحق الذكر، فكل ما حولي يسير بوتيرة متشابهة رتيبة، واسرتي غاية في البساطة، الاب موظف ويعمل في حرفة اضافية بعد ساعات العمل الرسمية ليكفي احتياجاتنا، دون ان نشعر بغيابه عن البيت ودون ان يقصر في واجباته، بل احيانا- رغم اننا فعلا من محدودي الدخل- كان ابي يستطيع ان يخترع لنا نزهة جميلة، فيصطحبنا في جلسة بحديقة عامة، نستنشق الهواء النقي ونمرح ونلعب انا واخوتي ومن يصادفنا من اطفال في المكان وابي وامي يجلسان يتحدثان في اي شيء مهم أو غير مهم، ثم نعود سعداء حتى لو لم نشتر طعاما أو شرابا أو حلوى، ونكتفي باللعب، اما امي فلها مهامها في البيت من غسيل الملابس وتنظيف الغرف وإعداد الطعام. يومياتي تكاد تكون مستنسخة من بعضها، إذ اعتدت أن استيقظ في الصباح الباكر، ارتدي ملابس المدرسة وأجر في يدي اختي الصغيرة، ويسبقني اخواي الاكبر والاصغر الى مدرستهما معا، وكلتا المدرستين كانتا قريبتين من المنزل، فنسير على الاقدام الى أن نصل، في الطريق ألتقي ببعض الزميلات فنكمل معا المشوار القصير، وينتهي اليوم الدراسي ايضا رتيبا مثل كل الأيام ثم امسك بيد اختي واعود الى المنزل، نخرج انا وزميلاتي افواجا، ثم نتفرق مثل سحابة دخان تبدو كثيفة ثم تتبدد، وفي البيت ابدل ملابسي واساعد امي فيما تبقى من اشغال منزلية، نتناول الغداء وأتوجه الى المذاكرة عدة ساعات الى ان يعود ابي في المساء ونلتف حوله جميعا في وجبتنا الرئيسية التي اعتدنا توقيتها، وكانت في هذا الوقت المتأخر لاننا نحب ان نكون مجتمعين، ومن ناحية اخرى هذا هو الوقت الوحيد الذي يجمعنا، ومع هذه الرتابة لم نشعر أبدا بالملل ولا عدم الرضا، واحلامنا وطموحاتنا لم تتعد ما نحن فيه، بالفعل كانت محدودة كأن تغيير واقعنا ضرب من المستحيل، وهذا كان سر سعادتنا. انتهيت من المراحل الدراسية، وحصلت على مؤهل متوسط، كان بالنسبة لي ولاسرتي انجازا جيدا لا بأس به، فمن هم في امثال احوالنا لا يحققون مثله، وبالنسبة لي كفتاة لم يكن هذا المؤهل سوى شهادة للزواج لا للعمل، تكفي لان يتقدم شاب حاصل على مؤهل عال أو متوسط لخطبتي، ولم تكن لدي رغبة ولا ميل للعمل، كل ما اريده ان اكون مثل امي ولكن في وضع افضل ليس الا. عدة سنوات رتيبة ايضا تختلف قليلا عما مضى، كنت اقوم فيها بمعظم اعمال البيت، بينما تكتفي امي باعداد الطعام وان كانت تدفعني الى المطبخ كثيرا حتى اتعلم ولأعرف اسرار الطهو والمقادير وحتى لا يهرب زوجي من البيت. وبلا مقدمات وجدت من يطرق باب ابي يطلبني للزواج، شاب لا اعرفه، وقد اكون لم اره من قبل رغم انه يقيم في نفس منطقتنا، قدم نفسه وشرح ظروفه، لم اسمع كثيرا من كلامه لانني في البداية لم اكن اعرف انه جاء من اجلي، اعتقدت انه صديق ابي أو احد معارفه، حتى انني لم أنظر اليه لأبدي فيه رأيا، ولا ادري تفاصيل ما دار بينه وبين ابي، الا ان امي اخبرتني بعدما انصرف ونام الجميع بأنه عريس جاء يخطبني، فلم اجد عندي أي كلام يمكن ان يقال، لا رفضا ولا قبولا، وما كان إخبار امي لي لتأخذ رأيي، وانما لمجرد العلم بالشيء لأن القرار النهائي في يد ابي، لم اكن معارضة لهذا الاسلوب، لانني لم اكن على ارتباط أحد وليست لي علاقات، وأثق باختيار ابي، واتوقع قبل ان يقول كلمته الاخيرة انه يحرص على موافقتي، وهذا ما حدث بالفعل، وفي الزيارة الثانية للعريس تمكنت من رؤيته، ولم تكن لي تحفظات عليه، وليس لي شروط وقبلت الزواج منه رغم انه بالنسبة لي مجهول، لا اعرف عنه اي معلومات غير انه يعمل ممرضا في احد المستشفيات، ورغم انني تخوفت هذا المجهول وساورتني الافكار، لكنني لم اكن حريصة على معرفة شخصيته وصفاته، ولابد انه مقتنع بي فقد جاء الى منزلنا برغبته وكامل اختياره، واستمرت الخطبة بضعة اشهر كان يزورنا خلالها على فترات متباعدة، وقد لا يبقى خلال كل مرة الا دقائق معدودة، كما كان يقول انه مشغول في عمله أو في إعداد مسكن الزوجية، وتولى ابي واخي الاكبر كل الترتيبات وحتى اختيار الاثاث البسيط، وقام اصدقاء اخوتي بتزيين بيتنا بالانوار والالوان والاوراق المزخرفة ايذانا بحفل العرس الذي اقتصر على بعض الزينة والضجيج الذي احدثه شباب المنطقة من البنين والبنات وهم يرددون الاغاني المعروفة في هذه المناسبة. انتقلت الى بيت زوجي وسعدت معه في ايامنا الاولى ووجدت فيه حنانا ورقة وكان حريصا على ارضائي وتوفير حياة كريمة لي، لكنه ازداد غموضا، من ناحية اخرى فلم يعرفني على اي من اسرته أو اقاربه الا اخته التي تكاد تكون العلاقة بيننا وبينها مقطوعة، قال لي ان اباه وامه قد رحلا عن عالمنا وليس له اهل ولا عشيرة، مقطوع من شجرة، ثم يضيف قائلا: وانت يا حبيبتي كل دنياي، انت اهلي واسرتي وابنتي وحياتي كلها، فتأتيني كلماته مثل المخدر الذي يسري في اوصالي وفي عروقي ويذوب في اعصابي فتسكن وتهدأ واغرق في بحر كلماته المعسولة، فيتوقف الكلام عنه وعن اسرته ويمتد في الحب والغرام واكتفي بذلك، فلا يهمني من يكون ابوه أو امه، المهم الرجل نفسه، الى ان رُزقنا بطفلنا الاول ثم طفلنا الثاني، ومللت استمراره في العمل ليلا كل يوم، فهو يخرج في المساء تقريبا في التاسعة واحيانا العاشرة ويعود في الثامنة صباحا، يرتمي في فراشه وهو يشكو التعب والارهاق، وقد يسب سهر الليالي لولا انه ليس عنده بديل، واعتدت خلال هذه السنوات ألا يغمض لي جفن طوال الليل صيفا أو شتاء الا عندما يعود واطمئن عليه، واستيقظ قبله لأعد له الطعام وملابسه ويقضي معي بعض الوقت ويغادر الى عمله بعد ان يقبل الصغيرين ويوصيهما ألا يغضباني وان يسمعا الكلام. طلبت من زوجي ان يغير مواعيد عمله وان يجعلها نهارا بدلا من الليل لاننا نريد ان نعيش مثل البشر لا مثل الخفافيش، ننام النهار ونستيقظ الليل، فوعدني بانه سيتحدث مع مدير المستشفى في هذا الامر، ومرت عدة اشهر وذكرته بمطلبي فقال ان المدير وعده بأنه سيبحث رغبته وعاودت الطلب فقال ان مطلبه تم رفضه، فاقترحت ان يكون ولو حتى بالمناوبة مرة ليلا ومرة نهارا فأكد لي ان مسؤولي المستشفى جميعا رفضوا ذلك ولم يتركوا امامه اختيارا إلا القبول بهذا الوضع أو ترك العمل نهائيا فاضطررت الى الانصياع وقبول الامر الواقع حيث لا دخل آخر لنا إلا من هذا العمل وأخشى ان يتركه فنتشرد جميعا، خاصة اننا رُزقنا بطفلنا الثالث وازدادت اعباء الحياة ومطالب الصغار وهم مقبلون على المرحلة الدراسية وتذرعت بالصبر الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا ورضيت بهذه الاحوال، غير انني لمست تغيرا في تصرفات زوجي، فقد اصبح يعود مخمورا في الصباح وعندما واجهته بذلك قال انه بعد عمله يجلس مع بعض اصدقائه للترويح عن انفسهم ورجوته ألا يكرر ذلك، لكنه لم يفعل وتبدلت احواله، واهمل البيت والاولاد، ولم يلتفت الى نصائحي ولم يستجب لدموعي التي لا تجف، استمر في غيه، ولا اجد من ذلك مهربا ولا مفرا، اعاني الامرين بينه وبين احتياجات الصغار. ولان المصائب لا تأتي فرادى، فقد بدأت اتلقى اتصالات هاتفية من بعض النسوة يسألن عنه بحجة انه زميلهن في العمل، والحقيقة عني غائبة، لكن احساس الانثى عندي يؤكد ان هناك شيئا خاطئا، وحقيقة يجب ان اكتشفها وأصل اليها، لاطفئ النار التي اشتعلت داخلي وتحرقني من كل اتجاه. ليست لدي قدرة على الاحتمال بعد كل هذا، لابد ان اتخذ خطوة عملية ايجابية لوقف تلك المهزلة وهذه المعاناة، واتخذت قراري بانه لن يحك جلدي مثل ظفري، ولن يقوم بهذه المهمة احد مثلما إريد، لابد ان اراقب زوجي وأن اتتبع خطواته، واضع يدي على حقيقته وأحل لغز غموضه، وفعلت ما عقدت عليه العزم تسللت وراءه في المساء بعدما تركت الصغار في المنزل، وفي اخر المشوار كانت المفاجأة الكبرى التي هزت كياني وزلزلتني، زوجي دخل ملهى ليليا، فاقتربت وسألت الحارس فأخبرني انه يعمل هنا مطربا منذ اكثر من عشر سنوات، نعم هو ليس مشهورا ولا معروفا، ولم يسمع عنه احد، لكن هذه هي مهنته وما النسوة اللاتي كن يتصلن بي الا ساقطات يعملن معه، وتأكد ابي واخوتي من هذه المعلومات، وظهرت حقيقة الرجل الخفاش عاشق الليل الذي لا يستطيع الحياة في النهار والنور، ثم رفض ترك العمل والبحث عن مهنة اخرى بالحلال وتمسك بما هو عليه، فاتخذت قراري الذي لا رجعة فيه من اجل اولادي، حتى لا ينشأوا بمال حرام، ويتأثروا بتصرفات ابيهم ويضيع مستقبلهم اقمت دعوى خُلع وحصلت عليه. ومن الحب ما قتل أحمد محمد (القاهرة) - تسلمت «فايزة» عملها في المدرسة التي انتقلت إليها هذا العام مع بدء الدراسة بعد سنتين قضتهما في مدرسة بعيدة عن مسكنها عانت خلالهما الأمرين في وسائل المواصلات لبعد المسافة والاستيقاظ مبكرا مما يفقدها التركيز، أما الآن فهي على بعد أمتار وخمس دقائق فقط كافية لوصولها الى عملها سيرا على الأقدام، ودعت المعاناة اليومية وبدأت الاستقرار وهذا هو مبعث السعادة التي غمرتها. وعندما وضعت أولى قدميها في حرم المدرسة، اتجهت الى مكتب المديرة التي استقبلتها ورحبت بها وتمنت لها التوفيق في مهمتها وبعد واجب الضيافة سلمتها جدول الحصص ثم طلبت الاستاذ «محمد» مدرس التاريخ اي نفس تخصص «فايزة» لينسق معها العمل في الفصول، وفي البداية اصطحبها في جولة تعريفية بأنحاء المدرسة، وهو يمطرها بوابل من الثناء على أناقتها، وكيف انه محظوظ لأنها ستعمل معه، أبدى استعداده التام لتقديم خدماته وكافة التسهيلات التي تريدها وفي اي وقت، هي نفسها اعتبرت نفسها محظوظة إذ أن هذا اليوم يعد يوم ميلادها الثاني ويستحق ان تحتفل به في كل عام لأنها صادفت فيه أحداثا سعيدة، وقدمت لزميلها الشكر وانطلقت نحو الحصة الاولى لتقدم نفسها للتلاميذ وتعرفهم بشخصيتها وتتعرف عليهم وبدأت العمل. عين الاستاذ «محمد» نفسه مرشدا ومساعدا لزميلته، خاصة بعدما أعجب بها منذ اللحظات الأولى التي وقعت عيناه عليها وحتى إذا لم تكن فائقة الجمال فإنه يمنحها كل الألقاب، فأطلق عليها ست الحسن والجمال والبرنسيسة وغيرها وكل ما جادت به قريحته من أوصاف، وكان من الطبيعي ان يلفت ذلك نظرها، ولا يخفى عليها كأنثى مقصده، ولم تبد اعتراضا على تصرفاته، بل كانت تريدها وتنتظرها وتكاد تقول: هل من مزيد، ومع تكرار هذه الموافقة كان الإعجاب متبادلا فهو يفكر في الزواج ويبحث عن عروس، وهي غير مرتبطة وكل منهما يعرف الآخر ويحظى عنده بالقبول بلا إفصاح أو كلام واضح وصريح ومباشر، فهناك عقبات كثيرة في طريقهما لكنه استجمع شجاعته وفاتحها برغبته في الارتباط بها، هزت كتفيها ومطت شفتيها وعليهما ابتسامة ذات دلالة، لكن لم تنطق وتركت المكان الذي كانا فيه وانصرفت، تحاشت في هذا اليوم ان تقابله، أو تلتقي عيونهما حتى لا يظهر من مشاعرها ما لا تريد أن تبديه الى ان انتهى وقت العمل، وانصرفت عائدة الى مسكنها، لم تستطع المقاومة وإخفاء ما حدث وأخبرت أمها بما قاله زميلها، ولم تجد من أمها جوابا غير الدعوات بالتوفيق والسعادة وحسن الاختيار، وعندما كرر الاستاذ «محمد» طلبه جاءته الموافقة، وتحدد موعد زيارته الأولى لبيتها ليتعرف على أسرتها عن كثب وخلال أسابيع تم الاتفاق على تفاصيل ما سيتحمله كل طرف من الأثاث والالتزامات الأخرى. العبء الأكبر كان على كاهل «محمد» فلم يكن يمتلك شقة الزوجية وليس معه من المال إلا القليل، فبذل جهوده لتحقيق هذا الإنجاز الأكبر الذي يمثل معضلة وعقبة في طريقه، وهو ليس من المطلوبين للدروس الخصوصية ولم يعتد التلاميذ ذلك في مادة التاريخ ولا يعتبرونها مهمة بل يمكنهم استذكارها مع والديهم، بحث عن عمل مناسب يزيد به دخله، لكنه لم يجد، وشعر بالإحباط، وظهرت العصبية على تصرفاته، خاصة بعد مرور ستة أشهر كاملة منذ إعلان الخطبة ولم يتحرك خطوة الى الأمام، وبدأت أسرة عروسه تطالبه بالتعجيل بشراء الشقة، فطلب فرصة الى ما بعد شهور الصيف التي ترتفع فيها الأسعار بشكل ملحوظ وقد انتهى العام الدراسي، ومع بداية العام القادم ستكون الأحوال أفضل، ومنحوه الفرصة لكن ازدادت الهوة بينه وبين «فايزة» ولم يعد يبثها كلمات الغزل والغرام، وتباعدت زياراته لمنزل أسرتها، وساهمت الإجازة الصيفية في التفريق بينهما. وحل العام الدراسي التالي ولم تكن «فايزة» بنفس سعادة وظروف العام الماضي، فقد سيطرت المشكلات بينها وبين «محمد» على حياتهما وظهرت على السطح، وانتهت المهلة الممنوحة له بما يشير الى شقاق كبير، وتفاقم الأمر حتى وصل الى طريق مسدود، واستحالت معه إمكانية الاستمرار، وتم الانفصال قبل الارتباط الرسمي، وكل منهما يحمل الطرف الآخر كامل المسؤولية عن فشل هذه العلاقة وتبادلا الاتهامات التي لم تخل من كلمات جارحة، يلقيها إليها وتردها عليه، فتحولت المحبة الى كراهية وكلمات الحب والغزل إلى شتائم وسباب بعضها كان على رؤوس الأشهاد، أمام التلاميذ والمعلمين وهو ما اعتبره «محمد» إهانة لا تغتفر واستشاط غيظا ورفض ان تمر المسألة مرور الكرام ولابد من الانتقام ورد الاعتبار فالذين كانوا بالأمس يلمزون ويهمزون ويغمزون بما بينهما من مشاعر حميمة هم أنفسهم اليوم بنفس حركاتهم وتصرفاتهم يفعلون ذلك فيما حدث من اختلاف. وقرر «محمد» ان يدس لها السم في الشاي، فهو يعرف إنها اعتادت تناول هذا المشروب في كل فسحة لكنها اكتشفت ان رائحته غريبة ونجت من الموت وباءت المحاولة بالفشل وكرر المحاولة باستخدام عقاقير طبية في العصائر، لكنه فشل أيضا، بعدما رفضت تناولها رغم انه ليس هو الذي قدمها، إنما أحد العمال الذي دفعه «محمد» لذلك وما كان رفضها لعلمها بشيء وإنما إشفاقا على العامل لظروفه الصعبة. وقارب العام الدراسي على الانتهاء وفرغ التلاميذ من أداء الامتحانات وتم إعلان النتائج ولم يبق في المدرسة غير «محمد» واثنين من العمال بينما «فايزة» في غرفة المعلمين وحدها بعدما انصرف الجميع، فقد كانت مكلفة بفحص ملفات التلاميذ الجدد الذين سيلتحقون بالمدرسة في العام المقبل، ودخل «محمد» عليها مستغلا هذا الهدوء واطبق على رقبتها بحبل غليظ كأنه ينفذ فيها عقوبة الإعدام شنقا، عاجلها من الخلف حتى انها لم تره الى أن لفظت آخر أنفاسها وسقطت جثة هامدة على الأرض بينما العامل يراقب المكان ليتأكد من عدم وجود أحد وتنفس «محمد» الصعداء وطلب من العامل الثاني حفر حفرة في أحد أركان المدرسة لدفنها وبالفعل تم ذلك وعاد «محمد» الى منزله، وفي المساء اتصل بأسرتها ليسأل عنها بحجة رغبته في إعادة المياه الى مجاريها فأظهر انزعاجا شديدا عندما أخبروه انها لم تعد وادعى انها تركت المدرسة من الظهيرة، والأبواب مغلقة من الساعة الثانية ظهرا وانطلق إليهم يبحثون عنها في كل مكان بلا جدوى. اتفق مع العامل الذي شاركه الجريمة على ان يأتيه بسيارة لنقل الجثة حتى لا تفوح رائحتها في المدرسة ويتم كشف المستور، وفي مساء اليوم التالي توجها لتنفيذ ما خططا له، لكن المفاجأة الكبرى التي لم يتوقعاها ان رجال البوليس كانوا هناك اذ ان العامل الثاني أبلغ الشرطة عن الجريمة البشعة التي وقعت في محراب العلم. وتم وضع القيود الحديدية في أيدي المدرس والعامل واصطحابهما الى السجن ليدفعا ثمن فعلتهما المجنونة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©