الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أوبك» تثبت الإنتاج وتأمل في ارتفاع الأسعار

28 مايو 2009 23:41
قرر وزراء منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في اجتماعهم أمس ابقاء مستويات الإمدادات المستهدفة دون تغيير مع مراهنتهم على تحسن الاقتصاد العالمي ومؤشرات الى تزايد الطلب لتعزيز أسعار النفط. وحوالى الساعة 10,47 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر برميل النفط في التبادلات ثلاثة سنتات ليصل الى 62,54 دولار في لندن، وفي نيويورك، تراجع سنتين ليصل الى 63,43 دولار. وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي للصحفيين عقب اجتماع منظمة (اوبك) الذي استمر أقل من ساعتين «البقاء على ما نحن عليه. هذا هو القرار»، وكان من المتوقع على نطاق واسع ألا تغير المنظمة مستويات الإمدادات الحالية. وعبر بعض أعضاء أوبك التي تضم 12 دولة عن مخاوفهم من أن مستويات المخزونات المرتفعة قد تخفض الأسعار لكن النعيمي قال إن الطلب يتزايد وسيمتص الامدادات الفائضة، واضاف قائلا «السعر جيد.. السوق في حالة جيدة.. والتعافي مستمر». وبلغت العقود الآجلة للخام الأميركي بالفعل أعلى مستوى في ستة أشهر فوق 60 دولارا للبرميل او نحو مثلي مستوياتها في ديسمبر الماضي، وقال وزير البترول السعودي إن الاقتصاد العالمي مستعد للتكيف مع سعر يتراوح بين 75 و80 دولارا للبرميل وتوقع وصول الأسعار إلى ذلك المستوى قبل نهاية العام رغم أن وزراء آخرين قالوا إنه قد يستغرق وقتا أطول. والمستوى الذي يتراوح بين 75 و80 دولارا هو السعر الذي يقول المنتجون إنه ضروري للحفاظ على الاستثمار في امدادات جديدة على المدى الطويل. وعقب اجتماعها السابق في مارس الماضي حيث كانت الأسعار لا تزال دون 50 دولارا للبرميل والمخزونات مرتفعة للغاية بالفعل أشارت أوبك إلى أنها مستعدة للتكيف مع أسعار حول ذلك المستوى في حين يتعافى الاقتصاد العالمي من الركود. وكانت أجواء اجتماع الأمس أشد تفاؤلاً، وقال وزير النفط الأنجولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس الذي يتولى حاليا رئاسة منظمة أوبك «أعتقد أن روح بياننا الختامي تبعث برسالة تفاؤل يشعر به حاليا جميع أعضاء المنظمة»، واضاف قائلا «هذا التفاؤل تصاحبه بعض الواقعية» . وحذرت الولايات المتحدة أكبر اقتصاد وأكبر مستهلك الطاقة في العالم من أن ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير قد يسبب أضراراً مالية رغم أن الرئيس باراك أوباما قال إن بلاده «تراجعت عن حافة الهاوية». ومن المتوقع أن يبحث اوباما مع العاهل السعودي الملك عبدالله أسعار النفط في اجتماع الأسبوع القادم في الرياض، والمرة السابقة التي غيرت فيها اوبك مستويات الانتاج المستهدفة كانت في اجتماعها في ديسمبر في الجزائر. ويبلغ إجمالي الإنتاج المستهدف 24.84 مليون برميل يوميا للدول الأعضاء الإحدى عشرة الملتزمة بحصص الانتاج. وإجمالا اتفقت اوبك على خفض الامدادات بمقدار 4.2 مليون برميل يوميا وحسب تقديرات لمحللين فإن تقيد اعضاؤها بالتخفيضات المتفق عليها يبلغ حوالي 80 في المئة. وقال وزراء إن اجتماع الأمس حث الأعضاء على تشديد التقيد بالتخفيضات لكن لا يتوقع كثير من المحللين تشديد الالتزام مشيرين إلى أنه عند مستويات مرتفعة تاريخيا بالفعل. وقال أعضاء أوبك الذين يتخذون موقفا أكثر اعتدالا بشأن الأسعار إن ارتفاعها بشكل كبير قد يؤدي إلى شعور زائف بالأمن وإفساد الالتزام داخل اوبك لاسيما في وقت تعارض فيه دول اعضاء من بينها فنزويلا وحتى انجولا التي تتولى رئاسة المنظمة حاليا الحصص المقررة لها. وقال مندوب لأوبك لرويترز «مع ارتفاع الأسعار حاليا من المرجح أن يزيد الناس الإنتاج وقد يكون لهذا تأثير سلبي على الأسعار.» وتعتبر المخزونات مقياسا رئيسيا تراقبه اوبك عن قرب. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن المخزونات تعادل ما يكفي استهلاك 62.4 يوم وهو الأعلى منذ 1993 لكن النعيمي توقع ان تتراجع إلى ما يعادل استهلاك ما بين 52 إلي 54 يوما بسبب تزايد الطلب، وتعقد أوبك اجتماعها العادي القادم لمراجعة سياسة الامدادات في التاسع من سبتمبر المقبل. واتخذت أوبك التي تأمل في أن يصل سعر البرميل الى 75 دولارا ليتمكن المنتجون من الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج، منحىً براجماتياً بقرارها الابقاء على حصص الانتاج على حالها فهي لا تريد ان تبدو مستعجلة خشية تقويض تحسن المؤشرات الاقتصادية. وبعد تسجيلها رقما قياسيا من 147 دولارا للبرميل في يوليو 2008 وتدهورا الى ,32 40 دولاراً في ديسمبر من العام الماضي، فإن أسعار النفط الخام تجاوزت مجددا عتبة الستين دولارا للبرميل. اما سعر برميل سلة نفط أوبك، فعادت أمس الأول للمرة الأولى منذ 23 أكتوبر الماضي الى ما فوق عتبة الستين دولارا للبرميل لتسجل 60,75 دولارا الثلاثاء. واعتبر شكري غانم الذي توقع هو ايضا ارتفاع اسعار النفط، قبل الاجتماع انه «بسبب وضع الاقتصاد العالمي فانه يتعين علينا عدم تعقيد الأمور أكثر على الاقتصاد». واضاف «ان السوق مزودة اكثر من اللازم غير اننا نأمل أن يتحسن الاقتصاد قليلا. وفي الآن نفسه تتحرك الأسعار لزن المضاربين عادوا. وان السوق يرسل اشارات مختلفة». وقال الخبير الفرنسي بيار تيرزيان الخميس في نشرة «بيتروستراتيجي» إن الارتفاع الحالي للأسعار «ناجم عن الأمل في انتعاش اقتصادي وليس عن عوامل نفطية أو عن أساسيات» السوق.
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©