ما مستقبل بورصة هونغ كونغ؟ سؤال يتردد خلال الآونة الأخيرة بين أروقة المستثمرين والمتعاملين في أسواق الأسهم.
لقد أصبح مستقبل المدينة كواحد من المراكز المالية البارزة في آسيا أكثر هشاشة في السنوات الأخيرة، حيث تتوسع الأسواق المنافسة خاصة في بورصتي شنغهاي وشنتشن بالصين ليفتحا الباب أمام المستثمرين الأجانب للمضاربة في أسواقهما.
ومع ذلك، فإن الثقة في بورصة هونج كونج ما زالت كبيرة فقد شهدت الأسهم ارتفاعاً مذهلاً خلال الـ12 شهراً الماضية بنسبة بلغت 48%.
ولكن على ما يبدو فإن الحماس للتعامل في بورصة هونج كونج مبالغ فيه، خاصة إذا ما نظرنا إلى التحديات التي تواجهها حالياً.
فمعدل أرباح السهم الواحد الآن يبلغ 46 مرة أكثر من العام السابق، وهو أعلى من متوسط ربح السهم خلال خمس سنوات، مما يجعله الأعلى بين البورصات الرئيسية العالمية. وإذا ما وضعنا ذلك بالمقارنة ببورصة نيويورك نجد أن معدل زيادة أرباح السهم في بورصة نيويورك يبلغ 17 مرة مقارنة بالعام الذي يسبقه بينما يبلغ هذا المعدل في ناسداك 19 مرة.
التحدي الأخير الذي تواجهه بورصة هونج كونج حالياً هو خطط بكين المعلنة لجذب المزيد من الشركات الصينية العملاقة المدرجة في أسواق الأسهم بدول أخرى مثل علي بابا وتينسنت، وذلك للاستثمار في أسواق الأسهم داخل الصين، ومن المنتظر أن يتم السماح لعلي بابا وتينسنت قريباً بإصدار ما يسمى إيصالات الإيداع إيذاناً ببدء التعاملات.
قد يمثل ذلك ضربة لبورصة هونج كونج التي تحاول أيضاً جذب عملاقي التكنولوجيا الصينيين، ولذا فمن المرجح أن تخفف بورصة المدينة من قواعدها في وقت لاحق من هذا العام للسماح بتسجيل قوائم الشركات ذات هياكل الأسهم المزدوجة.
وقد تفوت الفرصة هذه المرة أيضاً على هونج كونج، إذا ما قررت الشركات العملاقة مثل علي بابا وغيرها اختيار بورصة الصين فقط لإدراج أسهمها.
وبالنسبة لبورصة هونج كونج فإنها ستحتاج إلى الحفاظ على حجم تداولاتها الحالية وتحقيق المزيد من الأرباح على أمل إقناع شركات صينية عملاقة وكذلك شركة أرامكو بالانضمام إليها.
عدد اليوم
