الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أولاد الغيتو».. «آدم» راوياً.. والمؤلف سارقاً!

«أولاد الغيتو».. «آدم» راوياً.. والمؤلف سارقاً!
27 مارس 2017 00:49
إيمان محمد(أبوظبي) تنطلق رواية «أولاد الغيتو-اسمي آدم» للبناني إلياس خوري من المقدمة الطويلة التي كتبها، والتي لا يمكن فصلها عن كينونة الرواية التي يصفها بالجزء الثاني لروايته «باب الشمس»، التي عجز عن كتابتها، فنشر هذه الرواية ببناء مختلف يقوم على يوميات شخصية تدعى «آدم دنون»، وهذه اليوميات وصلت إلى «خوري» بالصدفة. الرواية مدرجة في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2017 (البوكر العربية)، ويطرح خوري في مقدمتها بوضوح فكرة سرقة ونشر اليوميات باسمه في كتاب، غير أنه بدل أن يكون «سارقاً أصبح ناسخاً»، كما يقول في المقدمة، نشر المخطوط كاملاً دون إضافة أو تعديل، خالقاً بذلك إيهاماً بكون المؤلف شخصاً آخر، ويمضي بعيداً في الإيهام بظهوره طرفاً في اليوميات باسم «الأستاذ اللبناني»، الذي تعرف عليه «آدم دنون» عن طريق تلميذته في الجامعة في مدينة نيويورك. هذه المقدمة التي تشرح العلاقات بين الشخصيات والنص تعد مفتاحية لفهم الرواية، التي تظهر مثل الشذرات والحكايات غير المترابطة، وخاصة سيرة الشاعر «وضاح اليمن» بما تحمله من رمزية ستتكشف لاحقاً عندما يغوص السرد في حكايات أهالي مدينة اللّد الفلسطينية حينما سقطت إبان النكبة، ويصبح الصندوق الذي دُفن فيه الشاعر حياً دون أن يصرخ ويعلن عن وجوده، بمثابة معادل للصمت الذي لف الناس بعد مذبحة مسجد دهمش التي لم توثق تفاصيلها، وتحول المثلث بين المسجد والمستشفي والكنيسة إلى «غيتو العرب» بعد تسويره بأسلاك شائكة من قبل الجيش الإسرائيلي، والذي أطلق عليه هذه التسمية التي تذكر بأحياء اليهود في أوروبا، في معادلة أخرى تذكر بصندوق الشاعر المدفون بصمت، فيتساءل الكاتب لماذا بقي أهالي اللّد في الغيتو ولم يهربوا أو يحكوا ما حصل لهم؟ يكتب آدم هذه اليوميات من مدينة نيويورك حيث يعمل في مطعم إسرائيلي للفلافل، ويستدعي الحكايات من ذاكرته وروايات الأهالي الذين عرفهم صغيراً، وآخرين يلتقي بهم لاحقاً ليوثق الغيتو إذ كان أول مواليده، ويدعم ذلك بوثائق تاريخية قليلة عن النكبة، ويكشف النص عن تشظي شخصية آدم الذي يكتشف أن والديه اللذين عرفهما في الغيتو ليسا أبواه الحقيقيين، وأنه وجد رضيعاً على صدر امرأة ميتة تحت شجرة زيتون في معمعة الطرد الكبير الذي حدث عندها، ويتقمص هوية إسرائيلية في شبابه، وحينما يشاهد فيلماً عن فلسطين أعده «الأستاذ اللبناني» يتفجر بالغضب ويعتبر الفيلم تلفيقاً، ويندفع إلى الكتابة ليروي سيرة الصمت الحقيقية، إذ يعد هو شاهداً على الشتات، والمجازر الإسرائيلية، وهو أيضاً الأكثر قدرة على توثيق الحقيقة بكل أبعادها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©