الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«هوا بحري».. بحث عـن المدينة الحلم

«هوا بحري».. بحث عـن المدينة الحلم
27 مارس 2017 00:47
محمد عبدالسميع (الشارقة) قدمت فرقة مسرح أبوظبي، مساء أمس الأول، خارج المسابقة الرسمية لـ«أيام الشارقة»، مسرحية «هوا بحري» من تأليف صالح كرامة العامري، وإخراج محسن محمد، وتمثيل: محمد غباشي، وبدر الرئيسي وعبدالله أنور وعلي الحيالي. تتحدث المسرحية عن أشلاء مدينة يبحث عنها الحالمون، وذلك من خلال أربع شخصيات ليست بالنمطية، حاولوا أن يصلوا إلى المستحيل من خلال الحلم الذي ينتاب أحدهم ويدعى «سليم»، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تحقيق المعادلة الصعبة، فهم خارجون من حرب مدمرة حولت الأحلام والآمال إلى لعنة تطحن العظام كما تطحن الأحلام، حرب خلفت موتى وأشلاء ونازحين ومهجرين يبحثون عن مأوى. وفي ظل هذا الوضع يكرسون جهودهم ليصلوا إلى بداية حلم جديد، وإلى مدينة جديدة يحققون فيها أحلامهم. في المشهد الأول نرى الشخصيات الأربع:(سليم، شريف، صمد، نور) مع صوت البلدوزر وهو يقذف بهم إلى مكان مهجور غير محدد المعالم وسط فضاء مؤثث بقطع من المكعبات والمستطيلات وعدة أشكال أخرى بيضاء، في إشارة إلى أن المدينة تم تدميرها. هناك يبحثون عن مدينة ضائعة، يشاهد أحدهم خيالها في الأفق البعيد، وكأنها تزحف نحوه، بيد أنها لا تقترب، ويدقق أصحابه في الأفق بحثاً عنها فلا يرون سوى غبار، ويرى أحدهم راعياً يسوق غنمه، فيستبشرون به لكنه يصعد في الهواء وينفجر. ثم بدأت المشاهد تتوالى بين السجن والبيت والعودة مرة أخرى إلى مكان البداية نفسه، في استدعاء لأحداث من الماضي أو فلاش باك (عبر الغوص في الذاكرة) لاسترجاع ذكريات عن الحالات والأوضاع التي كانوا يعيشونها قبل أن يأتوا إلى المكان المهجور، حيث يتحول المشهد إلى سجن، فيه سجينان، يدخل عليهما الحارس ويبدأ في تعذيبهما، وأثناء ذلك يقول لهما إنه يعذبهما لأن جريمتهما هي التفكير، ويهددهما بأنه سيأتي بالكلب الشرس «لافي»، ويطلقه عليهما، ويخرج السجان تاركا إياهما فريستين للرعب. وفي مشهد آخر يجسد أحدهم كيف تعامل مع أهله وأسرته، في إشارة للبيت المهدم الخرب المملوء بالمشاكل (العائلة المفككة)، إشارة تتجلى في مشادة بين الرجل وزوجته، التي تقمص أحد الممثلين الأربعة دورها. بني عرض المسرحية على أربعة مشاهد درامية مستمدة من ثيمة الحلم والبحث عن مدينة جديدة يسودها الأمن والأمان والسلام. وكانت السينوغرافيا غير موفقة ولم تستطع مواكبة الأحداث واستخدام الفضاء المسرحي في الانتقال من مشهد إلى آخر. والديكور لم يكن قادراً على أن يعكس أجواء الحدث، كما أن الإسراف في الإضاءة كان واضحاً، ولم يوفق في التعبير اللوني عن المشاهد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©