الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«باريس الدولي للكتاب».. بوابة الثقافة العربية إلى أوروبا

«باريس الدولي للكتاب».. بوابة الثقافة العربية إلى أوروبا
27 مارس 2017 00:46
جبريل جالو (باريس) يسدل اليوم الاثنين الستار على فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب في نسخته الـ 37، وسط حضور ملحوظ لمختلف دور النشر الفرنسية والعربية والعالمية، إضافة لتوافد جماهيري كبير. وتشارك في المعرض دول عربية عدة، إضافة إلى الإمارات العربية المتحدة، وهي: المملكة العربية السعودية، ولبنان، والجزائر، وتونس، والمملكة المغربية التي تحل ضيف شرف بـعشرات المؤلفين، ومئات الكتب، وعدد من الفنانين التشكيليين. ولقي برنامج ندوات ومحاضرات «باريس الدولي للكتاب» اهتماماً من الزوار والمتابعين، وتناولت في مضامينها واقع الكتاب ومستقبله، والقراءة والتأليف والنشر. كما احتل كتاب الطفل والكتاب المدرسي والكتب العلمية وكتب الطبخ إضافة للآداب والتراجم مساحات كبيرة من هذه الندوات. وواكب الإعلام الفرنسي، ممثلاً في قنوات تلفزيونية وإذاعية عدة معرض باريس للكتاب بتغطية حية ومباشرة، سعت إلى استغلال حضور الكُتاب والمثقفين في أرضية المعرض لإجراء حوارات معهم تدور كلها حول «الكتاب» والمعرض والحراك الثقافي في فرنسا والدول المشاركة فيه. وكان دفيسن مونتانج، رئيس معرض باريس للكتاب، في كلمته الافتتاحية للنسخة الماضية، قد قال إن إدارة المعرض قررت تعديل تسمية الفعالية من «صالون باريس للكتاب» إلى «باريس للكتاب»، مؤكداً أن هذا الحدث الثقافي الذي انطلق منذ العام 1981، سيبقى منبراً للكتاب والقراءة والأدب والحوار والفكر، كما أنه فرصة نادرة تجمع بين المفكرين والمؤلفين ورواد المعرض في حيز موحد لكل المهتمين بالكتاب والعاملين في المهن المتعلق به من تأليف ونشر وطباعة وتوزيع وترجمة ومكتبات. إيزابيل قرمي، مديرة دار نشر «لوازو أندغو»، اعتبرت أن مهرجان باريس الدولي للكتاب يمثل بوابة الكتاب العربي والثقافة العربية إلى أوروبا. وقالت قرمي في تصريح لجريدة «الاتحاد»: من بين اهتماماتي تسليط الضوء على الكتب العربية لأن الكتاب الفرنسي يلقى قبولا كبيراً في العالم العربي في المغرب والمشرق، لذلك حان الوقت لأن تفتح أوروبا أبوابها للكتاب وللثقافة العربية والإفريقية، خصوصاً في هذا الوقت الذي يحاول فيه الإعلام الغربي اختزال العلاقة مع العالم العربي في الجوانب الأمنية، فالثقافة العربية قديمة ومتجددة، والكتاب العربي يستحق عن جدارة الترجمة إلى الفرنسية واللغات الأوروبية. ونحن منذ سبع سنوات نوزع ونسوق لاثنين وثلاثين دار نشر في سبع دول عربية وأفريقية. والكتب التي نوزعها باللغتين العربية والفرنسية وبعض اللغات الإفريقية مثل الفلانية والوولف والبامبرا. وقال الكاتب الموريتاني عبد الفتاح الأمانة: «أنا أحد الرواد الأوفياء لمعرض باريس للكتاب منذ عقد من الزمن بوصفي كاتباً، والآن جئت في إطار دار نشر مهتمة بترجمة التراث والموروث العربي الإسلامي إلى اللغات الأجنبية وخصوصا الفرنسية. وأعتقد أن حضور العرب في معرض باريس سيبقى دون المستوى مالم يتم ترجمة الكتب المؤسسة للثقافة العربية. مهمة استثنائية لقي كتاب «مهمة استثنائية» للدبلوماسي الجزائري محمد بجاوي إقبالاً في معرض باريس. ويتناول الكتاب مرحلة ما بعد الاستقلال. حيث شغل بجاوي منصب سفير الجزائر في فرنسا بين الفترة 1970 و1979 من القرن الماضي. وكانت مهمته هي الحصول على كامل الاستقلال الثقافي والاقتصادي. يقول بجاوي في تصريح لجريدة «الاتحاد»: «عملت من أجل التوصل للندية بين البلدين وبدأنا بتوطين الغاز والبترول عالم 1971 وانتزعنا كل مقدرات الجزائر. وهذا هو السياق الذي كتبت فيه هذا الكتاب، وهو شهادة تاريخية لأنشطتي كسفير جزائري في باريس في ذلك الوقت». المشاركات العربية الحضور العربي في معرض باريس للكتاب حضور قوي هذا العام، حيث تقبل الجاليات العربية، إضافة لكثير من الفرنسيين، على منصات العرض العربية بهدف الإطلاع على المنشورات العربية واقتناءها، كما تستقطب ورشات الخط العربي جمهوراً كبيراً من الفرنسيين الراغبين في الحصول على أسمائهم مكتوبة بخط عربي. منصة هيئة الشارقة للكتاب، والتي تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في «معرض باريس الدولي»، مثلت الحضور الإماراتي البارز والنشط، ونظمت ورشة للخط العربي شهدت إقبالاً كبيراً من رواد المعرض، وقال سالم عمر سالم، مسؤول المنصة: «إن هيئة الشارقة للكتاب تشارك بانتظام في معرض باريس للكتاب، حيث إن هذه هي المشاركة العاشرة على التوالي»، وأضاف أن الهدف من الحضور في هذه التظاهرة الثقافية العالمية هو إحياء جسر التواصل الثقافي عبر لقاء الناشرين من مختلف أنحاء العالم والتسويق لمهرجان الشارقة للكتاب، وأضاف سالم «إن دولة الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بالكتاب ونشر ثقافته، وهذا ينعكس جلياً في المشاركات الدولية لهيئة الشارقة للكتاب، كما ينعكس أيضا في الإقبال الكبير على معرضي أبوظبي والشارقة للكتاب». من جانبه أكد الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية في باريس الدكتور إبراهيم بن يوسف: «إن هذه هي المشاركة الرابعة للمملكة في معرض باريس للكتاب، وهي امتداد لتجربة كبيرة للمشاركات في المعارض الدولية حول الكتاب في «برشلونة» و«مدريد» وغيرها». واعتبر بن يوسف أن المشاركة العربية في معرض باريس مهمة جداً لكنها خجول، ولا تعبر عن المخزون الثقافي العربي العريق والكبير، مضيفاً أن الإشكال القائم هو أن العرب من بين أقل الأمم نشاطاً في مجال الترجمة وهذا ما تشير إليه دراسات كثيرة ومتواترة. في مقدمته «تحت راية الاحتلال» بـ «الفرنسية» الإبداع الإماراتي يضيء في عاصمة النور شهد معرض باريس الدولي للكتاب تواجداً بارزاً من الإمارات، تجسد في تنوع الإبداع الإماراتي والاحتفاء به في عاصمة النور باريس؛ جاء في مقدمته حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال زيارة سموه للمعرض، وإعلان الرئيس الفرنسي عن اختيار الشارقة لتكون ضيف شرف الدورة القادمة من معرض باريس للكتاب 2018. كما شهدت العاصمة باريس احتفاء كبيراً ومستحقاً بتدشين النسخة الفرنسية من كتاب «تحت راية الاحتلال» لصاحب السمو حاكم الشارقة، في حفل حضره عدد من الوزراء والمفكرين والدبلوماسيين والأكاديميين وأعضاء الوفدين الثقافي والإعلامي للشارقة وأصحاب دور النشر وممثلي وسائل الإعلام المختلفة. الحمادي يوّقع «الرواية السوداء للإخوان المسلمين» في «معرض باريس» إحدى صور التواجد الإبداعي الإماراتي البارز والنوعي في معرض باريس الدولي للكتاب، تمثل في توقيع محمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر في شركة أبوظبي للإعلام رئيس تحرير جريدة «الاتحاد»، النسخة الفرنسية من كتابه «خريف الإخوان»، وجاءت بعنوان «الرواية السوداء للإخوان المسلمين»، ترجمة هارون فرحات، تصميم الغلاف للفنانة الفرنسية الشهيرة ألين ماجرا. وكان الحمادي قد شارك في برنامج «نقاش» على «فرانس 24» حول الإرهاب، وذلك بمناسبة صدور كتابه. ومن المتوقع أن تتوافر النسخة الفرنسية من الكتاب في مهرجان «أبوظبي للكتاب» الشهر المقبل. وقال الحمادي، إنه: «أراد أن يوصل للفرنسيين والفرانكفونيين حقيقة تيار الإخوان واستغلالهم الدين لأغراض سياسية، ولعبهم دور الضحية خلال العقود الماضية في معظم الدول العربية والإسلامية». واختار الحمادي أن تكون اللغة الفرنسية أول لغة يترجم إليها كتابه «خريف الإخوان». كما عبر عن شكره لهيئة الشارقة للكتاب لاحتضانها الحفل الرسمي لتوقيع الكتاب داخل جناحها بمعرض باريس. من جهتها، قالت المخرجة السينمائية الفرنسية صوفي باشليه، إن كتاب «الرواية السوداء للإخوان المسلمين» يقدم للقراء الفرنسيين معلومات مفصلة عن حقيقة تيارهم، كما يسلط الضوء على الإرهاب، جذوره وسبل محاربته، فهو كما يوصف في الكتاب داء لا وطن له ولا دين والكل ضحية لهذا السرطان. وأكدت صوفي على أهمية مشاركة هذا الكتاب في معرض باريس: «حيث تتمكن الجماهير من الاطلاع على المحتوى الثمين للكتاب وأسلوبه المناسب لكل فئات القراء من حيث الوضوح والدقة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©