الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة العالمية تفتح آفاقاً واسعة أمام الاستثمارات السيادية

22 ابريل 2008 23:42
قال خبراء إن ركود الاقتصاد الأميركي وتراجع أسواق الأسهم العالمية يمثلان فرصة ''نادرة'' لكبار المستثمرين السياديين في منطقة الشرق الأوسط· وأشاروا إلى أن الصناديق السيادية الخليجية والشركات الاستثمارية التي تحظى بالدعم الحكومي أصبحت خلال الأشهر الأخيرة تتمتع بقدرة كبيرة على إنقاذ الشركات الغربية المتأثرة بالأزمة وخاصة البنوك من خلال مساعدتها على إزالة آثار العاصفة· وقال جورج سودارسكيس كبير الخبراء في جهاز أبوظبي للاستثمار إن الركود المحتمل في الولايات المتحدة يتيح فرصاً للاستحواذ على أصول شركات ومجموعات غربية بأسعار متدنية والاستفادة منها مستقبلاً لتحقيق هوامش ربحية عالية· وأضاف في مؤتمر صحفي في ابوظبي أمس الأول أنه يرى في الركود الاقتصادي فرصة لا يجوز تفويتها لتحقيق عوائد مجزية وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا· واتفق هاني قبلاوي المدير التنفيذي لبنك اوف نيويورك الشرق الأوسط في ابوظبي مع جورج سودارسكيس في أن الركود وتراجع أسعار الشركات والبنوك العالمية يدفعان الصناديق السيادية إلى استغلال هذه الفرصة لتحقيق عوائد في المستقبل· وأضاف أن هناك اتجاها لهذه الصناديق لتنويع استثماراتها في الداخل والخارج بسبب زيادة دخلها والسيولة المتوفرة لديها· ومع تزايد مشاعر أرباب البنوك بالقلق، أصبحت بعض الاستثمارات المالية تبدو وكأنها رهانات خاسرة إلا أنها لا تبدو كذلك بالنسبة لخبراء التقييم في الصناديق السيادية· وفي هذا الوقت، أعرب مسؤولون حكوميون في الولايات المتحدة وأوروبا عن زيادة مخاوفهم من (المرامي السياسية) الكامنة في بعض الصفقات الكبرى التي أبرمتها صناديق سيادية شرق أوسطية بما فيها الاستحواذ على حصص في شركات عملاقة مثل سيتي جروب وميريل لينش آند كومباني ويو بي إس إيه جي، وشركات أخرى· إلا أن العديد من المدراء التنفيذيين والمسؤولين الحكوميين في الشرق الأوسط يقولون إنهم لا يشعرون بالخوف من الوضع الاقتصادي العالمي ولا من المعارضة السياسية للصناديق السيادية في العواصم الغربية· ويقول هؤلاء المسؤولون إنهم ما زالوا يبحثون بعزم وإصرار عن الصفقات والفرص ذات العوائد الضخمة في صلب القطاعات التي هزّتها تداعيات أزمة القروض العقارية في الولايات المتحدة وخاصة منها الأصول العقارية· وخلال شهر نوفمبر الماضي ضخّ جهاز أبوظبي للاستثمار 7,5 مليار دولار في مجموعة (سيتي جروب)، وفي شهر يناير استثمر الجهاز الكويتي للاستثمار مبلغ 3 مليارات دولار في (سيتي جروب) و2 مليار دولار في (ميريل لينش)· وأما قطر فقد شددت على ان الازمة الراهنة ليست كافية لدفعها عن التراجع في خططها الاستثمارية، وقال يوسف حسين كمال وزير المالية القطري وعضو الهيئة الإدارية للجهاز القطري للاستثمار الذي يوظف 60 مليار دولار في تصريحات صحفية، إنه شديد الاهتمام بالاستثمار في البنوك الغربية· وأشار الوزير إلى أن الأزمة السوقية الراهنة لم تكن كافية لدفع قطر إلى إعادة التفكير في أهدافها وخططها الاستثمارية· واكد جون الخير المستشار التنفيذي للجهاز القطري للاستثمار في حديث نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) إنه ما زال يبحث عن الفرص السانحة للاستحواذ على بنوك غربية واضاف'' نبحث الآن عن ''سلّة'' من البنوك التي يمكننا الاستثمار فيها· كما أننا نبحث عن الاستثمار في العديد من القطاعات الأخرى التي تأثرت بالأزمة الراهنة''· ويتفق البحرينيون مع القطريين في نظرتهم إلى الفوائد الكامنة في الأزمة العالمية الراهنة حيث ينقل تقرير (ذي وول ستريت جورنال) عن طلال الزين الرئيس التنفيذي لـ (شركة ممتلكات البحرينية القابضة) قوله إن الظروف التي أفرزتها الأزمة السوقية الراهنة تعدّ مثالية لتنفيذ خطط وأهداف صندوقنا الاستثماري· وتعد (ممتلكات) أحدث صندوق سيادي حيث يعود تأسيسها لعام ·2006 ويبدو موقف توني تان كينج يام، الرئيس التنفيذي للشركة السنغافورية للاستثمار المملوكة للدولة، مخالفاً لهذه الطروحات حيث أشار في مؤتمر صحفي عقده في سنغافورة الاثنين الماضي إلى أن الاقتصاد العالمي أصبح الآن في مواجهة أسوأ أزمة ركود منذ أكثر من 30 عاماً وقال: (ربما نكون الآن على وشك الدخول في مرحلة من الركود هي الأطول والأعمق والأوسع تاثيراً خلال السنوات الثلاثين الماضية)· ويعتقد يام أن الشركة السنغافورية للاستثمار التي ضخّت حتى الآن 100 مليار كاستثمارات فيما وراء البحار، تواجه الآن أكبر تحدّ منذ تأسيسها قبل 27 عاماً· وتأتي تصريحاته في وقت يسعى فيه الصندوق للاستحواذ على حصة من بنك (يو بي إس)· ويقول جاي دو بلوناي المدير في مؤسسة (نيو ستار آسيت مانجمنت) في لندن إن قطاع الصناعة البنكية ربما يكون الأكثر تأثراً بالركود العالمي وقال في هذا الصدد: (لا يمكنك أن تضع في حسبانك احتمال عودة بنوك مشلولة إلى نشاطها المعتاد في وقت تزداد فيه أحوالها تردياً)·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©