الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم العربي يحفظ تراثه الثقافي والشعبي على الإنترنت

العالم العربي يحفظ تراثه الثقافي والشعبي على الإنترنت
1 ابريل 2010 21:11
خطوات الحياة في التاريخ أكثر من أن تحصر في كتاب سردي أو تحليلي أو كتاب يعرض المعلومات العلمية والفنية والثقافية؛ لذا اتخذ القرار بحفظ التراث العربي رقمياً، ليكون ذاكرة محفوظة للعديد من البلدان العربية، بما تتشابه فيه وبما تختلف، وكان ذلك إثر واحدة من التوصيات التي صدرت عن اجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات الذي عقد في الدوحة العام 2006، فاجتمع ممثلو الدول العربية في الشارقة العام 2007 وأعلنوا مشروعهم لذاكرة العالم العربي عبر بوابة إلكترونية بالعربية اقترب إطلاقها بعد سلسلة من المؤتمرات والاجتماعات التي عقدت في عدد من الدول العربية، وآخرها الاجتماع الخامس الذي عقد في أواخر الشهر المنصرم في متحف البحرين الوطني برعاية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية. مثّل الإمارات في هذا الاجتماع وفد تألف من ستة أشخاص، أولهم بلال البدور وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية، وعبدالعزيز المسلم رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع ومدير إدارة التراث والشؤون والإعلام في الشارقة والفنان فيصل الساري وعفراء القصيمي ووجوه إماراتية أخرى. وفي المحور الموسيقي، شارك من الإمارات بصفته باحثا موسيقيا وسوليست على آلة العود وملحنا، الفنان فيصل الساري، ومن البحرين الفنان أحمد الجميري والفنان الدكتور مبارك نجم، ومن مصر الدكتورة إيزيس فتح الله استشارية التراث الفني في مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي وياسمين ماهر منسقة محور التراث الموسيقي من المركز نفسه، ومن العراق حبيب ظاهر العباس المدير العام لدار ثقافة الأطفال ورئيس اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى في وزارة الثقافة العراقية، ومن سوريا الموسيقار حسام الدين بريمو وكيل المعهد العالي للموسيقى. وقد ناقش الاجتماع محاور متعددة للتراث العربي بينها التراث المخطوطي والتراث الموسيقي والشعبي والمعماري والمصور، بالإضافة إلى عرض للإصدارات الجديدة من بيبلوجرافيات لمحاور التراث المتعددة ودليل الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال توثيق التراث وعرض التصور للموقع الإلكتروني للمشروع تمهيداً لإطلاق البوابة الإلكترونية باللغة العربية في منتصف العام القادم. تواصل مع الذاكرة في حديث مع «الاتحاد»، شرح بلال البدور وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية عن بدايات مشروع حفظ «ذاكرة العالم العربي» مع فكرة مصر لتوثيق تراثها بالتعاون بين وزارة الاتصالات المصرية ومكتبة الإسكندرية، لأهمية حوسبة هذه المعلومات للأجيال والمتابعين للاطلاع عليها، وأشار إلى أنه تم طرح هذه الفكرة على وزراء الاتصالات العرب؛ كون وسيلة توفير وعرض المعلومات ستكون عبر الشبكة الإلكترونية، ولكونه برنامجاً فكرياً وثقافياً، ومن الأولى الإشراف عليه من قبل الجهات المعنية بالثقافة. وأشار إلى تأليف اللجنة الدائمة للثقافة العربية للإشراف على نقل المحتوى التراثي إلى البرنامج كي لا يتم نقل معلومات عليها تحفظات من قبل أية دولة، وتوالت الاجتماعات من القاهرة إلى المغرب وأخيراً في البحرين، وكُلّفت لجان ومنسقون ورؤساء محاور لها لتولي الإشراف على المحتوى الذي تناول في محاوره تراث المحفوظات، العمارة والتراث العمراني، المأثورات الشعبية، الذاكرة المشتركة (التوثيق العام المشترك) وتراث الموسيقى العربية. حضور لافت للإمارات لفت البدور إلى أن «خطوات العمل تسير بسلاسة وثمة تطلع من جميع الدول للتعاون مع المركز لوضع محتواها الثقافي والتراثي على البوابة الإلكترونية. وقال «نحن نتفاءل بهذا البرنامج، وستشكل الإمارات قريباً لجنة لوضع المحتوى الإماراتي بعد دراسة القضايا التراثية التي نود عرضها، مع العلم أن هناك - على مستوى وزارة الثقافة- الموسوعة الثقافية التي ستغربل موادها لاختيار المعلومات التي سيتم عرضها»، وتوقع أن الإمارات ستمثل في البوابة الإلكترونية لذاكرة العالم العربي بكمّ ضخم من المعلومات الثقافية والتراثية، وسيتم ذلك بالتعاون مع لجان أخرى مثل لجنة التراث غير المادي التابعة للوزارة، بالإضافة إلى جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وإدارة التراث المعنوي واللتان تقومان بجمع المادة الثقافية والتراثية المتعلقة بإمارة أبوظبي، وكذلك سيتم ضم ما قام به بعض الباحثين من جهود فردية في هذا المجال. وأكد أن كل دولة ستشرف على المحتوى المتعلق بها في البوابة، وبقدر ما تقدم من مادة سيكون لها نصيب على البوابة، ولو لم تتمكن إحدى الدول من جمع المحتوى، فثمة مؤسسات ومراكز علمية بحثية تستطيع القيام بهذه المهمة. واعتبر أن العنصر المادي لن يشكل عائقا لاستكمال برنامج التوثيق للتراث والثقافة العربية، وقال «إنما الثقافة الجادة لا تكلّف أموالاً كثيرة»، مضيفاً «بالوسع تقديم المحتوى في قاعة صغيرة متواضعة كما في قاعة فخمة!». ميدانية البحث كما أشار عبدالعزيز المسلم إلى أن الاجتماعات السابقة عملت على تحضير القوالب للبوابة الإلكترونية لذاكرة العالم العربي، والتي انتهى جزء كبير منها، وقيم ما تم تنفيذه إلى اليوم منذ إعلان الشارقة العام 2007 بأنه «جيد جدا»، وقد بقي «توفير المعلومات والمحتوى لهذه القوالب». وأشار إلى أنه «طلب سابقاً من كل دولة تجهيز محتواها، وكانت مصر قد حضرت المحتوى مستقية المعلومات من الشبكة الإلكترونية، ما أثار اعتراض الدول الأخرى المشاركة واعتبر ممثلو هذه الدول أنه من المفترض إجراء البحث على الأرض وليس بالاستناد إلى المنشور على الشبكة، فتم اقتراح أن تقوم كل دولة بتوفير محتواها على حدة». وعن التمويل المادي للمشروع، أشار المسلم إلى أن وزراء الثقافة العرب أقروا دعم بوابة ذاكرة العالم العربي ومجموعة المشاريع الصادرة عن حفظ هذه الذاكرة، كما كان الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة قد وعد المجتمعين لدى صدور إعلان الشارقة بدعمه». تذليل العقبات المسلم توقف عند المنظمات غير الحكومية المشاركة والتي تدعم المشروع، فقال «صحيح أن ميزانية وزارات الثقافة في العالم العربي محدودة بعض الشيء، ولكن الإمارات بوزارة الثقافة ستكون داعما فعالا، وكذلك الأمر مع الوزارة القطرية والبحرينية، فقد التقى المجتمعون في المنامة بالشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية التي وعدت بدورها بتذليل العقبات التي قد تعترض مراحل تنفيذ المشروع». واعتبر المسلم أن في اجتماع البحرين ظهرت جدية المشروع وبأنه مشروع محكم ومتقن في عمله، وتمنى على مستوى الإمارات أن يتم التعاون مع وزارة الثقافة الإماراتية كونها وزارة الحكومة الاتحادية في سبيل إثراء بوابة الإمارات في إطار البوابة الإلكترونية العربية. تاريخ موسيقي عن تمثيله لدولة الإمارات للمرة الثانية على التوالي، أشار الفنان فيصل الساري إلى أنه تم اعتماده لتمثيل الدولة في المحور الموسيقي من قبل مجلس إدارة الذاكرة، وكان له اجتماع أول في المغرب منذ ستة أشهر، واعتبر أن الإمارات تشارك بفعالية كبيرة في مختلف المحاور، وفي الموسيقى برز دورها إلى جانب المشاركة المصرية. وقال لـ»الاتحاد»: «لقد تمت مناقشة العديد من النقاط في هذا المحور، وأبرزها دراسة الإيقاعات العربية والقوالب الموسيقية ومقارنتها (حصرها وتصنيفها)، وتصنيف الآلات الموسيقية العربية وتكوينات الفرق الموسيقية وحصر المقامات الموسيقية المتشابهة في العالم العربي وقياس ترددات درجاتها الفيزيائية». وأشار إلى أنه تم اقتراح توحيد السلم الموسيقي العربي والعمل على التواصل بين الأجيال على الرغم من اختلاف اللهجات من خلال الموسيقى ومن خلال النغم والإيقاع. كما تمت مناقشة مشروع عمل مقارنة للمقامات العربية بين أقاليم الوطن العربي، ومناقشة حقوق نشر الملفات الصوتية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©