الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«السياسة الوطنية».. قراءة مدى الحياة

«السياسة الوطنية».. قراءة مدى الحياة
4 مايو 2016 08:25
رضاب نهار، ووام (أبوظبي) أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس اللجنة العليا لعام القراءة، أن استراتيجية القراءة الوطنية أولوية حكومية، ومتطلب تنموي أساسي لتحقيق قفزات حقيقية في المجالات كافة. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في صالون «الملتقى» الأدبي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وقال معاليه عن مدخلات استراتيجية القراءة: «قمنا في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بتخصيص فريق للعمل على استراتيجية طويلة المدى للقراءة، اطلع على أكثر من 100 دراسة عالمية حول القراءة، وعلى استراتيجيات القراءة في 7 دول، وأجرى مقابلات داخلية مع 47 جهة محلية واتحادية معنية بهذا الموضوع، وأشرف على إجراء مسح وطني للقراءة هو الأول من نوعه لنعرف أين نقف في مجال القراءة حالياً في دولة الإمارات». وأضاف معاليه أن خلوة المئة التي شارك فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إضافة إلى أكثر من مئة شخصية وطنية ثقافية وحكومية، شكلت مدخلاً رئيساً لصياغة السياسة الوطنية للقراءة حتى العام 2026، مشيراً معاليه إلى أن مشاركة المجتمع والأخذ بآراء المثقفين والمتخصصين في هذا المجال ومقارنة الدارسات العلمية الموثوقة، شكلت وثيقة وطنية مهمة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة لترسيخ القراءة في مجتمع الإمارات، وعبر الأجيال الجديدة. وكشف معاليه عن نتائج المسح الشامل للقراءة بقوله «شمل المسح 12 ألف شخص، وبينت النتائج أن ما يقرأه الفرد لدينا في المنطقة 1,5 كتاب سنوياً، في حين أن 78% من البالغين لا يقرأون بشكل اعتيادي واختياري. كما بين المسح أن متوسط ما تضمه المكتبات المنزلية 20 كتاباً فقط في المتوسط مقارنة بـ 200 كتاب في المملكة المتحدة مثلاً.. كما أن متوسط ما يقرأه الطالب سنوياً، هو 4 كتب مقارنة بـ 40 كتاباً في كوريا الجنوبية مثلاً، وبين المسح الوطني بأن 50% من طلبة المدارس والجامعات لا توجد عندهم عادة القراءة». وتابع معاليه معلقاً على النتائج: «اليوم لدينا خطة واضحة، واستراتيجية معتمدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لترسيخ مجتمع قارئ مثقف واعٍ، وأجيال تقرأ.. وجميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، ستكون شريكة في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة». وأوضح معاليه أن سياسة الدولة لترسيخ القراءة ستكون مبنية على أساس علمي، وتطبق مجموعة من النظريات المتخصصة في آليات تغيير سلوك المجتمعات التي أثبتت نجاحها في الدول المتقدمة، وذلك لضمان التأثير الأسرع والأكبر، وهي: التشريعات والسياسات، والتحفيز والتقدير، والقدوة القيادية، والإقناع بالقيمة المضافة التي تحققها القراءة للفرد. كما أشار معاليه إلى أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتأسيس صندوق لدعم القراءة بقيمة 100 مليون درهم، ستعطي دفعة كبيرة لأنشطة القراءة كافة في المجتمع، مشيراً معاليه إلى أن الصندوق سيركز على الشباب، وستشرف عليه وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وسيستهدف دعم الفعاليات المعرفية الشبابية، وتوجيهات صاحب السمو نائب رئيس الدولة الدائمة بالتركيز على تطوير مهارات وقدرات الشباب لأنهم الأساس في جميع خطط التنمية الحكومية، وهم من سيحقق رؤية دولة الإمارات المستقبلية في المجالات كافة. كما تطرق معالي القرقاوي إلى تفاصيل الخطة الاستراتيجية للقراءة، وأوضح أنها تتضمن برنامجاً تعليمياً، وبرنامجاً صحياً، وبرنامجاً إعلامياً، وبرنامجاً لصناعة المحتوى، وبرنامجاً للقراءة مدى الحياة، تعمل بشكل متكامل ومتوازٍ لتغيير واقع القراءة في مجتمع الإمارات في حلول عام 2026 وجعلها أسلوب حياة. وأضاف معاليه: «تستهدف الاستراتيجية الوطنية أن تصبح القراءة عادة لدى 50% من البالغين الإماراتيين، و80% من طلبة المدارس، وأن يكون متوسط ما يقرأه الطالب بشكل اختياري 20 كتاباً سنوياً على الأقل، وأن يقرأ 50% من أولياء الأمور المواطنين لأطفالهم». وأوضح معاليه أنه سيتم إصدار دليل خاص بالاستراتيجية للجهات المعنية كافة بتطبيق الخطة الاستراتيجية، وستدخل مبادرات القراءة ضمن المؤشرات الاستراتيجية والتشغيلية للجهات المعنية كافة، وسيتم متابعتها عبر قطاع الأداء في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، وسيتم رفع تقارير دورية لمجلس الوزراء حول التقدم الذي يتم إحرازه. وزارة التربية أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن توجهات الدولة النابعة من رؤية القيادة الرشيدة في جعل العام 2016 عاماً للقراءة، خطوة مهمة على الطريق الصحيح لدفع عجلة التعليم قدماً، لارتباط القراءة ارتباطاً وثيقاً بالتحصيل العلمي للطلبة، وهو الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم للعمل بوتيرة متسارعة ومدروسة عبر وضع خطة تعزز أهمية القراءة لدى الطلبة، وتغرسها كمفهوم أصيل في نفوسهم. وأوضح أن البرنامج التعليمي للخطة الاستراتيجية للقراءة يركز على أربعة توجهات رئيسة، هي: تعزيز القدرات اللغوية للطلبة، لاسيما لدى صغار السن، وترسيخ القراءة كجزء أساسي في النظام التعليمي، فضلاً عن تأهيل الكوادر التعليمية فيما يتعلق بكيفية غرس حب القراءة في نفوس الطلبة، وتوفير المحتوى الداعم وبيئة مصادر التعلم المناسبة. وقال: إنه جرى اعتماد برنامج موسع لترسيخ ثقافة القراءة لدى الطلبة خاصة، والحقل التربوي عامة، ويتضمن حزمة من المبادرات الداعمة لتوجهات الحكومة الرشيدة، ومنها تبني خطة مدرسية مبتكرة تربط المناهج والتقويم مع الأنشطة اللاصفية الداعمة لثقافة القراءة، وتطوير المكتبات المدرسية لتصبح مكتبات مبتكرة بمختلف عناصرها عبر خطة تحسينية وفق معايير متقدمة، إذ تم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى من المكتبات المدرسية الخاصة في التعليم الأساسي للحلقة الأولى بواقع 7 مكتبات، والبدء في المرحلة الثانية بواقع 6 مدارس في مراحل (رياض الأطفال، الحلقة الثانية، الحلقة الثالثة)، بحيث تكون بيئة محفزة وداعمة لنشر وترسيخ ثقافة القراءة بين الطلبة وأفراد المجتمع. وأضاف معاليه أن الوزارة رصدت ميزانية كبيرة لتزويد المكتبات المدرسة بالكتب والمراجع المنوعة، وتم فعلياً رفد مكتبات المدارس بجزء كبير منها، فيما تعكف الوزارة على تزويد مكتبات مدارس إضافية عبر تخصيص مبالغ مالية لشراء الكتب الهادفة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وسيتم توريدها للمكتبات خلال الأيام القليلة المقبلة. وتحدث أيضاً عن إطلاق منصة للقراءة التفاعلية «دارفة» المستندة إلى معايير (اقرأ -استمتع -استلهم -تحد-ابتكر-تميز)، وتحوي كتباً وقصصاً إلكترونية وتفاعلية ومسابقات وألعاباً وتحديات يعايشها الطالب، بجانب تخصيص حيز من اليوم الدراسي يتيح للطالب القراءة اليومية. وأشار إلى إدراج معيار القراءة في الخطة التشغيلية السنوية للمدارس وربطها بمؤشرات محددة، وتضمين معيار القراءة في تقييم أداء المدارس السنوي لقياس فعالية برامج ومبادرات المدارس. وسيتم تنظيم مهرجان القراءة السنوي في أكتوبر 2016، حيث يتم عرض مبادرات وفعاليات قرائية مبتكرة، وإيجاد أفكار جديدة للقراءة، وتكريم المدارس المتميزة في مبادرة القراءة. كما تم إطلاق سفراء القراءة بمشاركة طلبة وتربويين ونخبة من أفراد المجتمع من الشرائح كافة في كل مدرسة على مستوى الوزارة، وتخصيص ركن مبتكر للقراءة في كل مدرسة (نادي القراءة)، وإطلاق مبادرة «اقدر للكتابة»، بالتعاون مع برنامج اقدر للكتابة لتأهيل 50 كاتباً وكاتبة من الطلبة والمعلمين في كل عام، ليكونوا كتاباً لرفد الساحة المحلية الأدبية بشباب إماراتي متميز على صعيد التأليف والكتابة، وإنشاء صفحة على موقع الوزارة (كشكول) تحتوي على كل ما هو مرتبط بعام القراءة، وترسيخ ثقافة القراءة في أجندة فعاليات الوزارة السنوية للقراءة، عبر إبراز فعاليات المدارس، وعرض أفضل الممارسات العالمية في مجال القراءة. ولفت معاليه إلى وضع تصور للارتقاء بمهارات المعلمين وأمناء المكتبات (اختصاصي مصادر التعلم) عبر تنفيذ ورش عمل ودورات تأهيلية واقتراح ساعات تطوعية للقراءة وربطها بالهدف الرابع في وثيقة الأداء السنوي للمعلمين، علاوة على اقتراح دبلوم إدارة مكتبات للعاملين في المكتبات المدرسية لتأهيل اختصاصي المكتبات، وعقد شراكات مجتمعية مع الجهات المختلفة لدعم مشاريع القراءة. البرنامج الصحي أوضح معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أثناء كلمته، أن القدرات الذهنية للطفل تتكون في المرحلة العمرية ما بين 0-3 سنوات، حيث يتشكل 90% من حجم الدماغ النهائي، وأن التواصل مع الطفل في هذه المرحلة من خلال الكلام والقراءة له يعمل على تقوية القدرات الذهنية للطفل وصحته النفسية، ولهذا تصنف القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة كقضية صحة عامة في العديد من الدول حول العالم. وأشار معاليه إلى أهمية القراءة في خفض التوتر بنسبة 60% لكل 6 دقائق قراءة. كما أشار معاليه إلى أن فعالية التوعية عن طريق الأطباء أعلى بـ 4 مرات من فعالية أساليب التوعية الأخرى. وعن المشاريع الرئيسة التي ستتولاها وزارة الصحة ووقاية المجتمع ضمن استراتيجية القراءة، أشار معاليه إلى مشروع الحقيبة المعرفية للمواليد المواطنين على مستوى الدولة التي تدرب أولياء الأمور على القراءة للأبناء في 3 مراحل عمرية: بعد الولادة، وفي عمر السنتين عند التطعيم، وفي عمر السنوات الأربع خلال الحضانة. كما أعلن معاليه مشروع التوعية المعرفية للأسر الذي يركز على إقناع الأسر بقيمة القراءة ابتداءً من فترة الحمل للزوجين المقبلين على تكوين أسرة، وخلال الزيارات لأطباء العائلة وعند التطعيم، وكذلك من خلال توعية زوار مراكز الصحة الأولية، وتشجيع الأفراد على استخدام القراءة كوسيلة فاعلة للتمتع بحياة صحية أمثل خالية من الضغوط النفسية والتوترات. أما المشروع الثالث، فهو مشروع القراءة للمرضى عن طريق المتطوعين، حيث أثبتت الدراسات أنها تحسن من حالتهم النفسية بشكل كبير، وتحمي المقيمين في المستشفيات لفترات طويلة من اضمحلال قدراتهم الذهنية. برنامج الإعلام من جهته، أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام، أنه تماشياً مع توجيهات القيادة بإطلاق عام القراءة، يجري العمل على خطة وطنية متكاملة بمشاركة مختلف الجهات المعنية لتحقيق النتائج المنشودة، وأن دولة الإمارات مقبلة على مرحلة جديدة ستعزز معها مكانتها منارةً للمحتوى والنشر والفكر والمعرفة، وأن الإعلام سيكون شريكاً استراتيجياً في ترسيخ ثقافة القراءة كسمة بارزة لمجتمع دولة الإمارات. وأوضح معاليه أن البرنامج الإعلامي ضمن استراتيجية القراءة يتضمن تشجيع وسائل الإعلام على الترويج للمحتوى الذي يعزز ثقافة القراءة. وأشار إلى أنه تجري دراسة مبادرات عدة تشمل تحديد سفراء للقراءة من الشخصيات الوطنية المثقفة والمؤثرة للترويج للقراءة في المجتمع، موضحاً أن المجلس الوطني للإعلام سيتعاون مع الجهات المعنية لإعداد برنامج لتعزيز صناعة النشر والمحتوى في الدولة، بهدف دعم القطاع وزيادة المحتوى الفكري والمعرفي، كما سيجري العمل على مبادرة لتصنيف كتب الأطفال العربية حسب العمر والمحتوى لتسهيل إيجاد الكتب الملائمة للأطفال بالنسبة لأولياء الأمور. وأكد معاليه أن الهدف الأساسي هو زيادة المحتوى المعرفي وتوفيره بما يخدم الأهداف الوطنية للدولة، ويرسخ مكانتها كأحد أهم المراكز الثقافية في المنطقة. غاية سامية وأكدت معالي نجلاء العور، وزيرة تنمية المجتمع، خلال مشاركتها في إطلاق السياسة الوطنية، أن ترسيخ القراءة غاية سامية وإحدى القيم الإيجابية التي تهدف وزارة تنمية المجتمع لترسيخها في نسيج مجتمع دولة الإمارات، وأن ذلك يتطلب إشراك جميع فئاته، بحيث تعزز بعضها بعضاً. وقالت معاليها: «القراءة لا بد أن تكون مدى الحياة، ولفئات المجتمع كافة، هذه رسالتنا، قراءة وتعلم مدى الحياة». وأشارت معاليها إلى أن الوزارة ستشرف على مشروع القراءة التطوعية، وستعمل على إنشاء قاعدة للمتطوعين، سواء من خريجي النظام التعليمي أو ربات المنازل والمتقاعدين أو حتى العاملين الراغبين في خدمة المجتمع في أوقات فراغهم، وذلك ليقوموا بدور حقيقي في نشر القراءة للجميع. كما أوضحت معاليها أن الوزارة ستعمل على التنسيق مع المؤسسات والشركات الراغبة في تعزيز مسؤولياتها المجتمعية، للمشاركة في تنظيم مبادرات رئيسة مستمرة للقراءة التطوعية، من ضمنها القراءة في الحاضنات ورياض الأطفال لزيادة المخزون اللغوي للأطفال، والقراءة للمرضى في المستشفيات لتحسين حالتهم النفسية، والقراءة الجماعية والفردية لكبار السن في مجالس الأحياء والمراكز المخصصة لهم، وأيضاً التركيز على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توفير المزيد من الكتب بطريقة برايل، وتعزيز أنشطة القراءة لهم لتحسين مهاراتهم في التواصل الاجتماعي، وصحتهم النفسية وإدماجهم في المجتمع. وزارة الثقافة أكدت سعادة عفراء الصابري، وكيلة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أن الوزارة ستلعب دوراً مهماً في تنمية المحتوى الوطني ونشره ودعم المكتبات به، وتوفير محتوى مميز للمبادرات الكبرى كافة لدى الوزارات الأخرى أيضاً. كما ستركز الوزارة على تنمية القراءة في أماكن العمل الحكومية، وتوفير المحتوى الرقمي للموظفين، وتعزيز القراءة ومهارات البحث في أماكن العمل. وقالت سعادتها: «تعتبر المكتبات العامة من أركان أية سياسة أو استراتيجية وطنية لترسيخ القراءة، وتلبية احتياجات الفئات المختلفة خارج النظام التعليمي وبعد أوقات العمل، ولهذا وضعنا نصب أعيننا في الاستراتيجية الوطنية للقراءة، أن نجعل من المكتبات العامة والمراكز الثقافية أماكن ترفيهية نستطيع من خلالها استقطاب الفئات العمرية المختلفة، بما توفره من أجواء وأنشطة ممتعة ومحتوى قرائي متنوع ومتجدد». وأوضحت سعادتها أن تحقيق هذه الرؤية سيكون من خلال ثلاثة توجهات استراتيجية، أولها تطوير برامج وخدمات المكتبات العامة، ووضع مفهوم جديد لها كمراكز خدمية وترفيهية من خلال تطوير أنظمتها وتعديل ساعات عملها لتتناسب مع فترات الراحة والفراغ للأفراد والأسر في الدولة، إضافة إلى تحديث وتنويع المحتوى ليناسب جميع فئات المجتمع، وتوفير أنشطة وبرامج تستهدف الصغار والشباب والبالغين، وتتضمن القراءة والابتكار والمنافسة والتكريم والتشويق، إلى جانب الإعلان عن أنشطة المكتبات، وإطلاع المجتمع عليها. أما التوجه الثاني، فهو إنشاء ونشر مقاهي المكتبات عن طريق إنشاء فروع للمكتبات العامة في مراكز التسوق التي تعتبر الوجهة الرئيسة لمجتمع الدولة، بحيث تحوي قسماً للأطفال، يتضمن كتب شائقة وألعاباً وركناً للقراءة الجماعية ومقهى لقراءة الكتب، بالإضافة إلى العمل على إلزام المقاهي في المراكز التجارية بتخصيص مكتبة كمتطلب أساسي، وذلك بالتنسيق مع مجلس الوزراء ووزارة الاقتصاد والدوائر المحلية. أما التوجه الثالث، فيعنى بتوفير المواد القرائية التي تتطلبها المشاريع الاستراتيجية التي تنظمها الجهات الأخرى لدعم القراءة، خصوصاً التي تستهدف فئات معينة كالأطفال في المراحل العمرية ما بين 0-3 سنوات وكبار السن والقراء الذين يواجهون تحديات في القراءة. وبهذا الشأن قالت سعادتها: «تم بالأمس إطلاق المكتبة الرقمية كي توفر لجميع أفراد المجتمع كتباً رقمية متنوعة. وسيكون لدينا خطة لإطلاق المكتبة المتنقلة والتي ستضمن وصول الكتب لمن لا يستطيعون زيارة المكتبات العامة من ذوي الاحتياجات الخاصة والأمهات الجديدات وربات البيوت. وستلعب وزارة الثقافة وتنمية المعرفة كذلك دوراً رئيساً مع المجلس الوطني للإعلام في مراجعة سياسات المحتوى والنشر في الدولة، نحو إثراء الإنتاج الفكري في الدولة، والوصول بعدد الكتب التي يتم إصدارها حالياً من 400 إلى 4000 كتاب في حلول العام 2026. كما ستطلق الوزارة «مشروع إعداد المؤلفين الشباب» بالتعاون مع الجهات المختصة، حيث سيتم عقد دورات تدريبية لهم في الكتابة وإطلاق مسابقات للكتابة، ونشر أفضل الكتب الفائزة». محمد المحمود: «أبوظبي للإعلام» تسخر كل إمكاناتها لخدمة السياسة الوطنية أبوظبي (الاتحاد) ثمّن محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» والعضو المنتدب، توجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعداد قانون وطني للقراءة، مؤكداً حرص «أبوظبي للإعلام» على تسخير إمكانياتها كافة في خدمة السياسة الوطنية للقراءة، ودعم استراتيجية العمل في هذا السياق، بما يسهم في تحقيق أهدافها في بناء مجتمع قارئ متحضر، مواكب للمتغيرات، رائد في التنمية، ومتقبل لكل الثقافات، وفق ما حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حسابه الرسمي على «تويتر». وقال المحمود إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة للسنوات 2016 - 2026 على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أمس، يشكل إيذاناً ببدء مرحلة عمل جديدة من بناء الإنسان الإماراتي والاستثمار في المستقبل، تعتمد القراءة بوصفها اللبنة الأسية في بناء مجتمع المعرفة الذي سينهض بأعباء ومسؤوليات «اقتصاد المعرفة» الذي تقوم عليه سياسات الدولة لما بعد النفط. وأشار إلى أن «أبوظبي للإعلام»، وبوصفها أكبر منصة إعلامية متكاملة، والأكثر تنوعاً في منطقة الشرق الأوسط، رسمت خطط عملها وحددت سياساتها الاستراتيجية بما ينسجم مع رؤية قيادتنا الرشيدة، ويسهم في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة على الصعد جميعها، لافتاً في هذا السياق إلى تبني «أبوظبي للإعلام» سلسلة من المبادرات والمشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية في صلب عملها، وذلك استجابة لمبادرة «عام 2016.. عام القراءة»، على نحو يجعل من تعاملها مع المبادرة حالة ثقافة دائمة، تضمن السياسة الوطنية للقراءة اليوم استمراريتها بصيغ مختلفة في خطابنا الإعلامي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©