الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا و «الجامعة»:مؤشرات إيجابية لبدء حوار في سوريا

روسيا و «الجامعة»:مؤشرات إيجابية لبدء حوار في سوريا
21 فبراير 2013 14:48
جمال إبراهيم، وكالات (عواصم) - دعت روسيا والجامعة العربية أمس، الحكومة السورية إلى قبول عرض المعارضة للتفاوض الذي عرضه زعيم ائتلاف المعارضة لإنهاء الأزمة المتفاقمة منذ نحو عامين في البلاد المضطربة، فيما حذر وزير الخارجية سيرجي لافروف طرفي النزاع من أن استمرار النزاع العسكري يعتبر «طريقاً مدمراً للطرفين» مشدداً بقوله «لايمكن لأي من الطرفين أن يسمح لنفسه بالرهان على حل عسكري. إنه طريق لا يقود إلى أي مكان، بل إلى دمار الطرفين». جاء ذلك أثناء أعمال الدورة الأولى لمنتدى روسيا والجامعة العربية المنعقد في موسكو على مستوى الوزراء أمس، حيث تناول المنتدى أوضاع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك العلاقات الثنائية بين روسيا والجامعة. ولاحظت موسكو والجامعة العربية بشائر أمل في أن يبدأ جانبا الصراع في سوريا محادثات لإنهاء الأزمة. وكان لافروف يتحدث خلال محادثات المنتدى العربي مع وفد عربي يتألف من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية مصر والعراق والكويت ولبنان. وأضاف لافروف «لقد آن الأوان لوقف هذا النزاع المستمر منذ سنتين». وتابع لافروف بقوله «نرى مؤشرات إيجابية توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة السورية». وكان نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أعلن أمس الأول، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في 25 فبراير الحالي، في محاولة لإيجاد حل للأزمة، مضيفاً أن الموعد لمفاوضات منفصلة مع المعارضة السورية لم يحدد بعد. وقال لافروف والعربي إنهما متفائلان لأن الحكومة والمعارضة في سوريا أبدتا استعدادهما للحوار. وأكد لافروف الذي يستقبل المعلم الاثنين المقبل في موسكو، أن بلاده تحث على الحوار بين الطرفين، مضيفاً أنه يعود إلى الطرفين تحديد طبيعة الحوار المحتمل وعلى أي مستوى. وقال «من المهم آلا يفرض كل من الطرفي شروطاً على الآخر وإعلان عدم التحادث مع هذا بل ذاك». وأضاف الوزير الروسي في مؤتمر مشترك مع العربي أمس «كانت هناك دلائل على ميل إيجابي لبدء حوار وبدأ ممثلون عن كل من الحكومة والمعارضة في التحدث عن ذلك». وأضاف «حتى الآن مازال الطرفان يضعان شروطاً مسبقة لكن وفقاً لرؤيتنا المشتركة فإن وجود الاستعداد الرئيسي المشترك لبدء حوار يجعل الاتفاق على هذه العملية مجرد عمل دبلوماسي». وقال لافروف إن من المرجح أن يزور معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض روسيا في مارس المقبل. وكان الخطيب أبدى استعداده للتفاوض مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بشار الأسد لكن على أن يكون الهدف من هذه المحادثات إيجاد سبيل يتيح للرئيس خروجاً آمناً من البلاد ويفتح المجال لتشكيل حكومة انتقالية. وتطالب روسيا التي يتهمها الغرب وبعض الدول العربية بحماية الأسد بألا يكون رحيل الأسد شرطاً مسبقاً لمحادثات السلام وتقول إن السوريين هم الذين يجب أن يحددوا مصيرهم دون أي تدخل أجنبي. وقال العربي بعد المحادثات بحضور وزراء خارجية العراق والكويت ولبنان ومصر «نحن نرحب بالمبادرة التي طرحها... الخطيب الذي عرض الحوار مع الحكومة وانا أعتقد أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف». وقال العربي «روسيا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة في دمشق ونحن نأمل أن تستخدم ذلك في إقناعها بأن هذا الصراع لا يمكن حله إلا بطريق سلمي». وتابع لافروف «من المهم للغاية أن يلقى استعداد قادة المعارضة للحوار تأكيداً من جانب الحكومة على استعدادها كذلك للحوار». وأضاف «الآن حان الوقت لأن تؤكد الأفعال الأقوال». وأكد الوزير الروسي أن بلاده مستعدة لاستضافة أي اجتماعات بين النظام السوري والمعارضة. واتفق لافروف والعربي على ضرورة بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة السورية، إلا أنهما اختلفا بشأن تعريف المرحلة الانتقالية وصيغتها. وقال لافروف «سنفعل ما بوسعنا مع الجامعة العربية لتفعيل الحوار في سوريا، ومن بعدها تشكيل هيئة انتقالية». في حين أكد العربي أنه لا بد من تشكيل «حكومة انتقالية» ذات صلاحيات كاملة في سوريا. وأضاف «نرحب بمبادرة الخطيب، لأن الحوار والوصول إلى حل سلمي في سوريا كان من أهم أولويات الجامعة العربية». وتابع «في نوفمبر 2011 طلبنا من الرئيس الأسد تسليم السلطة إلى نائبه والدخول في حوار مع المعارضة». وأوضح العربي أن سوريا هي أحد مؤسسي الجامعة العربية وستبقى كذلك، «لكن أعضاء الجامعة قرروا تجميد مشاركتها لأنها لم تلتزم بالوعود التي قطعتها». ووصف العربي الأوضاع في سوريا بأنها «لا تطاق»، قائلاً «المهم الآن هو العمل على وقف القتال ونزيف الدم في سوريا فالأوضاع هناك لا تطاق». من ناحيته، قال ممثل المجلس الوطني السوري المعارض في موسكو محمود الحمزان في لقاء تلفزيوني، إن المنتدى العربي الروسي هو لقاء روتيني، كان مقرراً من فترة طويلة، لكنه لم يقدم أي جديد على الإطلاق لأزمة سوريا. وبعد انتهاء أعمال الدورة الأولى للمنتدى بين روسيا والجامعة العربية، قال لافروف «لقد درسنا الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وناقشنا مسألة التعاون في حل المشاكل الأساسية التي لا تزال موجودة في المنطقة، أو التي بدأت تظهر. كما بحثنا وضع العلاقات الثنائية بين روسيا والجامعة». وثبتت نتائج اللقاء في وثيقتين، هما بيان وخطة العمل المشترك. وأشار لافروف إلى إن البيان الصادر عن المنتدى «يؤكد على الاتفاق العام في وجهات نظر روسيا والعالم العربي بشأن المشاكل الدولية وكيفية تسويتها. ونحن على ثقة من أن تسوية أي مشكلة أو نزاع يجب أن يتم على أساس سمو القانون وميثاق هيئة الأمم المتحدة، وضمان دور فعلي ورئيسي للمنظمة الدولية.. هذا مدخل عام يمكن استخدامه في جميع الحالات. كما عبرنا في البيان الصادر عن إصرارنا على مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وكذلك التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع العربي- الإسرائيلي، على أساس مبادئ القانون الدولي. وقال لافروف «يتضمن البيان الختامي تقييمنا المشترك للأوضاع في سوريا، وكذلك موقفنا المشترك بضرورة الاسراع في وقف أعمال العنف والبدء في حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة، على أساس البيان الختامي لمؤتمر جنيف الصادر في 30 يونيو2012. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اختتم زيارة عمل إلى موسكو أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ركزت على الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط خصوصاً المستجدات على الساحة السورية وجهود تحقيق السلام وفقاً لحل«الدولتين». أشار العاهل الأردني إلى الأعباء الكبيرة لتداعيات الأوضاع الخطيرة في سوريا على أمن واستقرار المنطقة ودول الجوار بشكل خاص والتي تتعامل مع أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين منوهاً إلى أن عددهم في بلاده وصل إلى نحو 400 ألف لاجئ. وفي الأثناء، وصل إلى القاهرة أمس، وفد من المعارضة السورية برئاسة جورج صبرا رئيس المجلس الوطني المعارض في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها آخر تطورات الوضع في سوريا والتحركات المقبلة بالتنسيق مع المعارضة السورية والجامعة العربية قبل توجه وفد من المعارضة إلي روسيا للقاء عدد من المسؤولين الروس لبحث مبادرة الحوار مع النظام السوري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©