محسن البوشي (العين)
أثبتت تجربة زراعة الخس بكميات اقتصادية ضمن مشروع الاكوابونيك في جامعة الإمارات نجاحاً كبيراً مع إنتاج كمية قدرها 16 ألفاً و600 كلجم من المحصول من نوعية ممتازة خلال 6 أشهر، وسط جهود بحثية لتجريب زراعة أصناف أخرى مختلفة منه، وبحث إمكانية تربية أسماك «السبريم» التي تعيش في المياه المالحة مع بعض النباتات التي تتحمل الملوحة مثل «الكينوة» وبعض الأعلاف الحيوانية.
وحققت تجربة زراعة طماطم «شيري» نجاحاً كبيراً ضمن المشروع الذي تنفذه كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات.
وقال الدكتور إبراهيم بلال أستاذ تغذية الأسماك في الكلية: هذه أول مرة على مستوى الدولة تتم فيها دراسة إنتاج طماطم «شيري» تجارياً مع أسماك البلطي بوساطة نظام الاكوابونيك، لافتاً إلى أن عملية الحصاد ستتوالى خلال الأشهر الثلاثة المقبلة توطئة لبدء مرحلة رصد وتحليل البيانات لتأكيد جدوى زراعة هذا المحصول من الناحية الاقتصادية، وتعميم النتائج التي يتم التوصل إليها على أصحاب المزارع.
وأضاف: تجري زراعة محصول الشيري داخل 3 وحدات من أصل 4 وحدات يتضمنها المشروع، كما يتم إنتاج اسماك البلطي بمعدل 700 كجم لكل وحدة خلال فترة زمنية مدتها 6 أشهر، وتتم زراعة المحصول بالتوازي مع عملية تربية أسماك البلطي في المنشآت البحثية في منطقة فلج هزاع في العين، مشيراً إلى أن وزن السمكة الواحدة قد يصل إلى 450 جرام في ستة أشهر.
وأوضح أن الأكوابونيك نظام زراعي تتم فيه زراعة الأسماك مع النباتات في المياه «من دون تربة» بحيث يمكن الإفادة من كمية المياه ذاتها في تربية الأسماك، وتوفير احتياجات النباتات بصورة متجددة من خلال اعتماد نظام التدوير ما يوفر معه أكثر من 90% من المياه، مقارنة بالزراعة التقليدية مثل عدم استخدام الأسمدة والمبيدات ما يمكن معه الحصول على منتج نباتي عضوي وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة، مع توقعات بأن يسهم «الاكوابونيك» في تحقيق الأمن الغذائي للدولة مستقبلًا.
وتطرق د.بلال إلى تجربة زراعة محصول الخس ضمن المشروع، حيث أكدت التجربة إمكانية جني المحصول كل 30 يوماً، مؤكداً إنتاج كمية قدرها 16 الفاً و600 كلجم من الخس من نوعية ممتازة في 6 أشهر، ووصل وزن الحبة الواحدة إلى 240 جراماً في الأشهر الأولى، ونحو 700 جم في الأشهر الأخيرة.
وأشار إلى أنه يسعى حالياً إلى نشر النتائج التي تم التوصل إليها في مجال زراعة الخس في إحدى الدوريات العلمية العالمية المتخصصة قريبا، وأنه يستعد كذلك وعلى خط مواز لتجريب زراعة أصناف أخرى مختلفة من الخس إضافة إلى بحث إمكانية تربية أسماك السبريم التي تعيش في المياه المالحة مع بعض النباتات التي تتحمل الملوحة مثل (الكينوة) وبعض الأعلاف الحيوانية في ضوء النجاح الكبير الذي حققته تجربة زراعة اسماك البلطي.
وأكد أن النجاحات المتتالية التي حققها المشروع منذ انطلاقه حتى الآن، تؤكد أنه بات ركيزة مهمة وأساسية لتدريب طلبة الكلية بوجه عام وطلبة قسم الأسماك والإنتاج الحيواني والدراسات العليا على وجه الخصوص، وإكسابهم المهارات البحثية وتهيئة البيئة البحثية المواتية لهم ،لإنجاز مشاريع تخرجهم وبرامج الدراسات العليا التي يتطلعون إليها.
عدد اليوم
